ماهي المواضيع التي تناولتها سورة النازعات
سورة النازعات
نزلت سورة النازعات على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة قبل الهجرة، لذا فهي سورة مكية، ويبلغ عدد آياتها 46 آية، وتوجد في الجزء الأخير من القرآن الكريم، جزء عم، الجزء الثلاثون، وتقع قبل سورة عبس وبعد سورة النبأ. وتتناول السورة أهوال يوم القيامة ومصير الكافرين والمؤمنين
أسباب نزول سورة النازعات
لم يتم ذكر أي تفسير كامل لأسباب نزول سورة النازعات في الكتب التي تفسر سور القرآن الكريم، ولكن كل ما جاء في التفاسير هو حول دلائل قدرة الله في سورة النازعات
وأسباب نزول آخر آيات من السورة وهي قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا * إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَهَاهَا * إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا * كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا}.
وذكر أيضا في كتاب تفسير ابن كثير أن طارق بن شهاب قال: `كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يذكر دائما أهمية الساعة حتى نزلت هذه الآية: {يسألونك عن الساعة أيان مرساها}`. وذكر أيضا عن ابن عطية أنه قال: `نزلت هذه الآية بسبب ضغط قريش للبحث عن وقت الساعة الذي كان يخبرهم به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويحذرهم منه ويتحدث عنه كثيرا`
سبب تسمية سورة النازعات
يعود سبب تسمية كل سورة في القرآن الكريم باسمها إلى سبب معين، حيث أطلق على بعض السور اسمها بناء على بدايتها، مثل سورة الحاقة وسورة يٓس، وعلى بعض السور اسمها بسبب موضوعها، مثل سورة البقرة وسورة يوسف، ولذلك فقد اطلق على سورة النازعات هذا الاسم بناء على بداية آياتها التي تبدأ بالكلمة “النازعات”، حيث أقسم الله بواسطتها بأن الملائكة تقبض أرواح الكافرين بشدة، وتدل كلمة “النازعات” على الملائكة القادرة على نزع الأرواح، وكذلك تعني كلمة “غرقا” نزع الروح بشدة وألم، ولذلك فقد اطلق عليها هذا الاسم
مقاصد سورة النازعات
تبدأ سورة النازعات بتوضيح أهوال وأحوال الكافرين يوم القيامة بداية من نزع الروح بشكل مخيف ليرهب الله بها الكافرين ويصف مصرعهم وما سوف يلقونه يوم الحساب ومكانتهم في النار والعذاب المنتظر، قال تعالى: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ * تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ * قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ * أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ}
ومن أهداف سورة النازعات هو توضيح مصير الكافرين ونهايتهم، وتشتمل السورة على جزء من قصة سيدنا موسى مع فرعون، حيث قال تعالى: {هل أتاك حديث موسىٰ * إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى * اذهب إلىٰ فرعون إنه طغىٰ * فقل هل لك إلىٰ أن تزكىٰ * وأهديك إلىٰ ربك فتخشىٰ * فأراه الآية الكبرىٰ * فكذب وعصىٰ * ثم أدبر يسعىٰ}، والآيات توضح كيف يمكن أن نستفيد من المثال الذي قدمه الله عز وجل على الكافرين كعبرة للناس جميعا
من أهداف سورة النازعات أيضا تفسير علامات قدرة الله العزيز في خلق الكون وتجلياته في صنعه العظيم. فجميع علامات الكون تشهد بعظمة خلق الله، كما قال تعالى: `أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها، رفع سمكها فسواها، وأغطش ليلها وأخرج ضحاها، والأرض بعد ذلك دحاها`. وتتحدث الآيات الكريمة عن يوم القيامة والحساب الذي يواجهه كل إنسان حسب أعماله في الدنيا، فقد قال الله تعالى: `فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي مأواه، وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي مأواه`
يوضح نهاية الآيات التي تحدث عن يوم القيامة، والذي كان يلح عليه المشركون لمعرفته، أن علم يوم القيامة عند الله وحده، وأن الكافرين سيذهلون بهذا اليوم دون علم
فضل سورة النازعات
حمل القرآن الكريم الفضل الكبير والعظيم كل المسلمين الذي لا يعلمه إلا الله عز وجل، حيثُ تدل كل آية وسورة من سور القرآن الكريم على معجزة من معجزات الله، لذا أعد الله لكل من يقرأ سورة النازعات والقرآن الكريم كله خير الجزاء والثواب في الدنيا والآخرة، وفي حديثِ عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- الشهير أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “من قرَأ حَرفًا من كِتابِ اللهِ فلَه به حسَنةٌ، والحَسنةُ بعشْرِ أمثالِها، لا أقولُ {ألم} حرفٌ، ولكن ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ”.
هذا بالإضافة إلى الفضل العظيم الذي جاءت به سورة النازعات و العظة والعبر من جزاء وعقاب الكافرين الذين عصوا الله، كما ورد في آيات سورة النازعات عبارات عظيمة ودقيقة توضح بالأدلة العقلية والعلمية والمنطقة وكافة البراهين والحجج على كل من يُنكر وجود الله سبحانه وتعالى وقدرته العظيمة في خلق الكون وأنّ الله قادر على خلق الإنسان مرة أخرى كما خلقه أول مرة رداً على كل من يُنكر وجود الله من الذين يجادلون في خلق الله بدون حجة ولا برهان، والله غالب على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون.
لا يوجد شك في أن كتاب الله هو عقيدة ومنهج الأمة الإسلامية، ومن اتبعه نجا وحقق الفوز العظيم في الدنيا والآخرة، ومن خالفه فقد ضل ضلالًا مبينًا، وسيكون جزاؤه في الآخرة النار وسيعاني عذابًا أليمًا
ورد في الأحاديث الكثيرة التي توضح فضل سورة النازعات ومكانتها، ومن هذه الأحاديث ما يلي:
إذا طلبت شيئا وترغب في نجاحه، قل: الله وحده لا شريك له، العلي العظيم. الله وحده لا شريك له، الحليم الكريم. بسم الله الذي لا إله إلا هو، الحي الحليم. سبحان الله رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين. كأنهم، في يوم يرون ما وعدوا، لم يمض سوى ساعة من النهار. فهل يهلك إلا الفسقة؟ كأنهم، في يوم يرونها، لم يمض سوى مساء أو صباحا. اللهم، إني أسألك تفضيل رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل خير، والسلامة من كل خطيئة. اللهم، لا تدع ذنبا لي إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها برحمتك يا أرحم الراحمين.
فوائد من سورة النازعات
الملائكة تقبض أرواح الكافرين بعنف
بدأ الله سبحانه وتعالى آيات سورة النازعات بالقسم، حيث وعد الكافرين بعذاب أليم، وسوف يتم قبض أرواحهم بقوة وشدة، ووصفها الله في الآيات بأنها “النازعات غرقًا”، للإشارة إلى قسوة العذاب الذي سوف يتعرضون له الكافرين بدءًا من نزع الروح
الملائكة تقبض أرواح المؤمنين برفق
وكما أوضح الله في قبض روح الكافرين، أوضح قبض روح المؤمنين كما جاء في الآية الكريمة في سورة النازعات `والناشطات نشطاً`، عندما تنزع روح المؤمنين مثلما ينزع العقال من البعير بسهولة وهو يسبح حتى تصل الروح إلى السماء `والسباحات سبحاً`
يجب أن نأخذ العبرة من قصة طغيان فرعون وتجبره عن الحق
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحتاج إلى معرفة قصص الأمم السابقة ليظهر قوة الله عز وجل في القضاء على الظالمين وليعلم أن الله قادر على خلق أمم جديدة، ولتقوية قلبه بنصر الله القريب من خلال قصة سيدنا موسى وفرعون التي ذكرت في سورة النازعات.