أساليب الأمر في سورة لقمان
سورة لقمان، وهي واحدة من السور التي أنزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وتحتوي على 34 آية. أنزلت هذه السورة من قبل الله عز وجل عن طريق الوحي لسيدنا محمد بعد سورة الصافات. تسمى هذه السورة بلقمان نسبة إلى قصة سيدنا لقمان مع ابنه. لقمان كان رجلا حكيما وكان يتحدث مع ابنه عن فضائل الأخلاق. تتضمن هذه السورة العديد من الأمور المتعلقة بالمؤمنين بشكل عام.
أساليب الأمر في سورة لقمان
تضمنت تلك السورة الكثير من الأشياء، حيث بدأت بالحديث عن المؤمنين وذكرت أيضا مواقع أخرى ذكر الله عز وجل وتهديدهم بالعذاب بسبب استهزاءهم بالقرآن الكريم، وخاصة التاجر الذي كان يقوم بجمع أحاديث الفرس والأعاجم بهدف إضلال الناس عن سماع القرآن الكريم. كما تضمنت تلك السورة جزءا هاما جدا من وصايا لقمان لابنه، حثه على التقيد بها وتطبيقها في الحياة وأن تكون وصايا حسنة للمسلمين.
في سورة لقمان، كانت أساليب الأمر من الآية 12 إلى الآية 19 تضمن وصايا لقمان لابنه، والآيات بسم الله الرحمن الرحيم.
(وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ* وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ * وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ * يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ *وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ).
الدلالة على استخدام أسلوب الأمر في سورة لقمان
تتضح أساليب الأمر وحروف النهي بوضوح في الآيات الكريمة السابقة، بما في ذلك حرف النفي “لا” الخاص في قصة لقمان مع ابنه، حيث يتم التأكيد هنا على جزم الفعل الواجب القيام به. ويمكن أن يتضح هذا الأمر في النقاط التالية
تتضمن الآية الأولى من السورة السابقة أمرًا بالشكر، وهي واحدة من أساليب الأمر التي أمر الله عز وجل بها لقمان، ودعاه إلى شكر الله عز وجل على الحكمة التي أعطاها في الحياة وفي كل الأمور المتعلقة بالعبادة.
في الآية الثانية من السورة المذكورة، ورد حرف النهي “لا” الذي يستخدم لتحذير وتنبيه، وقد استخدم هذا الحرف مع الفعل المضارع ليحث لقمان ابنه على عدم الشرك بالله عز وجل، وذلك لأن الشرك بالله يعد ظلمًا كبيرًا للنفس.
3- كما نصحه أيضا ببر الوالدين كما ذكره بالتعب الذي تعرضت له والدته خلال فترة الحمل والأيام التي قضتها والدته في تربيته. لذا، يجب أن يكون لهما مصاحبة في هذه الحياة. وهنا يتضح التأكيد على أن الوالدين لهما فضل عظيم على المسلم وفي الحياة بشكل عام، ويجب طاعتهما وعدم الشرك بالله عز وجل.
يتجلى فعل الأمر بوضوح في أعلى مراتب الصلاة، ويدعو الله عز وجل المسلمين إلى إقامة الصلاة والابتعاد عن ما يغضب الله عز وجل.
من بين الأمور الهامة التي ينبغي على الفرد الصبر عليها هو مواجهة القدر والإيمان بالله عز وجل وعدم التكبر والبغض بين الناس.
يُنصح بخفض الصوت خلال التعامل مع الناس، حيث أن الصوت العالي يشبه صوت الحمار الذي يزعج، وصوت الحمار من الأصوات التي قد أنكرها الله عز وجل.
أمر الله عز وجل الناس جميعًا بالتقوى والخوف منه، وذكرهم بيوم الحشر ويوم الموقف العظيم بين يديه عز وجل.