ما هو يوم بعاث
في أيام الجاهلية، كان هناك مكان يدعى بعاث بالقرب من المدينة المنورة، وحدث في هذا المكان آخر حرب بين قبيلتي الأوس والخزرج بعد عدة حروب بينهما، وتم تسمية هذا اليوم بـ “يوم بعاث.
ما هو يوم بعاث
هذا اليوم هو اليوم الذي وقعت فيه آخر معركة بين قبيلتي الأوس والخزرج في المدينة المنورة، في مكان يحمل نفس الاسم، وقد حدث ذلك قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم بخمس سنوات. كانت هذه المعركة واحدة من أكثر المعارك دموية، حيث قاموا بالتحضير لها قبل حدوثها بشهرين.
تحالفت قبيلتي أشجع وجهينة مع قبيلة الخزرج، وتحالفت قبيلة مزينة وقبائل اليهود بني قريظة وبنو النضير وغيرهم مع قبيلة الأوس. وبعد استعداد طويل للحرب، انتصرت قبيلة الأوس وقتلت قائد الخزرج بسهم مجهول، على الرغم من أن الخزرج كانوا يهيمنون في البداية.
سبب تسمية يوم بعاث بهذا الاسم
تم تسمية هذه المعركة باسم يوم البعث نسبةً إلى اسم المنطقة التي وقعت فيها المعركة، وحدث التصادم بين القبائل .
أسباب معركة يوم بعاث
قبل معركة يوم البعث، حدثت العديد من المعارك والحروب بين القبيلتين الأوس والخزرج، وكان هناك العديد من الاختلافات التي تسببت في الغضب والحنق بينهما، ولم تكن هناك بداية أو نهاية لتلك الحروب، وتمثلت أسباب معركة يوم البعث في علم قبيلة الخزرج بأن قبيلتي بني قريظة وبني النضير ستتحالفان مع قبيلة الأوس في المعركة القادمة .
قامت قبيلة الخزرج بإرسال رسالة تهديد وتخويف إلى هذه القبائل، وأمرتهم بعدم التحالف مع قبيلة الأوس وعدم المشاركة في الحرب. وبعد أن علمت اليهود بموقف الخزرج، ردوا عليهم بأن قبيلة الأوس طلبت التحالف معهم ومساندتهم، ولكنهم رفضوا ذلك. فطلبت قبيلة الخزرج بعض الرهائن من القبيلة كضمانة لكلامهم، وأرسلوا لهم أربعين شخصا منهم.
ثم قام عمرو بن النعمان البياضي من قبيلة قبيلبة الخزرج بكتابة رسالة إلى قبيلة قريظة والنضير وطلب منهم أن يتركوا منازلهم، وإلا سيقوم بقتل الرهائن، وكانوا ينوون الخروج من بيوتهم فعلا، ولكن كعب بن أسد القرظي قال لهم: `يا قوم، احتفظوا بمنازلكم واتركوه يقتل الرهائن، فوالله لن يمر عليكم إلا ليلة تصيب أحدهم زوجته فيها حتى ينجب له ولدا يشبه أحد الرهائن`، فرفضوا ترك منازلهم .
قام عمرو بن النعمان ومجموعة من أتباعه في قبيلة الخزرج بقتل الرهن. أثار ذلك غضبا واستياءا لدى الكثيرين، ولم يرض عبد الله بن أبي بن سلول عن هذا الفعل، وقال: `إن هذا تجاوز وإثم وعدوان، وأنا لست مؤيدا له ولا أحدا من قومي يطيعني`. نتج عن قتل الرهن اشتباكا عنيفا بين قبيلة الأوس وقبيلة الخزرج، وتحالف النضير وبني قريظة مع قبيلة الأوس وتزويدهم بالإمدادات لمساعدتهم ونصرتهم على الخزرج. انضمت إليهم أيضا قبيلة بنو ثعلبة وبنو زعوراء، واتفقوا على القتال وتحقيق النصر على قبيلة الخزرج.
بعد معركة يوم بعاث
كانت معركة يوم بعاث من أكثر المعارك دموية ولقي فيها الكثيرون من القبيلتين حتفهم، وبعد انتهاء الحرب الأهلية في يوم بعاث، تم اختيار رجل واحد للحكم وللتصالح بين الطرفين، وتم اختيار عبد الله بن أبي بن سلول. وخلال فترة تجهيزه للحكم، جرت بيعة العقبة الأولى والثانية، ثم دخل الإسلام إلى المدينة المنورة، ثم هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون إلى يثرب بعد أن نصره الكثيرون من أهلها، ونجح الإسلام في وقف العداء بين كل من الأوس والخزرج بعد اعتناقهم الإسلام وأصبحوا من المدافعين عنه وعن عقيدتهم.