ما هو صوم الدوبامين ؟.. وفوائده

يوجد صيام جديد لا يتضمن نظامًا غذائيًا، حيث يدعي بعض الأشخاص أن تجنب الأنشطة الممتعة يمكن أن يكون ما يسمى بصيام الدوبامين، ولكن الخبراء يؤكدون أن هذا ليس بالضبط عمل الدوبامين.

يتطلب صوم الدوبامين الامتناع عن جميع الأنشطة الممتعة لفترة معينة من الوقت لتقليل الاعتماد على الشعور بالمكافأة، ولكن لا يوجد دليل علمي يدعم هذا الموضوع، ومع ذلك يمكن أن تأتي بعض الفوائد من الامتناع عن الأنشطة التي قد تسبب الإدمان.

الفهم الكامل حول صيام الدوبامين غير صحيح علميا، ويقلل من مستوى الدماغ إلى مستوى تبسيطي للغاية، وفي الواقع، الأمر أكثر تعقيدا مما يوحي به.

ما هو صوم الدوبامين

الدكتور كاميرون سيباه هو مخترع فكرة صوم الدوبامين، وتستخدم هذه الفكرة عادة في الممارسة السريرية مع العاملين في مجال التكنولوجيا وأصحاب رؤوس الأموال، وهدف الدكتور سيباه هو تحرير العملاء من الاعتماد على بعض المحفزات مثل تنبيهات الهاتف والرسائل وإشعارات وسائل التواصل الاجتماعي، ويستند معظم البحث حول هذا الأسلوب الجديد على العلاج المعرفي السلوكي، وكان مفهوم الدكتور سيباه الجديد مختلفا عما فهمه الناس، إذ يعتبر الدوبامين مجرد آلية توضح كيفية زيادة الإدمان والاعتماد، ولا ينبغي فهم العنوان حرفيا.

الفكرة العامة وراء صوم الدوبامين للدكتور سيباه هي السماح للأفراد بالشعور بالوحدة أو الملل، أو القيام بأنشطة بسيطة بدلاً من الوصول إلى مستويات سريعة من الدوبامين. وفي الحالة المثالية، سيلاحظ الأفراد تأثير بعض المحفزات عليهم وقدرتها على تشتيت الانتباه والتركيز.

حدد الدكتور سيباه بعض السلوكيات كأهداف صوم الدوبامين:

• التسوق.
• الأكل العاطفي.
• الاستخدام المفرط للإنترنت والألعاب.
• البحث عن التشويق والمتعة.
• العقاقير الترويحية.

عن طريق الصوم عن هذه الأنشطة التي تحفز النواقل العصبية في الدماغ، يصبح الأشخاص أقل اعتمادًا على المستويات العاطفية من الدوبامين، والذي يمكن أن يؤدي في بعض الأحيان إلى الاعتماد أو الإدمان.

ما هو الدوبامين

الدوبامين هو نوع من النواقل العصبية في الدماغ، وينتج بشكل طبيعي من قبل الجسم كرسول كيميائي، وله تأثير على العديد من الوظائف السلوكية والجسدية، مثل

• التعلم.
• التحفيز.
• النوم.
• المزاج.
• الانتباه.

يمكن أن يؤدي زيادة أو نقص إنتاج الدوبامين إلى مشاكل صحية عقلية، كما يمكن أن يؤدي التعرض لمستويات عالية من المنبهات إلى حدوث هذه الاضطرابات، مما يؤدي إلى الاعتماد على مواد أو أنشطة معينة.

آلية عمل صوم الدوبامين

خلال فترة الصيام عن الدوبامين، يجب على الشخص تجنب محفزات الدوبامين لفترة محددة من الوقت تتراوح بين ساعة واحدة وعدة أيام، وذلك حسب رغبة الشخص.

يتطلب الصوم عن الدوبامين من المفروض تجنب أي محفزات المتعة أو الإثارة، وعدم تناول أي شيء يزيد من إنتاج الدوبامين خلال فترة الصيام.

عندما ينتهي الشخص من الصيام، يشعر بزيادة التركيز والتوازن، ويقلّ تأثير محفّزات الدوبامين الاعتيادية، ومع ذلك، يجب ملاحظة أن الصيام الحقيقي للدوبامين، حيث يتم إيقاف جميع نشاطات الدوبامين في الدماغ بنجاح، هو أمر غير ممكن بشكل مثالي.

تنتج الجسم البشري الدوبامين بشكل طبيعي، حتى عندما لا يتعرض لمحفزات معينة، وأدق وصف لصوم الدوبامين هو الانفصال عن العالم والاتصال بالذات.

قد يكون الصوم الذي يتبعه الأشخاص من حين لآخر له آثار إيجابية عليهم، ولكن مصطلح صوم الدوبامين قد يسبب بعض الإشكاليات، ولا يمكن الجزم بصحته علميًا بنسبة 100 بالمئة.

فوائد صوم الدوبامين

• زيادة القدرة على التركيز

من خلال مساعدة صوم الدوبامين، يمكن زيادة القدرة على التركيز، حيث يرتبط صوم الدوبامين بتقليل التوتر والانشغالات، ويمكن أن يحدث ذلك من خلال إدخال بعض التعديلات الإيجابية على الروتين اليومي للحياة.

• زيادة التحفيز الذاتي

نظرًا لأن صوم الدوبامين يعمل على تحسين التركيز، فإنه يزيد بشكل مباشر من التحفيز الذاتي وهذا التحفيز الذاتي يساعد في زيادة الإنتاجية اليومية، يتمتع صوم الدوبامين بشكل عام بالعديد من الفوائد في روتين حياتنا اليومي ويساعد أيضًا في تحقيق التركيز الرئيسي لأهدافنا وحياتنا المهنية.

• تحسين التنظيم العاطفي

يعمل صوم الدوبامين على تحسين التنظيم العاطفي أو التنظيم الانفعالي الذاتي، وذلك لأننا نميل إلى الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي والسموم الأخرى، مما يساعد في ضبط التنظيم العاطفي، كما يساعد أيضا في إعادة السلام والهدوء إلى حياتنا.

• تحسين ضبط النفس وقوة الإرادة

يمكن المحافظة على مسافة من العالم الحقيقي ووسائل التواصل الاجتماعي من خلال اتباع صيام الدوبامين، وهذا يساعد في تحسين ضبط النفس وقوة الإرادة، حيث يرتبط هذا النوع من الصيام بالأنشطة القائمة على اليقظة الذهنية والتأمل.

• تحسين الصبر

يترتب صوم الدوبامين على الأنشطة التي تحتاج إلى اليقظة، مما يساعد في تحسين مستوى الصبر، وإذا تم ممارسة هذا النظام قبل 4 أو 5 ساعات من النوم، فسيساعد ذلك في تحسين دورة النوم ومستوى الصبر.

• زيادة الرضا عن الحياة

عندما نستمتع بحياة هادئة خالية من التوتر والإجهاد، ينعكس ذلك على مزاجنا ويزيد الرضا عن الحياة، حيث يعتمد صوم الدوبامين على تحفيزنا وإخراجنا من حالة التوتر وإعادتنا إلى السلام والهدوء عن طريق الابتعاد عن البيئة السامة والمرهقة.

• إصلاح مستقبلات الدوبامين

الفكرة هي تقليل التشتت والتوتر، ويمكن أن يتحقق ذلك فقط عن طريق تقليل عوامل التشتت في الحياة اليومية، على سبيل المثال، عند بدء ممارسة صوم الدوبامين لمدة 3 أو 4 ساعات يوميا قبل النوم، فإن ذلك يعمل بشكل إيجابي على تقليل التوتر، كما يساعد صوم الدوبامين على التخلص من العادات الغير صحية.

بعض الأسئلة الشائعة حول صوم الدوبامين

• هل الصيام عن الدوبامين يساعد على الاسترخاء العقلي

نعم، يمكن تجربة صيام الدوبامين لفترات قصيرة تتراوح بين ساعة واحدة إلى 4 ساعات في نهاية اليوم للحصول على قسط من الراحة وتهدئة العقل واسترخاء الجسم.

ومع ذلك ، إذا تم الامتناع عن تناول الطعام لفترات طويلة أو تجنب التواصل أو الاستماع إلى الموسيقى أو المشاركة في النشاطات الممتعة ، فلن يؤدي ذلك إلى نتائج إيجابية. في الواقع ، يمكن أن يؤدي فهم هذا الموضوع بطريقة خاطئة إلى تكوين سلوكيات خاطئة تؤثر على الحياة اليومية.

• هل صيام الدوبامين يساعد في علاج إدمان التكنولوجيا

يهدف صوم الدوبامين إلى تجنب الاعتماد الزائد على التكنولوجيا واستغلال الوقت بشكل صحيح، وذلك لإعادة الاتصال بالذات والآخرين والقيام بأفعال بسيطة ومهمة تجلب السعادة.

على الرغم من أن الفكرة مثيرة للاهتمام، إلا أنها ليست الحل الكامل لعلاج إدمان التكنولوجيا، في الوقت نفسه يمكن لصيام الدوبامين أن يمنح حياة خالية من الإجهاد والتوتر لبضع ساعات على الأقل.