مايستفاد من سورة محمد
ماهي الدروس المستفادة من سورة محمد
سورة محمد هي سورة مدنية، وهذا يعني أنها نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة النبوية الشريفة، واسم السورة هو سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، لأنها تحمل اسم النبي صلى الله عليه وسلم في بدايتها، ولذلك سميت السورة باسمه. يمكن تلخيص الدروس المستفادة من السورة في: (والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بهم) [محمد 2]
- من يكفر بالله فإنهم يضلون ولا يعرفون طريق الهداية في حياتهم.
- يكون للمؤمنين بالله وبمحمد صلى الله عليه وسلم، مغفرة الله لهم عن السيئات وتصحيح أمورهم.
- حكم التعامل مع الأسرى سواء بالفدية أو تحريرهم، `فإذا لقيتم الذين كفروا فاضربوا الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق، فإما من بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها، ذلك ولو شاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوا بعضكم ببعض، والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم` [محمد 4]
- للشهادة مكانة عظيمة، بالغة.
- من الضروري أخذ بالاعتبار ما حدث للأمم السابقة والمكذبين.
- من يؤمن بالله، يكون الله حاميه وناصره، ومن يكفر لا يوجد له حامي ولا ينتصر.
- المتعة في الحياة تكون للكافرين، أما المؤمنون فتكون متعتهم في الآخرة.
- ضرورة التفكر في آيات الله.
- القوة التي يمتلكها الكفار هي من عند الله، وهو القادر على إهلاك الكافرين.
- يشرب أهل الجنة من أنهار الماء والعسل، وشراب أهل النار يكون من ماء شديد الحرارة يقطع الأمعاء، كما هو في الجنة التي وعد المتقون، ففيها أنهار من ماء لا يتغير طعمه وأنهار من لبن لا يتغير طعمه وأنهار من خمر لذيذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى، ولأهل الجنة فيها من كل الثمار ومغفرة من ربهم، بينما من يكون خالدا في النار يشرب ماء حار فقطع أمعائه (محمد 15)
- ضرورة الاستماع لآيات الله، وفهمها.
- تدبر القرآن الكريم أمر مهم، فكما قال الله تعالى: “أفلا يتدبرون القرآن، أم على قلوب أقفالها” [محمد 24]
- المؤمن الحق هو من يطيع أمر الله ويجاهد في سبيل نصرة دينه وتعظيم كلمته، ومن يتكاسل عن ذلك فإنه يقلل من إيمانه.
- طاعة الله وطاعة الرسول أمر واجب.
- ضرورة السعي في رضا الله.
- من الضروري أن يتم الإنفاق في سبيل الله، وفي ما يرضي الله وفي الطاعات. يقول الله: `هؤلاء أنتم الذين تدعون لتنفقوا في سبيل الله، فمنكم من يبخل ومنكم من يسخط. ومن يبخل فإنما يبخل على نفسه، والله هو الغني وأنتم الفقراء. وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم، ثم لا يكونوا أمثالكم.` [سورة محمد: 38].
- اسمت السورة بأسم سورة القتال أيضًا، لحثها على الجهاد والإنفاق في سبيل الله، والحديث عن الأسرى.
سورة محمد ترتيبها بين سور القرآن الكريم السورة السابعة والأربعون كما هو في المصحف العثماني، وهي السورة السادسة والتسعون بحسب نزول سور القرآن، ونزلت سورة محمد بعد نزول سورة الحديد، وقبل نزول سورة الرعد، وهي مدنية باتفاق العلماء، وهو ما حكاه ابن عطية والسيوطي في “الإتقان”، وآيات سورة محمد تسع وثلاثون آية.
مقاصد سورة محمد
سورة محمد سورة لها مقاصد عديدة يمكن تفصيلها فيما يلي:
- أظهرت السورة أن الله أعاق مشاريع الكافرين بسبب تجاهلهم للحق واتباعهم للباطل ومقاومتهم للدعوة، بهدف صرف الناس عن الدين الحق، ولذلك يغفر الله للمؤمنين ذنوبهم، لأنهم نصروا الحق وسلكوا طريقه واتبعوا ما أنزل على النبي محمد، وهذا هو السبب الذي يضمن نصر المؤمنين على أعدائهم.
- يتضمن بيان وجوب الدفاع عن الحق، وما يتطلبه ذلك عند لقاء الكفار في بدء المعركة ونهايتها، وذكر جزاء من مات في سبيل الله.
- الوعد للمجاهد بالجنة، وأمر للمسلمين بجهاد الكفار، وعدم دعوتهم للسلم، وتحذير المشركين بما أصاب الأمم المكذبين قبلهم.
- تحذير لغير المؤمنين في مكة من شر ما سيصيبهم من نهاية سيئة، حيث استخدم القرآن الكريم الأمثلة للطغاة الذين تمت استبدادهم من قبل الأمم السابقة، كما أوضحت السورة أن الله أهلكهم بسبب جرائمهم واستبدادهم: {أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كانت نهاية الذين قبلهم} (محمد:10)، ثم تحدثت الآيات عن مكافأة الذين آمنوا وعملوا الأعمال الصالحة، وعقاب الذين يستمتعون ويأكلون مثلما تأكل الحيوانات، ونهايتهم هي النار، وأشارت الآية إلى أن سنة الله المهيبة هي إهلاك المدن الظالمة، وهذا يشمل مكة، التي ستخرجكم منها {فلا ناصر لهم} (محمد:13).
- وصف الجنة ونعيمها، ووصف الجحيم وعذابها
- وصف المنافق ووصف حال الدهشة، إذا نزل الله سورة تحتوي على الحض والدعاء للقتال، وقلة تدبر آيات القرآن، وتآلف المشركين، وتهديد بأن الله يخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بصفاتهم، ويحذر المسلمين من أن يروج عليهم نفاق المنافقين.
- توضح السورة أن الذين يصدون عن سبيل الله ويعارضون الرسول بعد أن عرفوا الحق وتبين لهم الهدى، لن يضروا الله شيئًا، وسيُحبط الله أعمالهم، وإذا ماتوا وهم كفار، فلن يغفر الله لهم.
- تنتهي السورة بإشارة إلى الوعد بالتمكين للمسلمين
هدف سورة محمد
تهدف سورة محمد إلى التشجيع على الإيمان بالله سبحانه وتعالى، والإنفاق في سبيله، والجهاد والقتال في سبيله، وإرشاد الناس إلى مصيرهم بعد الحياة الدنيا المؤقتة، وتحذيرهم من البخل في الإنفاق في سبيل الله، لأن البخل يعود بضرره على النفس
التحذير من الدنيا وخداعها للناس، وضرورة أن يتقي الناس ربهم (إِنَّمَا ٱلۡحَیَوٰةُ ٱلدُّنۡیَا لَعِبࣱ وَلَهۡوࣱۚ وَإِن تُؤۡمِنُوا۟ وَتَتَّقُوا۟ یُؤۡتِكُمۡ أُجُورَكُمۡ وَلَا یَسۡـَٔلۡكُمۡ أَمۡوَ ٰلَكُمۡ * إِن یَسۡـَٔلۡكُمُوهَا فَیُحۡفِكُمۡ تَبۡخَلُوا۟ وَیُخۡرِجۡ أَضۡغَـٰنَكُمۡ) [محمد 36 ,37].
يجب تجنب الضعف والاستسلام، وبدلاً من ذلك يجب الدعوة إلى السلم والصلح والبقاء أقوياء والاعتماد على الله، ويجب القتال ضد المشركين والمحتلين والتمسك بالجهاد.
تفسير سورة محمد
بحسب ما جاء في التفسير الميسر، يمكن تفسير الآيات الرئيسية في سورة محمد، ﴿ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ وَصَدُّوا۟ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِ أَضَلَّ أَعۡمَـٰلَهُمۡ﴾ تفسيرها “” الذين جحدوا أن الله هو الإله الحق وحده لا شريك له، وصدوا الناس عن دينه، أَذْهَبَ الله أعمالهم وأبطلها، وأشقاهم بسببها””.
وتفسير ﴿وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ وَءَامَنُوا۟ بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدࣲ وَهُوَ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡ كَفَّرَ عَنۡهُمۡ سَیِّـَٔاتِهِمۡ وَأَصۡلَحَ بَالَهُمۡ﴾ في مختصر التفسير هو “” والذين آمنوا بالله، وعملوا الأعمال الصالحات، وآمنوا بما نزله الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم – وهو الحق من ربهم – كفّر عنهم سيئاتهم فلا يؤاخذهم بها، وأصلح لهم شؤونهم الدنيوية والأخروية””.
تقول الآية: “فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتىٰ إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتىٰ تضع الحرب أوزارها ۚ ذٰلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولٰكن ليبلو بعضكم ببعض ۗ والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم.
الشيخ السعدي فسر هذه الآية قائلا: يقود الله عباده إلى ما فيه صلاحهم ونصرهم على أعدائهم. عندما تواجهون الكفار في الحرب والقتال، فاقتلوهم واضربوا أعناقهم حتى يثخنوا وتكسروا شوكتهم وتبطلوا شرهم. عندما تقومون بذلك وترون أن الأسرى هم الأحق والأفضل، فاحتجزوهم بقوة وربطوهم بالسلاسل لكي لا يهربوا. عندما تحكمون قبضتكم عليهم، فأنتم في حكمة تحتلون موقع الاختيار بين إعادتهم بدون مال أو فدية، أو السماح لهم بأنفسهم بشراء أنفسهم، أو أن يشتروهم أصحابهم بمال أو بأسير مسلم لديهم.