ما هي الذكاة الإضطرارية ؟.. والفرق بينها وبين الذكاة الاختيارية
ما هي الذكاة
واحد من أكثر الأسئلة تداولا عن الزكاة هو معرفة شروطها وأنواعها في القرآن الكريم والسنة النبوية. يقول الله تعالى في كتابه العزيز: “خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها.
يعد الذكاء شيئا هاما في الحياة، وقد أمرنا الله تعالى بأدائه، لأنه يحمل الفوائد الكثيرة لنا في الدنيا والآخرة.
الذكاة بصفة عامة لها عدة تعريفات، وتعني النماء والطهارة في اللغة العربية نظرا لأنها تطهر القلوب من الذنوب والأثام، وتنقسم الذكاة إلى نوعين رئيسيين: الذكاة الإضطرارية والذكاة الاختيارية.
تُطلق على الذكاة لفظ الصدقة، لأنها تدل على صدق صاحبها وطاعته لله تعالى، كما أنها تطلق أيضًا على البركة والثناء والإصلاح والتقوى.
الفرق بين الذكاة الإضطراربة والذكاة الإختياربة
الذكاة الإضطراربة
الذكاة الإضطرارية هي نوع من الذكاة التي جعلها الإسلام واضحة، إذ يعرف المسلمون عدة طرق للذكاة التي يمكن أن تحسن الحياة بشكل كبير.
والمقصود بها هي التي توجههم نحو الخير وتبقيهم بعيدين عن الشر والمفاسد، ولهذا السبب أوضح الإسلام كيفية تحليل الطعام بواسطة الزكاة .
الذكاة الاضطرارية هي جرح في أي مكان من جسد الحيوان غير المناطق المحددة في طريقة الذكاة المعروفة، وذلك لإخراج الدم من الحيوان المذكور إذا كان تعذر ذبحه وذبحه وفقا للطريقة المعتمدة.
يمكن أن يتم ذبح الحيوان بالعقر إذا امتنع عن الذبح الشرعي لأسباب مثل الهياج أو الشرود أو سقوطه في حفرة أو ماء وما إلى ذلك.
يشير مصطلح `العقر` إلى جرح الحيوان الذي يؤدي إلى خروج روحه، مثل إصابته بسهم أو رصاصة أو سكين في الرأس أو البطن، ويسمح بذلك لتحليل واستهلاك لحمه.
اتفق جميع الأئمة وأهل العلم على جواز تذكيية الحيوان بهذه الطريقة، واستخدموا الأدلة من سنة النبي الشريفة.
فعلا، يجوز أكل الحيوانات المذكية ذكاة اضطرارية بجرحها في أي مكان في جسمها، وتوضح الأدلة ذلك
أولاً : السنة النبوية
من خلال حديث عباية بن رفاعة، الذي نقله عن جده رافع بن خديج رضي الله عنه، قال: كنا نرافق النبي صلى الله عليه وسلم في رحلتنا إلى ذي الحليفة التابعة لتهامة، وفي تلك الرحلة احتصنا غنما وإبلا. وقد سارع الناس في ذبح الحيوانات وطهيها في القدور. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر ببعضها. فتمتعت القبيلة بعشرة من الغنم بأجزائها المتساوية، وبقي بعير وحيدا لم يكن في القبيلة إلا خيلا قليلة، فأطلقه رجل ما، وتم القبض عليه بواسطة سهم. فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: هذه البهائم لها قيمة كالوحوش المفترسة، فماذا تعتزمون فعله بها؟ فاعملوا بها على هذا النحو .
ثانيًا: من الآثار الدينية
قال ابنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عنهما: هذه العبارة تشير إلى ضعف بعض الحيوانات مقارنة بقوة الإنسان، وتوصي بالتعاطف مع هذه الحيوانات وعدم إيذائها .
ثالثًا: إذا لم يكن الذبح غير مقدور
في هذا الأمر يجب إخراج الدم بالكامل لإزالة المحرم وتطهير اللحم، وهذا الدم هو الدم المسفوح، والذي يسبب الجرح، كما يمكن السفر في مكان المشقة
رابِعًا: أنَّ تَدافَعُ عن نفسِها
إذا دافعت الذبيحة عن نفسها، فلا تضمنها الذكاة الاختيارية، وبدلاً من ذلك يتم تعويضها بالعَقرُ، وهو الجَرحُ في أيِّ مَوضِعٍ كان.
الذكاة الإختيارية
الذكاة الإختيارية في الدين الإسلامي تكون على طريقتين لابد من إتباعهما:
- الذبح: يجري ذبح جميع الحيوانات باستثناء الإبل بقطع الحلقوم والمريء معا، ويمكن أكل جميع الحيوانات والطيور والماشية والبقر والدواجن والحمام وغيرها.
- النحر : هذا العضو خاص بالإبل فقط، ويتم توضعه في أسفل العنق أو في لبئها.
في السُنة
- تتم عملية ذبح الإبل والزرافة وفقًا للسنة النبوية، حيث يتم وضعها بطريقة معينة بيد الشاخص اليسرى، ويتم ذبحها باستخدام رمح أو سكين في لبتها.
- يتم ذبح البقر من أعلى الرقبة ويتم قطع الحلق من جهة الرأس، ثم يتم وضعها على جانبها الأيسر.
- إذا تم إخراج جنين حي لحيوان ما ، فلا يجوز تناوله إلا بعد ذبحه.
- يتم ذبح طيور الذكرى عند أعلى الرقبة من جهة الرأس.
- لا يسمحبتحليل الحيوانات التي حُرم أكلها، مثل السباع والخنازير، في الذكاة .
- يتم صيد الذكور عن طريق إصابتهم بأي شيء أو جرحهم في أي جزء من جسدهم.
شروط صحة الذكاة الإضطرارية والإختيارية
هناك عدد من الشروط الواجب توافرها لكي تُقبل الذكاة:
- يجب أن يكون المُذكي عاقلاً، ولا يجوز للمجنون أو السكران أو الصبي أن يكونوا مُذكين.
- يجب أن يكون صاحب الدين سماويًا، ومسلمًا كان أو من أهل الكتاب، ولا يشترط أن يكون رجلاً أو امرأة .
- أن يكون المذبوح من الحيوانات التي يسمح بأكلها .
- يجب استخدام أداة حادة جدًا لذبح الحيوانات حتى يتم تدفق الدم بسهولة .
- يجب إفراغ الدم من الحيوان بقطع الحلقوم ومجرى التنفسوالمريء أو مجرى الطعام؛ حتى يتمكن من الانسياب بحرية .
- يجب أن يكون المذبوح من الطعام المسموح به بسهولة
- تسمية الله سبحانه وتعالى واجبة قبل الذبح .
الأدلة على شروط الذكاة
- قال الله تعالى: {اليوم يتم الجواز لكم لتناول الأطعمة الطيبة وطعام الذين أوتوا الكتاب حلال عليكم وطعامكم حلال عليهم}” [المائدة: 5].
- وقال الله تعالى: {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ [118]} [الأنعام: 118].
- وقال الله تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ [121]} [الأنعام: 121].
- وَعَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّنَا نَلْقَى العَدُوَّ غَداً وَلَيْسَ مَعَنَا مُدىً، فَقَالَ: «مَا أنْهَرَ الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ الله فَكُلُوا، مَا لَمْ يَكُنْ سِنٌّ وَلا ظُفُرٌ، وَسَأحَدِّثُكُمْ عَنْ ذَلِكَ: أمَّا السِّنُّ فَعَظْمٌ، وَأمَّا الظُّفْرُ فَمُدَى الحَبَشَةِ». متفق عليه.
- وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللهُ عَنْهَا أنَّ قَوْماً قَالُوا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ قَوْماً يَأْتُونَا بِاللَّحْمِ، لا نَدْرِي: أذُكِرَ اسْمُ الله عَلَيْهِ أمْ لا؟ فَقَالَ: «سَمُّوا عَلَيْهِ أنْتُمْ وَكُلُوهُ». قالت: وَكَانُوا حَدِيثِي عَهْدٍ بِالكُفْرِ. أخرجه البخاري.