ما هو الجنين المتحجر أو المتكلس
الجنين المتحجر أو المتكلس أو الطفل الحجري هو ظاهرة نادرة الحدوث، تحدث بشكل شائع عند وفاة الجنين أثناء الحمل، عندما يكون الجنين الميت أكبر مما يستوعبه الجسم، فيتصلب الجسم من الخارج لحماية جسم الأم من الأنسجة الميتة للجنين ومنع العدوى. يمكن أن تحدث هذه الحالة في فترة الحمل من الأسبوع 14 حتى نهاية الحمل، ولكن يمكن تشخيص هذه الحالة بسهولة باستخدام الأشعة العادية .
كيف يحدث الجنين الحجري
الجنين الحجري هو حصوات حجرية تحدث عادة عند وفاة الجنين أثناء الحمل خارج الرحم، وتعد هذه الظاهرة نادرة ويكون معدل الإصابة من 1.5 إلى 1.8 ٪ من حالات الحمل خارج الرحم؛ إذا كان الجنين المتوفى أكبر من الحجم الذي يمكن لجسم الأم استيعابه .
إذا أصبح جسم الجنين غريبا على جهاز المناعة للأم، ولحماية الجسم من العدوى المحتملة، سيقوم جسم الأم بتغليف الجنين بمادة كلسية، وتتحول الجنين تدريجيا إلى جنين محنط ليصبح كتلة صلبة، ويحدث هذا خلال فترة الحمل من الأسبوع الرابع عشر حتى نهاية الحمل، ويمكن أن يبقى الجنين المحنط داخل الأم لفترة طويلة ويتم اكتشافه بالصدفة عن طريق العديد من الوسائل .
تشخيص الجنين المتحجر والمتكلس
تكلس الجنين يحدث عندما يموت الجنين داخل جسم الأم ثم يتكلس ويتحول إلى حجر، ويمكن تشخيص الجنين المتحجر بعد فترة طويلة تصل لسنوات عن طريق الصدفة، كما في العديد من الحالات التي أصيبت بالحالة، والحالات المصابة بهذه الظاهرة ليست كثيرة، حيث ذكر تقرير أن هناك 300 حالة فقط مصابة بتكلس الجنين في العالم.
هذه الحالة ذكرت في المجال الطبي قبل ٤٠٠ إلى ٥٠٠ عام فقط، حيث يمكن أن يحدث الجنين المتكلس أثناء الحمل خارج الرحم، ولكن هذا الحدث نادر جدا، ويحدث عندما يكون الجنين كبيرا جدا بحيث لا يمكن لجسم الأم استيعابه، فيتكلس الجنين لحماية جسم الأم من النسيج الميت للجنين ولحماية الجسم من الإصابة بالعدوى، وأول من ذكر هذه الحالة هو الطبيب العربي أبو القاسم الزهراوي، وهو طبيب من الأندلس في القرن العاشر الميلاد .
أنواع تحجر الجنين
لا توجد علامات أو أعراض معروفة تساعد في تشخيص حالة التكلس أو التحجر الجنيني، ومع ذلك تلاحظ بعض المشكلات المصاحبة لهذه الحالة مثل النزيف غير المنتظم، الحيض المفاجئ، مشاكل التبول بسبب الضغط على المثانة، الانتفاخات غير المبررة في البطن، ألم البطن، إلخ. ويتم اكتشاف معظم الحالات بالصدفة خلال العمليات الجراحية أو التصوير الروتيني للبطن، أو بعد الموت خلال التشريح، ويشمل التحجر الجنيني التكلس في الجنين أو المشيمة أو الغشاء، أو مزيجا منهم، وعلى هذا الأساس تم اقتراح التصنيف التالي
النوع الأول Lithokelyphos : تحدث حالة التكلس عندما تتكلس الأغشية وحدها وتشكل قشرة صلبة تحيط بالجنين، وقد يخضع الجنين لتغيير طفيف فقط أو يكون هيكليًا بالكامل، ولكنه لا يشارك في عملية التكلس .
النوع الثاني Lithokelyphopedion : هذه الحالة تحدث عندما يتصلب كل من الأغشية والجنين في نفس الوقت .
النوع الثالث True lithopedion (الطفل الحجري) : في هذه الحالة، يتم تغليف الجنين بأملاح الكالسيوم وتحدث تكلس بسيط في الأغشية .
عدد الحالات المصابة بالجنين المتكلس
صرح سرد أودين، ولي، في عام 1940 بوجود شروط ضرورية لتطوير حالات التكلس وهي:
- يجب أن يكون الحمل خارج الرحم .
- يجب أن يبقى الجنين في الرحم لأكثر من ثلاثة أشهر .
- عدم الذهاب للمتابعة الطبية .
- يجب توفر الشروط الضرورية لترسيب الكالسيوم .
وقال شرينك في عام 1893 أن التحجر أو التكلس أثناء الحمل خارج الرحم يحدث بنسبة 1.8 في المائة، أو في 11 من بين 610 حالة، بينما قدر بينبريدج في عام 1912 معدل الإصابة بـ 1.5 في المائة، أو 9 من بين 626 حالة، وفي عام 1928 أبلغ ماسون وسيمون في مستشفى مايو كلينيك عن وجود 9 حالات بين 445 حالة حمل خارج الرحم أو بما يقدر بـ 2 في المائة مصابين بالتكلس .
في عام 1939، أضاف ماتيو 31 حالة إلى الحالات التي تم جمعها سابقا. ومن بين هذه الحالات، تم اكتشاف 8 حالات عن طريق التصوير الشعاعي. في عام 1941، زاد ريفز وليبمان العدد الإجمالي للحالات المبلغ عنها سابقا إلى حوالي 236 حالة على مدار خمسة قرون تقريبا. ثم زادت الحالات إلى 247 حالة. يشير ماتيو إلى أن أعمار المرضى تتراوح بين 30 و100 عام، وقد جمع أيضا 274 حالة مسجلة بالتكلس حتى عام 1936 من حالات الحمل داخل وخارج الرحم .
وقت وجود الجنين المتكلس داخل الأم
يمكن أن يبقى الجنين المتجر في الرحم لفترة طويلة جدا، حيث تم الكشف مؤخرا عن حالة امرأة تبلغ من العمر حوالي 73 عاما، وتم اكتشاف وجود جنين في رحمها لأكثر من 30 عاما، ولكن من الواضح أن الجنين لم يكن على قيد الحياة وكان في حالة محجرة، ولم تكن المرأة على علم بوجوده، حيث ذهبت إلى المستشفى للشكوى من آلام في البطن، وتم اكتشاف هذه الحالة الغريبة بسبب ذلك .
ومع ذلك، لم تكن هذه المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا الأمر، فعلى الرغم من كونه نادر الحدوث، إلا أنه تم الإبلاغ عن حالات سابقة حيث تنقلت النساء إلى المستشفيات للشكوى من آلام في البطن أو انتفاخات غير مفسرة، أو أعراض لا علاقة لها بأي مرض، وتفاجأنا بعد الفحص بأنهن يحملن أجنة حجرية .
حالات مصابة بتكلس الجنين الحجري
1- في حالة سيدة فرنسية الجنسية تدعى مدام كولومب، والتي كانت حاملا في سن الأربعين ولم تلد، وأصبحت بعدها مريضة ولم تستطع القيام بأي نشاط، وبعد وفاتها في عام 1582، اكتشف الأطباء وجود جنين متحجر داخل بطنها، وكانت قد حملت بالطفل لمدة 28 عاما، مما تسبب في انتفاخ بطنها .
في الحالة الثانية، كانت هناك امرأة تدعى آنا مالرين، وهي سيدة ألمانية في سن 48 عاما، واجهت آنا آلام الولادة لمدة سبعة أسابيع، ولكنها لم تلد، وظلت بطنها منتفخة. أخبرها الطبيب أنها حمل زائف، لكن بعد ذلك حملت آنا وأنجبت طفلين سليمين. عند وفاتها في سن 94 عاما وتشريح جثتها، اكتشف الطبيب وجود كتلة صلبة في بطنها، وتبين أنها كانت تحمل جنينا متحجرا في المرة الأولى .
في حالة أخرى، حملت امرأة من الدنمارك تدعى راندي جونزتادر طفلها لمدة عشر سنوات، ثم أخرجت هذا الجنين المتحجر من خلال شق في بطنها عندما كانت في سن الخمسين .
4- في منطقة معينة في العالم العربي، تحديدا في المغرب، تدعى زهرة أبو طالب، اكتشف الأطباء وجود جنين صلب داخلها عندما ذهبت إلى المستشفى تشتكي من آلام الولادة، وأخبرها الأطباء أنها تحتاج إلى خضاع لعملية قيصرية. ومع ذلك، شاهدت زهرة امرأة تعاني كثيرا وهي على وشك الولادة القيصرية، فخافت وخرجت من المستشفى. وبقيت زهرة مع الجنين لمدة 46 عاما لأن الألم توقف بعد بضعة أيام. وعند بلوغها سن الـ75، تعرضت لنفس الألم مرة أخرى، فخافت أن يكون لديها ورم في المبيض وذهبت إلى الطبيب. وبعد الأشعة والفحوصات، اكتشف الطبيب وجود جنين متحجر طوال تلك السنوات .