ما المقصود بتعظيم شعائر الله؟..مع الأمثلة
ما المقصود بتعظيم شعائر الله عز وجل
تعظيم شعائر الله هو أحد الصفات الأساسية للمسلمين، وقد ذكر ذلك في قوله تعالى في سورة: `ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب`. تناقش الآية الكريمة موضوعا هاما وهو تكبير وتجلي أوامر الله وشعائره. ويشمل شعائر الله: الأركان المظاهرة للدين مثل مناسك الحج بما في ذلك السعي بين الصفا والمروة وتقديم القربان في البيت الحرام، ويقول الله تعالى في ذلك: `إن الصفا والمروة من شعائر الله`
والمقصود من قول الله سبحانه بتعظيم شعائره هو احترامها وتقديرها وتكريمها وأدائها بشكل كامل من قبل العبد. وأعظم صورة لتعظيم الشعائر هي أن يختار العبد أفضل ما يقدمه لله سبحانه وتعالى، مثل الهدية، مما يجعل تكريم الشعيرة يكون بالاختيار الأفضل وتقدير مظهرها وجوهرها وتكون خالية من العيوب. وينبغي أيضا أن يحرص على مراجعتها واختيار الأفضل منها، وأن تكون مكتملة ولا تعاني من أي نقصان.
من يحترم شعائر الله تعالى وعباداته، فهذا يدل على تقواه وصلاح قلبه، حيث أن من يعظم حرمة الله، فهذا يشير إلى مدى تقواه وصحة إيمانه وحسن داخله وطهارة قلبه
حيث أن تقدير هذه الشعائر يتأتى من تعظيم الله سبحانه وتعالى وإجلاله، وذكر الإمام الواحدي في تفسير قول الله سبحانه وتعالى: {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}.
توضح الآية الكريمة أن الهدي يجب أن يكون بشروط محددة، مثل اختيار الثمين منها، وإذا فعل الإنسان ذلك فإن ذلك يعد علامة من علامات التقوى والصلاح، وذكر الإمام البغوي في تفسير قول الله تعالى: “ذَٰلِكَ”؛ يشير إلى البعد عن الرجس وشهادة الزور.
{ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}، قال ابن عباس رضي الله عنه: {شعائر الله} تعني البدن والهدي، وكلمة `شعائر` تأتي من الإشعار، وهي تعلمنا بأنه ينبغي أن نعظمها ونجلها. وقد ذكر أيضا أن يتم اختيار الأفضل منها والحفاظ على الشكل الجميل. وأيضا يقال أن `شعائر الله` هي رموز الدين. فإن تعظيمها وتجليلها يعد من تقوى القلوب وتحسينها.
مظاهر البيان في الآية الكريمة {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}
ومن مظاهر وضوح القرآن الكريم وجمال لغته في الآية الكريمة أنه يبدأ بالعبارات العامة، ثم يحصر في تفاصيل أخرى، وهكذا يدخل أجزاء من التفصيل في العبارات العامة، بحيث يكون هذا الجزء جزءا أساسيا من العبارة العامة
ولا يمكن أن يتم إخراجه بمخصص، ويعد من الأمثلة الواضحة على ذلك في قول الله تعالى: {ذٰلك ومن يعظم شعائر الله}، فهذه الآية تتميز بالتعميم في جميع شعائر الله سبحانه تعالى، ثم يأتي النص بتحديد أن الهدي هو جزء من هذا التعميم. بالتالي، يدخل الهدي بشكل قطعي في هذا العموم. والنص الذي يشير إلى تحديد هذا العموم هو قول الله سبحانه وتعالى: {والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير}. فتذكر هذه الآية الكريمة تعظيم الهدي واختيار الأفضل منه، واختيار السميته.
فقد كان السابقون في زمن رسول الله يحسنون اختيار الأضاحي وينتقون السمين منها والأفضلَ لأنهم أدركوا أن هذا الأمر يعد من إجلال شعائرِ الله، كما أتى التخصيص نصا أيضًا ثم إدخالُ جزءٍ في هذا العموم وهو الصفا والمروة كما جاء في قوله سبحانه و تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ الله}.
تعظيم الشعيرة التي نص عليها الله في تلك الآية الكريمة يدل على أهمية السعي بين الصفا والمروة، حيث تعد من الشعائر التي يجب تعظيمها وتجليلها.
وذكر الله سبحانه وتعالى في سورة الحج: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ}، وهناك اختلاف بين المقصود من حرمات الله في تلك الآية الكريمة.
وشعائر الله التي ذكرت في قول الله تعالى: وفي هذه الآية: {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ}، يشير المقصود بشعائر الله تعالى إلى أركان الدين البارزة وأحكامه ومظاهره، وأما حرمات الله المقصودة في هذه الآية فهي كل ما جعل الشرع يحرمه
تعظيم شعائر الله من مظاهر التقوى
ذكر الله سبحانه وتعالى في الآية الكريمة: ﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾، فقد جعل الشرع الحكيم الأمور البارزة وهي اجلال شعائر الله دليل على معتقد داخلي يكنه الإنسان وهو تقوى الله تبارك وتعالى والتعظيم في اللغة العربية يعني: هو كل ما دل على التكبير والقوة والإجلال ومعنى الشعيرة في اللغة العربية: هي كل علامة دلت على شيءٍ بارز وظاهر للحواس.
أقوال الأئمة في معنى الشعائر
يشير المعنى الاصطلاحي للشعائر إلى أركان الحج، وهي كما قال ابن عباس رضي الله عنه: ذبح الهدي ورمي الجمرات والطواف بالكعبة المشرفة والسعي بين الصفا والمروة والوقوف بجبل عرفة. وذكر الإمام الطبري أن الله أخبر عباده بمعاني الدين الظاهرة ليتعظموها ويعظموها، وأيضا جعل الله معالم الدين ظاهرة لعباده لكي يؤدوا العبادة كما أخبروا بها
قال عطاء: تعني التقوى الالتزام بتنفيذ ما أمر به الله وتجنب ما يغضبه.
ذكر الإمام الرازي: كل ما جعل من أعلام الطاعة هو من شعائر الله، وقد وصف الإمام السعدي هذه الأعلام الدينية البارزة التي أخبر بها الله عباده.
أمثلة تعظيم شعائر الله
هناك العديد من الأمثلة التي تعبر عن تعظيم شعائر الله، وتدل على إيمان المسلم واستسلامه لأوامر الله، وخوفه من غضبه. ويعكس تنفيذ تلك الأمثلة مدى تعلق العبد بطاعة الله وحبه للعبادة. ونذكر بعض الأمثلة على تعظيم شعائر الله
تدل محافظة العبد على صلاح قلبه وتقواه، وتعظيمه لحرمات الله، ويحرص العبد على الابتعاد عن ما حرم الشرع، فإذا شعر العبد بالخوف من الله وشدة الرغبة في الابتعاد عن ما حرمه الله، قال الله تعالى: “من يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه”. ومن احترم شعائر الله وابتعد عن المحرمات، سواء كانت صغيرة أو كبيرة
– قال بلال بن سعد: لا تستهن بصغر المعصية، بل انظر إلى ما تعصي، فإن احترام شعائر الله يتم بالامتثال لأوامره وتجنب ما نهانا عنه من المحرمات والشبهات.
تعظيم شهر رمضان الكريم، حيث اختص الله ببعض الأوقات بالتفضيل والتكريم، مثل يوم عرفة ويوم الجمعة، ومن تلك الأوقات التي اختصها الله بالتميز هو شهر رمضان الكريم، وهو من شعائر الله التي أمرنا بتكريمها، ومن مظاهر تكريم شهر رمضان هو الصيام في شهر شعبان ليكون المسلم مستعدا لصيام رمضان دون صعوبة
كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم في شهر شعبان، وعندما كان يقصد شهر شعبان، كان يقول: (هذا الشهر الذي يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان)، ولذلك يجب تكريم شعائر الله في رمضان، واتباع سنته وتعاليمه، وصيام شهر رمضان هو الصيام الأكمل، وأداء قيام الليل فيه على أحسن وجه، والحرص على أداء صلاة التراويح في المسجد، وتلاوة القرآن والانتظار ليلة القدر والتمسك بفضل هذا الشهر الكريم وأوقاته الطاهرة
سبق للسابقين عظموا شهر رمضان، فكانوا يدعون الله لمدة ستة أشهر ليبلغهم هذا الشهر الكريم، ثم يدعونه لستة أشهر أخرى ليباركهم فيه ويتقبل منهم صيامهم وقيامهم
تعتبر إظهار السعادة والفرح بقدوم العيدين من أهم مظاهر تعظيمهما، حيث تساهم في تكريم شعائر الله وإضفاء البهجة على أفراد الأسرة والأطفال
تعظيم الأشهر الحرم يشير إلى أن الله قد فضل بعض الأزمنة والأماكن على الأخرى، ولا بد من تعظيم الأشهر الحرم من قبل المسلمين، لأن الله فضلها عن غيرها من الشهور