ماهو المقصود بـ ” لهو الحديث “

الحديث الذي يلهي القلب ويبذل الوقت المهمل دون أي فائدة، لا يؤدي إلى نتيجة جيدة ولا يتناسب مع غاية وهدف الإنسان في الأرض، والذي هو بناء وتحسين الحياة الإنسانية وإصلاحها، وهذه الوظيفة العظيمة التي يحددها الدين الإسلامي ويضع لها حدودها لتحقيق النتيجة المرجوة.

لهو الحديث في الدين الإسلامي

الحديث الذي يشغل الإنسان عن الفوائد المفيدة، مثل الحكايات والأساطير وجلسات السمر والضحك والكلام والغناء والقصص والأساطير التافهة، لا يجب أن يكون مجرد تسلية، بل يجب أن يكون مفيدا ومثمرا، وينتج عنه خير للجالسين والمشاركين فيه، وذلك حسب نص الدين والأعراف، إذ أن الحديث الفارغ يصرف الإنسان عن ذكر الله وقراءة القرآن والعمل الجاد والتقرب من الله .

رأي الشيخ الشعراوي الجليل في الغناء

علماؤنا باحوا بالغناء في الأفراح والأعياد، استنادا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الصديق الذي رأى جاريتين يغنيان في بيته: فنهرهما قائلا “أمزمار الشيطان في بيت رسول الله”، فأمرهما بالتوقف، وقال “دعوهما فإننا اليوم عيد”. وكذلك باحوا بالأناشيد التي تستخدم لتحفيز الجنود في الحروب، والتي يستخدمها العمال لتسلية أنفسهم وتخفيف التوتر، والتي يستخدمها الأمهات لتهدئة أطفالهن، ومن بينها أغاني تحفيز الإبل في السير والأناشيد التي تحمل المعاني الهادفة والمثمرة مثل الدينية والتاريخية والوطنية..

إذن لا مانع من كل نصٍّ له غرض نبيل ٬ أما إنْ أهاج الغرائز فهو حرام والكلام هنا عن مجرد النص لأن الخالق سبحانه يعلم طبيعة الغرائز في البشر ؛ لذلك نسميها غريزة ؛ لأن لها عملاً وتفاعلاً في نفسك بدون أيِّ مؤثرات خارجية ٬ ولها طاقة لا بُدَّ أنْ تتحرك ٬ فإنْ أثرْتَها أنت ثارتْ ونزعتْ إلى ما لا تُحمدَ عُقْباه.

لا يجوز قول الغناء، بل ينبغي قول النص الذي يتضمن فضيلة؛ فإذا حث على فعل جيد فهو جائز، وإذا أثار الغرائز فهو حرام وباطل، مثل تشبيب الرجل للمرأة وذكر مفاتنها، وهذا حرام حتى لو كان خارجا عن الغناء. وإذا أضيفت إليه الموسيقى والألحان والتكسير والميوعة، فإن حرمته تزداد وإثمه يتضاعف. وما نسمعه ونراه الآن من الغناء والحركات الراقصة والخلاعة والموسيقى الصاخبة فهو حرام بلا شك. ومختصر الحديث هنا هو أن اللهو ليس في الغناء نفسه، وإنما في الكلمات الغير مهذبة والتلميحات التي تثير الغرائز والألحان التي تفقد العقل، ومنها ما يصف مفاتن المرأة، ومنها السباب وغيرها من التعبيرات المشينة، لذلك يجب علينا أن نتحلى بالحذر ونفرق بين الصواب والخطأ.

بعض الآيات التي وضح فيها معاني لهو الحديث

يشتري بعض الناس الحديث الباطل ليحولهم عن سبيل الله” (سورة لقمان)

المعنى الأول والموضح في هذه الآية وهو الجدال في الدين

يجب أن نذكر أن جميع الجدل في الدين باطل، لأن الإعجاز الإلهي الذي شرحه الله في آياته وحكايات الرسول في الأحاديث الشريفة لا يمكن الجدال فيه. فجميع الجدال في الدين هو مجرد هراء. الجدال في الدين بشأن القضايا التي لا تقدم ولا تؤخر، يؤدي إلى تفتيت المسلمين وتشقق صفوفهم وانحرافهم. ولا يجب أن يستند أي حكم شرعي على هذه القضايا. إذا بحثت عن شيء لم يذكره القرآن، فإن ذلك يشكل تدخلا في حكم الله وإساءة إلى عظمته الإلهية

المعنى الثاني: هو الخوض في الباطل عديم الفائدة

هو كل ما يلهي عن المهام الهامة، مثل الأحاديث التي ليس لها أصل، والأحاديث الموضوعة والضعيفة جدًا، والأساطير التي ليس لها أساس، والجلسات الضحك والترفيه وغيرها من الأشياء التي لا فائدة فيها.

المعنى الثالث: هو كل ما يشغل عن ذكر الله

الحديث الباطل هو كل ما يشغل الفرد عن ذكر الله ويحجب عن سماع القرآن والصلاة وجميع أنواع العبادة.

 المعنى الرابع: لهوُ الحديث هو الغناء

يقوم بعض الناس بإنفاق الكثير من المال على شراء الأسطوانات الغنائية وحضور حفلات المغنيين، وهذا كله يعتبر حرام، فإن شراء الأغاني وحضور حفلات الموسيقى التي تلهي الشخص عن دينه يعتبر من الأمور المحرمة.

﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ ﴾

[ سورة لقمان ]

المعنى الخامس: هو أي كلام دون القرأن وأحاديث النبي وأقوال الصالحين وقصص الأنبياء وغيرها من سبل تعليم الدين

يعتبر ما يسمى بعلم الأبراج باطلاً، وكذلك الفلسفة التي تتناقش في قضايا دينية ودنيوباطلة وغير مجدية.

كم هي كثيرة الدورات، وكم هي كثيرة العلوم التي لا تجدي ولا تشبع من الجوع، ولا توجه الإنسان إلى سبيل سلامته وسعادته. أما القرآن، فإنه وحي الله العزيز الجليل، لا يدخله الباطل من قبله ولا من بعده. ولذلك يقول علماء اللغة: إن هذه الحديثة هي إضافة توضيحية أو تحديدية. وعليه، يجب على كل مسلم اختيار ما يستحب قراءته وما يجب أن يتعلمه ويعلمه لأولاده.

ملخص للإفادة

يجب أن يكون التقرب إلى الله هو هدفك وشعارك كمسلم، ويجب أن تتبع تعاليم دينك وحديث النبي، وأن تكون شفافًا وصريحًا في دينك في سلوكك وتعاملك ومظهرك، لأن اللهو هو هوس النفس والروح عن خالقهما، لذا يجب أن تجعل هدف حياتك هو التقرب من الله تعالى في كل شيء.