نحن جميعا نعرف مرض السكري من النمط الأول والثاني أو على الأقل سمعنا عنهما. أظهرت دراسة أجريت عام 2015 على الفئران أن مرض السكري قد يكون غير مشخص لدى كبار السن الذين لا يعانون من زيادة الوزن أو البدانة. على الرغم من أنه لم يتم تصنيف السكري بشكل رسمي، يسمون النوع الرابع من السكري بهذا الاسم.
السكري من النمط الرابع ليس اضطراب مناعي مثل السكري من النمط الأول، ولا يرتبط بالوزن مثل السكري من النوع الثاني. بدلًا من ذلك، يمكن أن يرتبط هذا النوع المحتمل من السكري بعملية التقدم في السن. لا تزال الأبحاث حول هذا الاضطراب مستمرة، لكن العلماء قد قاموا بالواقع بإيجاد العديد من الروابط والمعلومات الهامة.
الأنماط الشائعة لمرض السكري
- السكري من النمط الأول: يتم تشخيص السكري من النوع الأول بشكل شائع لدى الأطفال والمراهقين، وهو اضطراب مناعي ذاتي، حيث يهاجم الجهاز المناعي خلايا البنكرياس التي تنتج الأنسولين.
- السكري من النمط الثاني: يحدث مرض السكري من النمط الثاني عندما يتوقف الجسم عن الاستجابة للأنسولين الذي يتم إنتاجه من قبل البنكرياس، ومع الوقت، يتوقف البنكرياس عن إنتاج كمية كافية من الأنسولين، ويتواصل هذا الاضطراب عادة على ارتباط مع عوامل جينية وتغيرات في الحياة.
- السكري الحملي: هذا النوع من السكري مسؤول عن التغيرات الهرمونية التي تحدث أثناء فترة الحمل. الهرمونات التي تنتجها المشيمة يمكن أن تقلل من حساسية الجسم للأنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع سكر الدم خلال فترة الحمل.
يشمل مرض السكري الأنواع الشائعة مثل السكري من النوع الأول والثاني والسكري الحملي، ولكنها ليست الأنواع الوحيدة لمرض السكري. هناك العديد من الأنواع الأخرى للمرض التي لم يتم تصنيفها بشكل رسمي حتى الآن.
أنماط السكري الناجمة عن أسباب أخرى
- سكري الشباب الناضجين (MODY): يحدث هذا النوع من السكري بسبب تغيرات جينية وينتقل وراثيا، والأطفال الذين يعانون من هذه التغيرات الجينية سيصابون بالمرض عند بلوغهم سن الخامسة والعشرين.
- السكري لدى حديثي الولادة: يتم تشخيص هذا النوع من السكري لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة. إنه اضطراب وراثي يختلف عن السكري من النمط الأول، حيث ليس اضطرابا مناعيا ذاتيا. بدلا من ذلك، يولد الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب مع تغيرات جينية تؤثر على قدرتهم على إنتاج الأنسولين.
- السكري الناجم عن الاضطرابات الأخرى: ينجم هذا النوع من السكري عن اضطرابات مثل التليف الكيسي وسرطان البنكرياس أو التهاب البنكرياس، والتي تؤثر على قدرة البنكرياس على إنتاج الأنسولين.
- السكري المُحرَض بالستيرويدات: يحدث هذا النوع من السكري عند استخدام الأشخاص للستيرويدات التي تؤثر على إنتاج الهرمونات في الجسم.
مصطلحات أخرى قد يسمعها الشخص حول مرض السكري
- السكري ذاتي المناعة الخافي لدى البالغين (LADA): يشار إلى هذا الاضطراب في بعض الأحيان باسم النمط 1.5 من مرض السكري. ويعتقد بعض الباحثين أنه يتعلق بنوع من مرض السكري من النمط الأول. على الرغم من أن هذا الاضطراب هو اضطراب مناعي ذاتي مثل مرض السكري من النمط الأول، إلا أنه يتطور بشكل أبطأ. ويتم تشخيصه عادة بشكل خاطئ على أنه مرض السكري من النمط الثاني؛ لأن الشخص قادر في بعض الأحيان على إنتاج الأنسولين لفترة معينة.
الأنواع الجديدة من السكري
اقترح بعض الباحثون مؤخرًا إضافة نوعين إضافيين لتصنيف مرض السكري، وهما غير رسميين حتى الآن، ولكن هذا الأمر يمكن أن يتغير في المستقبل عند توفر معلومات جديدة
- السكري من النمط الثالث: يستخدم مصطلح السكري من النمط الثالث لشرح نظرية أن مقاومة الأنسولين يمكن أن تسبب داء الزهايمر، وهو نوع من أنواع الخرف. وفقا لمراجعة عام 2018، أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من السكري من النمط الثاني هم أكثر عرضة للإصابة بالزهايمر. ما زال الباحثون يدرسون الارتباط بين هاتين الحالتين.
- السكري من النمط الرابع: مصطلح السكري من النمط الرابع يشير إلى السكري الذي يحدث بسبب مقاومة الأنسولين في كبار السن الذين ليسوا بدينين أو يعانون من زيادة في الوزن. ووفقا لدراسة أجريت على الفئران في عام 2015، يبدو أن هذا النوع من السكري ليس مشخصا على نطاق واسع، وذلك لأنه يحدث في الأشخاص المتقدمين في السن الذين ليسوا بدينين.
أسباب السكري من النمط الرابع
بدأ العلماء دراسة السكري النمط الرابع، ولكن ليس لديهم معلومات كافية حول الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بهذا النوع من السكري. أظهرت دراسة على الفئران أن مصطلح السكري النمط الرابع يتعلق بفرط نشاط الخلايا التائية المنظمة T التي تشكل جزءا من الجهاز المناعي. يعتقد الباحثون أن هذا الأمر يتصل بالتقدم في العمر، ولكن لا يزال هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث حول هذا الموضوع.
أعراض السكري من النمط الرابع
يتميز مرض السكري من النوع الرابع بالعديد من الأعراض المشابهة للأنواع الأخرى من مرض السكري، ولكن نظرًا لأنه يظهر عادةً عند الأشخاص ذوي الوزن المعتدل، فإن الأطباء عادةً ما يشكون بالإصابة بالسكري. وتشمل الأعراض الشائعة:
- التعب
- زيادة العطش
- زيادة الجوع
- تشوش الرؤية
- عدم شفاء القرحات
- التبول المتكرر
- فقدان الوزن غير المتعمد
يمكن لعدة اضطرابات أن ترتبط ببعضها البعض وتشير إلى وجود أمراض أخرى بجانب السكري، وبالتالي فإنه من المهم اللجوء إلى الطبيب وعمل موعد معه عندما يعاني الشخص من هذه الأعراض، حيث يمكن للطبيب مراجعة الأعراض وطلب الفحوصات اللازمة للتشخيص.
علاج السكري من النمط الرابع
لم يتم تصنيف السكري من النمط الرابع بعد، ولذلك ليس لديه تشخيص رسمي. العديد من الجوانب المتعلقة بهذا الاضطراب، بما في ذلك العلاج، لا تزال قيد الدراسة. يأمل الباحثون في تطوير دواء للأجسام المضادة يمكن أن يساعد في تقليل عدد الخلايا التائية المنظمة في الجسم وعلاج السكري من النمط الرابع. حتى يتم تطوير هذا الدواء، سيقوم الأطباء بعلاج السكري من النمط الرابع باستخدام الأدوية المستخدمة لعلاج السكري من النمط الثاني.
تختلف التغيرات الحياتية التي يتم توصيتها للأشخاص المصابين بالسكري من النوع الثاني عن تلك الموصى بها للأشخاص المصابين بالسكري من النوع الرابع. على سبيل المثال، فإن فقدان الوزن يعد توصية شائعة للأشخاص المصابين بالسكري من النوع الثاني، ولكن هذه التوصية غير فعالة للأشخاص المصابين بالسكري من النوع الرابع، حيث يكونون عادة ذوي أوزان معتدلة، ونقص الوزن لا يؤدي إلى تقليل عدد الخلايا التائية المنظمة لديهم.
الوقاية من السكري النمط الرابع
حتى الآن، تشير الدراسات على الفئران إلى ارتباط السكري من النمط الرابع بعملية الشيخوخة. يجب إجراء المزيد من الدراسات على البشر لدعم هذه الفرضية. وحتى يتوصل الباحثون لنتائج من دراستهم، لا يمكنهم التأكيد على وجود طريقة للوقاية من هذا الاضطراب.
ينبغي التأكيد على أن الحصول على الرعاية الطبية أمر مهم بغض النظر عن نوع السكري الذي يعاني منه الشخص. يجب استشارة الطبيب حول الأعراض التي يعاني منها المريض كخطوة أولى لتشخيص الحالة بشكل صحيح.