زد معلوماتكمعلومات

ماهو التلمود ؟

كلمة التلمود هي كلمة عبرية تعني التعليم، وتشير إلى التعليم الذي يستند إلى الشريعة الشفهية. عادة ما يطلق هذا المصطلح على مجموعة من الفقه اليهودي، والذي يستند بدوره إلى تفسير كتاب التوراة، ويشمل أيضا كتب الأسفار التي تحتوي على التشريعات والأقوال الحكيمة والقصص، بالإضافة إلى جميع الأعمال التي تم إنتاجها من قبل المدارس الدينية في فلسطين وبابل في العراق خلال الفترة من القرن الثالث حتى القرن الخامس الميلادي.

جدول المحتويات

مفهوم التلمود عند اليهود

قال اليهود منذ القدم إن الله عز وجل بلغ سيدنا موسى عليه السلام الشريعة المكتوبة، بينما بلغ اللاويين الرسالة المكتوبة. ولذلك، لم يكتف اليهود بالتوراة وحدها، بل لجأوا إلى التلمود لإكمال ما فاتهم من التوراة. وفي تلك الفترة، أحب اليهود أن يكون لديهم كتاب مفتوح حتى يتمكنوا من كتابة جميع الجرائم التي يرتكبونها اليوم ويزعمون أنها من الكتاب المقدس. ولقد كتب التلمود للتطاول على المسيح عيسى بن مريم عليه السلام والهجوم على المسيحية بأكملها.

إذا نظرنا بشكل عام إلى التلمود، فإنه يتضمن القواعد والشرائع السماوية وجميع التقاليد الدينية، بالإضافة إلى العديد من الروايات المختلفة التي تتعلق بتاريخ بني إسرائيل، ويذكر أن اليهود كانوا يتناقلون ما يليق به شفهيا حتى وقت كتابة التلمود، ولكن بعد أن تم تداولها على نطاق واسع، قام الأحبار بكتابتها تخوفا من الضياع والنسيان، ولكن لا يعرف متى تم كتابة التلمود حتى الآن.

يعتقد أن التلمود تم تأليفه خلال كتابة التوراة في مدينة بابل خلال القرن السادس قبل الميلاد، وظل هذا الأمر قائما حتى عاد اليهود من أسر بابل عام 539 قبل الميلاد. ويعتبر الحاخام يوضاس هو الشخص الذي جمع التلمود لأول مرة وسميت هذه المجموعة في ذلك الوقت بـ”المنشأ”، وتم إضافة العديد من التعليقات والشروحات إليها خلال القرون التالية، وأطلق عليها اسم “الجمار”، لذلك تم تقسيم التلمود إلى قسمين وهما “المنشأ” و “الجمار.

يدعي اليهود أن سيدنا موسى عليه السلام تمت رؤيته من قبل الشعب في التلمود وهو يقف على جبل طور لعدة سنوات، ويذكرون أن أخاه هارون قام بتداوله بعده. ثم تم تداول هذه القصة بين أبناء إسرائيل، وقد وصلت في القرن الثاني بعد الميلاد إلى الحاخام يهوذا الذي قام بتوثيقها على شكلها الحالي. ويؤكد بعض الروايات أن عمليات الإضافة والتوثيق في التلمود استمرت حتى القرن السادس بعد الميلاد، وهذه الفترة هي التي ظهر فيها الإسلام في شبه الجزيرة العربية.

التلمود ينقسم إلى نوعين: تلمود بابل وتلمود في فلسطين. ويذكر أن التلمود البابلي أكبر حجما من تلمود أورشليم، وأن كلا منهما مختلف عن الآخر من حيث اللغة والمحتوى الخاص به. ويتم كتابة التلمودالبابلي باللغة الآرامية الشرقية، في حين يكتب التلمود في أورشليم باللغة الآرامية الغربية، ويحتوي التلمود الفلسطيني على العديد من المصطلحات والألفاظ اللاتينية. واليوم، يتوفر التلمود باللغة الإنجليزية في 36 مجلدا، وظهرت أول طبعة للتلمود في إيطاليا خلال عام 1520.

مكانة التلمود عند اليهود

يدعي اليهود أن التلمود كتاب أنزل عليهم من الله عز وجل، مماثلا للتوراة، ويعتبر اليهود التلمود أكثر أهمية من التوراة، وهذا الموقف ينحصر فيما يتعلق باليهود فقط، بدون الأديان السماوية الأخرى، ويوجد في التلمود ما يؤكد أنه يتبع التوراة بدلا من العكس. ومع ذلك، يؤكد اليهود دائما أهمية التلمود بالنسبة لهم ودينهم، ويصفون التوراة بأنها مثل الخبز والتلمود مثل الإدام، ليؤكدوا أن الإنسان لا يستطيع العيش بالخبز وحده.

وصف اليهود التلمود بأوصاف كثيرة، منها أنه فوق التوراة، وأن الحاخامات فوق الله عز وجل، وهذا نعوذ بالله، وأمروا مؤلفي التلمود بأشياء كثيرة، منها أن يكون مؤلفو التلمود من الحاخامات الذين لا يخطئون أبدا، وأن الجميع لا بد لهم من طاعة الحاخامات بطاعة عمياء، وأن كل من يخالفهم فهو مخطئ، وهم لا يخطئون حتى لو كانت أقوالهم ناقصة، وهم يصفون حمار الحاخام بأنه لا يأكل من المحرمات، وأن الحاخام لا يكذب أبدا، ويجب على الجميع تصديقه واتباع أوامرهم مهما كانت المهمة.

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى