ما هو التفاؤل غير الواقعي ؟ ” وكيف يقاس .. وكيف يؤثر علينا

التفاؤل غير الواقعي

أظهرت الدراسات أن العقل البشري في كثير من الأحيان يكون متفائلا جدا لصالحه. وإذا طلب منك تقدير احتمالية تعرضك للطلاق أو المرض أو فقدان الوظيفة أو وقوع حادث، فمن المحتمل أنك ستقلل من أهمية تأثير مثل هذه الأحداث على حياتك. ويعود ذلك إلى وجود ميلا داخليا للتفاؤل في عقلك. وعادة ما يشار إلى هذه الظاهرة أيضا بأسماء مثل “وهم المناعة” و “التفاؤل غير الواقعي” و “الحكاية الشخصية.

يؤدي هذا التحيز إلى اعتقادنا بأن احتمال تعرضنا للانتكاسات يكون أقل، وربما نحقق المزيد من النجاح مما يدل عليه الواقع، ونتوقع أن نعيش لفترة أطول من المعدل العام، وأن أطفالنا سيكونون أكثر ذكاء من المعدل العام، وأننا سنحقق مزيدا من النجاح في الحياة من المعدل العام، ولكن من الواضح أنه لا يمكن للجميع أن يكونوا فوق المعدل العام.

تعريف التفاؤل غير الواقعي

التفاؤل المفرط هو الاعتقاد الخاطئ الأساسي بأن لدينا فرصا أقل في مواجهة الأحداث السلبية وفرصا أعلى في تجربة الأحداث الإيجابية مقارنة بأقراننا. وقد وصف هذا الظاهرة في البداية من قبل واينشتاين (1980) الذي اكتشف أن غالبية الطلاب يعتقدون أن فرصهم في التغلب على مشكلة الشرب أو التخلص منها أقل من تلك التي لدى زملائهم الآخرين.

يعتقد غالبية هؤلاء الطلاب أيضا أن فرصهم في الحصول على نتائج إيجابية، مثل امتلاك منزل خاص بهم والتقدم في السن، كانت أعلى بكثير من أقرانهم، وذلك لأن عقلهم يميل دائما إلى التفاؤل. ويشار إلى هذه الظاهرة أيضا باسم “وهم المناعة” و”التفاؤل غير الواقعي” و”الحكاية الشخصي.

أثر التفاؤل غير الواقعي

• الاثر السلبي 

يؤدي إلى ضعف قدرة اتخاذ القرار، وقد يكون لذلك عواقب خطيرة في بعض الأحيان، حيث يتجاوز الأشخاص القواعد ولا يحذرون، ولا يلتزمون بوضع أحزمة الأمان، معتقدين أنهم لن يتعرضوا لحوادث أو يفشلوا في استخدام واقي الشمس، وبسبب تصورهم الخاطئ بأنهم أقل عرضة للإصابة بأمراض مثل سرطان الجلد، أو توجد أشخاص يتعاطون المخدرات يتفائلون بأنها لن تؤثر على حياتهم.

يلاحظ تالي شاروت، عالم الأعصاب الإدراكي ومؤلف كتاب (The Optimism Bias: A Tour of the Actionly)، أن الدماغ غير عقلاني وأن هذا التحيز واسع الانتشار ويمكن ملاحظته في الثقافات حول العالم. كما يقترح شاروت أن التفاؤل غير الواقعي هذا يؤدي أحيانا إلى نتائج سلبية، مثل تبني سلوك محفوف بالمخاطر بحماقة أو اتخاذ خيارات سيئة بشأن الصحة.

• الأثر الإيجابي

يمكن أن يكون له أيضًا فوائد حيث يزيد هذا التفاؤل من الرفاهية من خلال خلق شعور بالتنبؤ بالمستقبل إذا كنا نتوقع حدوث أشياء جيدة، فمن المرجح أن نكون سعداء هذا التفاؤل الذي أوضحته الباحثه أيضًا في TED Talk 2012، يث وضحت أنه يمكن أن يكون بمثابة نبوءة تحقق ذاتها من خلال الاعتقاد بأننا سننجح من المرجح أن يكون الناس ناجحين.

لماذا نركز على التفاؤل غير الواقعي

يعتقد الخبراء أن أدمغتنا يمكن أن تكون سلكية تطوريا لرؤية الكوب نصفا ممتلئا، يقترح الباحثون مجموعة متنوعة من الأسباب التي تؤدي إلى التفاؤل، بما في ذلك العوامل المعرفية والتحفيزية عندما نقوم بتقييم مخاطرنا فإننا نقارن وضعنا مع وضع الآخرين، لكننا أيضا نركز على أنفسنا، والمشمولة هنا أننا نركز على أنفسنا بدلا من النظر بواقعية في كيفية مقارنتنا بالآخرين.

على الرغم من أننا متحمسون جدًا لأن نكون متفائلين جدًا ، إلا أن الاعتقاد بأننا من المرجح أن ننجح يمنحنا تقديرًا أفضل لأنفسنا ويقلل من مستويات التوتر ويحسن من الرفاهية العامة.

العوامل التي تزيد التفاؤل غير الواقعي

من المرجح أن تتأثر الأحداث غير المنتظمة بالتفاؤل الزائد، حيث يميل الناس إلى الاعتقاد بأنهم أقل عرضة للمعاناة من الأعاصير والفيضانات فقط لأنها ليست أحداثًا يومية بشكل عام.

يعتقد الناس أن التفاؤل أكثر تحيزًا عندما يعتقدون أن الأحداث تقع تحت السيطرة المباشرة للفرد وتأثيره، وقد وصفت شاروت ذلك في محادثتها الخاصة بـ TED، وأشارت إلى أن الأمر ليس أن الناس يعتقدون أن الأمور ستعمل بطريقة سحرية، وإنما يعتقدون أن لديهم المهارات والمعرفة اللازمة لجعلها تعمل بهذه الطريقة.

عادةً، يمكن أن يكون الانحياز للتفاؤل أكثر شيوعًا إذا كان الحدث السلبي غير مرجحًا، على سبيل المثال، إذا كان شخص متوقعًا أن الإصابة بسرطان الجلد أمر نادر جدًا، فمن المحتمل أن يكون أكثر تفاؤلاً بشكل غير واقعي تجاه المخاطر.

العوامل التي تقلل من حدوث التفاؤل غير الواقعي

أظهرت الأبحاث أيضا أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أو القلق أقل عرضة لتجربة التفاؤل غير الواقعي، وفعليا يمكن أن تؤثر أحداث معينة على مستوى التفاؤل، وأنه من غير المرجح أن يشعر الناس بالتفاؤل غير الواقعي عند مقارنة أنفسهم بأحبائهم المقربين مثل الأصدقاء وأفراد الأسرة.

بينما يحاول الباحثون مساعدة الناس على تقليل التفاؤل غير الواقعي، خاصة لتعزيز السلوكيات الصحية وتقليل السلوكيات المحفوفة بالمخاطر، وجدوا أن الحد من التحيز أو القضاء عليه صعب للغاية في الواقع.

في الدراسات التي تهدف إلى تخفيف حدة التفاؤل، تم استخدام إجراءات مثل تثقيف المشاركين حول عوامل الخطر وتشجيع المتطوعين على النظر في الأمثلة الخطيرة وتدريسهم الموضوعات وسبب تعرضهم للخطر.

وجد الباحثون أن هذه المحاولات قد أدت إلى تغيير طفيف في بعض الأحيان وزيادة التفاؤل غير الواقعي في بعض الحالات، وعلى سبيل المثال، إذا تحدث شخصٌ ما عن مخاطر الوفاة من عادةٍ معينةٍ مثل التدخين، فمن المرجح أن يعتقد الشخصُ بأنه لن يتأثر سلبًا بسلوكه.

مقياس التفاؤل غير الواقعي

• يستخدم الباحثون عادة طريقتين لإعداد مقياس التفاؤل غير الواقعي للعينة المختارة.
• تطلب الطريقة الأولى من الأفراد تقدير احتمال تعرضهم لأي حدث سلبي مقارنةً بفرصتهم الفعلية في التعرض لذلك الحدث.
• الطريقة الثانية للقياس هي تقييم استجابة الأفراد لمخاطر معينة، ومقارنتها بالآخرين من نفس العمر والجنس.

حل التفاؤل غير الواقعي التفاؤل الواقعي

الواقعية

الأمر يتعلق قبل كل شيء بتحليل المعلومات بشكل منطقي ومستند إلى الحقائق الموثوقة (على الأقل من وجهة نظر الواقعي)، وبعد ذلك يتم حساب الفرص والاحتمالات بروية.

التفاؤل

يمكنك أن تجد نقاط إيجابية أو سلبية في أي قرار تتخذه تقريبًا. يحتاج المرء في بعض الأحيان إلى تعلم بعض الصفات الإيجابية لاكتشافها، ولكنها موجودة في النهاية. يختار الناس الذين ينظرون إلى الأمور بتفاؤل أن يركزوا في المقام الأول على الجوانب الإيجابية.

– يمكن القول أيضًا إن الواقعية تتعلق بالحاضر قبل أي شيء، حيث يتم تقييمها بناءً على البيانات الحالية، ومن ناحية أخرى يعتبر التفاؤل مظهرًا للثقة في المستقبل.

ومن هذا يكون التفاؤل الواقعي الهجين من كلا المنظورين فهو أقل وردية من التفاؤل الخالص غير الواقعي، لكنه يصف أيضًا موقفًا من الثقة المخطط لها، فالمتفائل الواقعي يتعرف على الموقف كما هو حيث يرصد الواقع دون التستر عليه، لكن كيف يتعامل معها يقرره المتفائل فيه من خلال مراعاة الجوانب الإيجابية دون تجاهل السلبيات.

ببساطة، عدم كتابة قائمة أمنيات غير واقعية، وعلاوة على ذلك، قد يؤدي التفاؤل غير الواقعي إلى تقدير خاطئ للمخاطر أو الاعتقاد بشيء غير محتمل لخيبة الأمل الضارة جدًا.

التفاؤل الواقعي يستند إلى الاعتقاد بأن الأمور ستتحسن للأفضل لأنها قادرة على ذلك. بواسطة التفاؤل الواقعي، يمكن للشخص أن يجد معنى حتى في المواقف الصعبة ويتعرف على الجانب الإيجابي فيها.