ما هو الطلاق البدعي
الطلاق البدعي هو نوع من أنواع الطلاق التي حظرها الله عز وجل وجعلها محرمة، وفاعلها يكون مذنبا، حيث يختلف هذا النوع عن الطلاق الشرعي الذي أباحه الله عز وجل في ظروف معينة حيث يمكن فيها حدوث التفاهم بين الزوجين.
الطلاق البدعي
الطلاق هو نهي من الله سبحانه وتعالى ويعتبر حراما شرعا، لأنه يخالف ما أمرنا به الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام بخصوص توقيت وعدد المرات لحدوثه، ويوجد عدة حالات من الطلاق البدعي
– إذا قام الزوج بطلاق زوجته أثناء فترة الحيض، فإن ذلك يعتبر طلاقا غير صحيح، حيث أن الله تعالى قال في كتابه العزيز: `وطلقوهن لعدتهن`، وهذا يعني أن الرجل يجب أن يطلق زوجته خلال فترة العدة، ويحرم عليه طلاق زوجته أثناء فترة الحيض أو بعد الولادة أو أثناء فترة انقطاع الطمث، ولكن الزوجة لم تتطهر بعد.
إذا طلق الرجل زوجته في فترة الطهر وقد جامعها في طهرها وهي ليست حامل، فإن هذا الطلاق باطل، لأنه يجب أن يطلقها في طهرها بدون جماع، أما إذا كانت في فترة الطهر وجامعها ولكنها كانت حامل وطلقها، فإن هذا الطلاق صحيح ولا يحرم.
– إذا طلق الرجل زوجته أكثر من مرة في جلسة واحدة، مثل أن يقول لها “أنت طالق طالق طالق”، فهذا يتعارض مع الشريعة ويعتبر نوعا من الطلاق البدعي. كما يمكن أن يربط كلمة الطلاق بعدد محدد، مثل أن يقول لها “أنت طالق بالثلاثة” أو “أنت طالق بالعشرة”، وهذا أيضا يعتبر طلاقا بدعيا.
الحكم الشرعي للطلاق البدعي
هناك حالتان من الطلاق البدعي: الطلاق البدعي المحرم والطلاق البدعي المكروه، وتوضح حالاتهما على النحو التالي:
طلاق بدعي محرم شرعا
-في حال طلق الرجل زوجته التي دخل عليها في فترة الحيض أو النفاس، أو طلقها بعد إنتهاء فترة الحيض أو النفاس ولكنها لم تغتسل بعد، فذلك يعد طلاقا بدعيا وهو محرم شرعا، ولكن الطلاق يقع.
-إذا طلق الرجل زوجته الصغيرة في السن التي لم تبلغ بعد، أو زوجته الكبيرة في السن والتي بلغت سن اليأس والتي لا يأتيها حيض، أو زوجته التي لم يدخل بها، فلا يكون الطلاق صحيحا إلا إذا طلقها أكثر من مرة في جلسة واحدة، ويكون الطلاق غير مسموح شرعا إذا طلقها ثلاث طلقات في جلسة واحدة كأن يقول لها “أنت طالق طالق طالق.
إذا طلق الزوج زوجته ثلاث مرات في جلسة واحدة، سواء كانت حائضا أم طاهرا أو كان الجماع يحدث في فترة الطهارة، فإن ذلك يعد طلاقا بدعيا محرما، وتزيد حرمته عندما يطلق زوجته ثلاث مرات في جلسة واحدة وهي في فترة الحيض أو النفاس.
إذا قام الرجل بإطلاق زوجته بطلاق غير كامل، وقال لها أنا طلقت يدك أو رجلك أو طلقتك بطلاق غير كامل، فإن هذا يعتبر طلاقًا بدعيًا محرمًا.
الطلاق البدعي المكروه
يكون الطلاق غير محبذ في حالة طلاق الزوج لزوجته خلال فترة الطهر، وقد جامعها في هذه الفترة ولم تحمل فيها، فهذا النوع غير محبذ.
في حالة طلاق الرجل زوجته بالثلاث مرات في جلسة واحدة، فإن هذا الطلاق يعتبر بدعًا مكروهًا.
إحتساب الطلاق البدعي
يختلف العلماء فيما يتعلق بصحة هذا الطلاق، فبعضهم يرى أنه صحيح ويتم احتسابه ويعتبر اثما على صاحبه، وهذا هو الرأي الأكثر شيوعا بين العلماء والفقهاء. وبعضهم الآخر يرى أنه لا يجوز ولا يحتسب كطلاق صحيح، ومن بينهم ابن تيمية وابن القيم. يعتبر الرأي الأكثر شيوعا هو أن هذا الطلاق صحيح ويؤدي إلى فراق الرجل وزوجته.