علم النفسعلم وعلماء

ما هو الاغتراب النفسي الاجتماعي ؟.. وأمثلة عليها من واقعنا

تعريف الاغتراب

الاغتراب” هو مصطلح استخدمه كارل ماركس في نظريته التي تنتقد النظام الرأسمالي وترى أنه يجعل العمال مغتربين ومعزولين عن منتجات عملهم.

أصبح مفهوم الهجرة جزءًا أساسيًا من الفكر الماركسي، حيث رأى ماركس أن العمل الإبداعي والمنتج هما جوهر النشاط البشري، وأن الرأسمالية تتضمن بيع العامل عمله للرأسمالي مقابل أجر، حيث يمتلك الرأسمالي ناتج عمل العامل.

ويتم عزل العمال في ظل الرأسمالية بأربع طرق، هي:

  •  يفتقد العمال حق الملكية على منتجاتهم ولا يتحكمون في مصيرها.
  •  يتم تنفيذ العمل الفعلي للإنتاج في أماكن غير ملائمة وغير مريحة للعاملين (مثل المصانع).
  • يبتعد العمال عن أنفسهم لأنهم يتعرضون للحرمان من الإبداع الأساسي بسبب الاضطرار إلى إنتاج سلع للآخرين في ظروف غير عادية.
  • تتمثل الآن العلاقة بين العمال في علاقة تجارية، حيث يتم ارتباطهم ببعضهم البعض من حيث إنتاج عملهم وليس كأفراد يعملون سويًا.

الاغتراب النفسي الاجتماعي

على الرغم من أن فكرة الاغتراب تبقى غامضة إلى حد ما في علم النفس وعلم الاجتماع، إلا أن عالم الاجتماع ملفين زيمان قدّم في عام 1959 ورقة بحثية تعرف الاغتراب الاجتماعي، وقد وسع مفهوم ماركس للاغتراب في عالم العمال ليشمل المجتمع بأكمله.

يتم تعريف الاغتراب على أنه انسحاب الشخص من البيئة ورفضه لأحبائه وأصدقائه الذين يعيشون معه في المجتمع، ويظهر مشاعر الابتعاد عن الآخرين وحتى الابتعاد عن مشاعرهم الخاصة، وهذه الحالة هي حالة معقدة على الرغم من شيوعتها، وتعتمد على عوامل نفسية واجتماعية، ويمكن أن تؤثر على الصحة العامة.

وتشمل سمات الاغتراب التي حددها زيمان، هي:

  • الضعف.
  • اللامعنى.
  • الاغتراب عن الذات
  • العزلة الاجتماعية

يرون بعض علماء الاجتماع أن الاغتراب النفسي يتألف من ثلاثة محاور، وهي: الاغتراب عن الذات والاغتراب الاجتماعي والاغتراب الثقافي.

ما هي أعراض الاغتراب النفسي الاجتماعي

  • الشعور بالعجز
  • الشعور بأن العالم فارغ أو ليس له معنى أو الشعور بفقدان الهدف في الحياة .
  • الشعور بالرغبة في الابتعاد عن المحادثات أو الأحداث التي تحدث حولك، سواء كانت خاصة أو عامة.
  • الشعور بأنك مختلف أو منفصل عن الجميع من حولك.
  • قد يواجه الإنسان بعض الصعوبة في التواصل والتحدث مع الآخرين، ويمكن أن ينطبق ذلك على جميع الأشخاص، حتى الوالدين.
  • الشعور بالقلق وعدم الأمان أثناء التعامل مع الآخرين.
  • رفض الالتزام أو الانصياع لأي قواعد.

يمكن أن يؤدي الاغتراب أيضًا إلى ظهور أعراض جسدية مماثلة لأعراض الاكتئاب، مثل:

  • الشهية الضعيفة أو الإفراط في تناول الطعام
  • النوم المفرط أو الأرق
  • التعب المستمر
  • الافتقار إلى تقدير الذات
  • الشعور باليأس

أسباب الاغتراب النفسي الاجتماعي

يمكن أن ينشأ الاغتراب بسبب إصابة بمرض نفسي مثل اضطراب ما بعد الصدمة أو التمييز أو الإصابة بأمراض الصحة العقلية مثل الوسواس القهري والفصام.

قد يحدث الشعور بالنفور نتيجة لأسباب اجتماعية، مثل التغيير من بيئة إلى أخرى، أو الانتقال إلى مدرسة أو وظيفة جديدة، أو بسبب انفصال الوالدين، ويمكن أن يؤثر ذلك على الأطفال ويرتبط بنفورهم من الوالدين.

يمكن أن يكون العمل سببًا للشعور بالاغتراب النفسي الاجتماعي، كما أشار كارل ماركس، حيث يفصل العامل عن نتاج عمله.

أمثلة على الاغتراب الاجتماعي في واقعنا الحالي

في حين تم تحسين الظروف والإنتاج في مكان العمل بشكل عام على مر السنين، فإن أساليب الحياة الحديثة تزيد بشكل كبير من شعور معظم فئات المجتمع بالاغتراب الاجتماعي.

يرون بعض الناس أن التكنولوجيا الحديثة تسبب الاغتراب، حيث يتم عزل الأطفال في سن المدرسة إذا كانوا غير قادرين على شراء أحدث التقنيات مثل iPad أو iPhone أو أنظمة الألعاب، وبالتالي سيتم عزلهم عن أقرانهم وسيشعرون بأنهم أقل منهم.

هناك أيضًا مثال آخر على الاغتراب، وهو تعرض الطفل ربما للتنمر أو السخرية لأنه يرتدي ملابسًا أو يحمل أدواتًا مدرسية بدون علامة تجارية، على عكس أقرانه الذين يرتدون ملابسًا أو يحملون أدواتًا مدرسية معروفة، ويتم التحكم فيهم والنظر إليهم بشكل مختلف، وأصبح هذا الأمر شائعًا في كثير من المجتمعات، وحتى بين أبناء الطبقة المتوسطة.

أيضًا يرى علماء الاجتماع وعلماء النفس أن حوادث إطلاق النار التي تحدث في المدارس في الولايات المتحدة والتي تكررت كثيرًا مؤخرًا هي نتيجة للشعور بالاغتراب النفسي والاجتماعي وبالمثل حالات الانتحار المتكررة والتي ارتفعت معدلاتها عن الماضي بدرجة كبيرة هي نتيجة شعور الفرد بالغربة في المجتمع. 

يعد شعور الاغتراب الناتج عن اختلاف الثقافات في مجتمعات اللاجئين والمهاجرين، الذين هربوا من بلدانهم بسبب الحروب ولجأوا إلى دول أوروبية بعيدة عن ثقافاتهم الأصلية، أحد أمثلة الاغتراب الاجتماعي. وبالتالي، يواجه كثيرون صعوبات في الاندماج، وخاصةً كبار السن.

مخاطر الاغتراب النفسي الاجتماعي

قد يؤدي الشعور بالانبعاث إلى مضاعفات خطيرة، وخاصة بين الشباب والمراهقين، فبحسب ما ذكرنا، يرون بعض الناس أن زيادة حالات الانتحار وإطلاق النار في المدارس تعود إلى شعورهم بالعزلة عن المجتمع.

قد يؤدي الإحساس بالعزلة في المدرسة إلى انقطاع الطالب عن الدراسة، وقد يؤدي أيضا إلى تعاطي المخدرات أو الكحول أو الانخراط في أنشطة إجرامية أخرى.

يتسبب القلق في ضعف الأداء في المدرسة أو العمل، وقد يسبب شعورًا بالغضب أو الاكتئاب.

كيف يتم علاج شعور الاغتراب

– يمكن علاج هذا الشعور بمعالجة أسبابه، ومن الممكن أن يحتاج الإنسان لشخص داعم له للتخلص من هذا الشعور، كما أن اللجوء إلى مختص في الرعاية النفسية والعقلية يمكن أن يساعد في اكتشاف أسباب هذا الشعور ومحاولة التخلص منه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى