ماذا يستفاد من البنسليوم في الإنتاج
نبذة عن البنسليوم
البنسليوم” هو نوع من الفطريات الأساسية للبيئة الطبيعية، ويساعد في تحلل الأطعمة، ويستخدم أيضا في صناعة الأغذية والأدوية، وينتج موادا عديدة تساهم في القضاء على بعض أنواع البكتيريا أو تثبيط نموها.
يعتبر البنسليوم شائعًا في التربة والنباتات المتحللة والسماد العضوي والخشب والأطعمة المجففة والتوابل والحبوب الجافة والفواكه والخضروات الطازجة، وينمو البنسليوم في البيئات التي تعرضت للتلوث بالمياه، فضلاً عن الهواء الداخلي وغبار المنازل.
تنمو فطريات البنسليوم في درجات حرارة تتراوح بين 5-37 درجة مئوية، ودرجة الحرارة المثلى لنموها هي 20-30 درجة مئوية، وتم الحصول على أقصى نمو في المختبر عند درجة حرارة تبلغ 23 درجة مئوية ودرجة حموضة تتراوح بين 3-4.5.
اضرار البنسليوم الاقتصادية
للفطر البنسيليوم أهمية اقتصادية شديدة، لأنه يسبب أضرارا جسيمة للمصنوعات الجلدية والأقمشة والأثاث، وفي ظروف الجو الرطب، ينمو الفطر البنسيليوم بشكل كبير على خشب الأبواب والنوافذ والأثاث المنزلي، مما يتسبب في تلف الخشب.
تنمو الفطريات خلال الطقس الرطب والدافئ على الجبن والزبدة والمربى والخبز والهلام، وتسبب ضررًا لهذه المواد الغذائية وتفسدها، مما يجعلها غير قابلة للاستهلاك البشري، على الرغم من أن هذه الفطريات غير سامة.
تسبب بعض أنواع الفطريات التي تحتوي على البنسيليوم تعفن الحمضيات والفواكه الأخرى والخضروات أثناء نقلها وتخزينها، مما يتسبب في فقدان كمية كبيرة من المحاصيل الغذائية والنقود سنويا.
لكن هذا الامر يمكن عكسه من خلال الاهتمام الجيد بالمحاصيل، وتوفير ظروف هوائية مناسبة، ودرجة حرارة منخفضة وظروف جافة، ومن خلال التبريد المناسب وتقييد الهواء، والحفاظ على رطوبة الهواء المناسبة، يمكن منع تعفن هذه المواد، والاهتمام بالفاكهة والخضراوات يساعد على تجنب الضرر بها.
فوائد البنسليوم الإنتاجية
يعد العديد من أنواع البنسيليوم أهمية صناعية في إنتاج الأحماض العضوية مثل الأكساليك والفوماريك والغلوكونيك والستريك، كما أن بعض أنواعه يتم استخدامها في صناعة الأغذية، حيث يستخدم بعض الأنواع مثل P. roqueforti و P. camemberti في صناعة الجبن لأنها تعطي نكهة ورائحة مميزة للجبن وتعطيه اللون والملمس الشهي.
كما أن للبنسليوم فائدة شديدة الاهمية وهي إنتاج البنسلين، وهو العقار الذي انقذ حياة الكثيرين عند اكتشافه للمرة الأولى، يؤدي البنسلين إلى تدمير او تعطيل نشاط العديد من الكائنات الحية الدقيقة التي تسبب الأمراض لدى البشر، مع ذلك يمكن ان يعاني بعض الاشخاص من حساسية للبنسلين، وبالنسبة لهم، يمكن ان يكون البنسلين سامًا.
غريسيوفولفين هو دواء مضاد للفطريات يستخلص من بنسليوم غريسيوفولفين، ويعمل هذا الدواء على تثبيط نمو بعض أنواع الفطريات ومنع انتشار الأمراض الفطرية والسيطرة على السعفة لدى الحيوانات وبعض أنواع الأمراض الفطرية لدى النباتات.
يعتبر البنسليوم مفيدًا جدًا في إنتاج الإنزيمات، ويستخدم في إنتاج الحموض العضوية مثل حمض الستريك وحمض الغلوكونيك وحمض الطرطريك، وكذلك بعض الإنزيمات مثل الأميلاز والبروتياز والليباز والبكتيناز.
البنسليوم وإنتاج البنسلين
البنسلين هو صاد حيوي يستعمل بشكل واسع لعلاج الإنتانات الجرثومية، قبل اختراع الصادات الحيوية، لم يكن هناك علاج للإنتانات الناجمة عن البكتريا، مثل ذات الرئة، السل، السيلان، أو الحمى الرثوية، لكن اختراع البنسلين عن طريق الصدفة في عشرينات القرن الماضي مهد الطريق لعصر جديد في الدواء.
كان البنسلين اشبه بالمعجزة عند اكتشافه وساهم في علاج العديد من الامراض الإنتانية، واليوم يتوافر العديد من الانواع الطبيعية والصناعية للبنسلين، وهي تستعمل من اجل علاج العديد من الامراض، لكن بعض سلاسل البكتريا اصبحت مقاومة للبنسلين والصادات الحيوية الاخرى، مما جعل علاج بعض الإنتانات صعبًا، وفي بعض الاحيان مستحيلًا.
-اكتشاف البنسلين
قام ألكسندر فلمنج باكتشاف البنسلين عام 1928، وذلك بعد عودته من الإجازة، قام بتنظيف مختبره، ليلاحظ ان بعض اطباق البتري التي تحوي على بكتريا المكورات العنقودية اصبحت ملوثة بالعفن، هذا العفن الذي يدعة البنسليوم نوتاتوم، كان مسؤولًا عن منع نمو البكتريا، لذلك قام فليمنج بالمزيد من الابحاث، وحصل على مستخلص من هذا العفن، وأطلق عليه اسم البنسلين، ووجد ان هذا الدواء يساعم في القضاء على العديد من البكتريا الضارة.
في عام 1939، نقي خبراء في جامعة أكسفورد البنسلين واختبروا فعاليته على الحيوانات قبل الإنسان، وفي 12 فبراير 1941، تلقى ألبرت ألكساندر الجرعة الأولى من البنسلين، وبدأت حالته تتحسن في غضون أيام قليلة من عدوى مهددة للحياة، ومع ذلك، نفد مخزون البنسلين قبل أن يتعافى بالكامل، وتوفي ألكساندر.
تم إنتاج البنسلين بكميات كبيرة خلال الحرب العالمية الثانية لعلاج الإصابات بالإنتانات لدى الجنود الجرحى. في الماضي، كانت الإنتانات السبب وراء موت جنود أكثر من الإصابات الناجمة عن الحروب، ولكن اكتشاف البنسلين ساعد في الحد من ذلك، وأدى إلى تقليل معدل الوفيات الناجمة عن الإنتانات البكتيرية في الرئة من 18٪ إلى 1٪.
التأثيرات الصحية الضارة للبنسليوم
يَعْرفُ عن هذا الفطر الذي ينمو داخل المباني المتضررة من المياه الأضرار الصحية المتعلقة به، خاصةً على الجهاز التنفسي العلوي والسفلي، وهذا الفطر يُعَدُّ من أشهر الفطور المنتشرة داخليًا، وبالتالي فإنه يمكن أن يُسَبِّبَ العديد من الاضطرابات الصحية الداخلية.
- التهيج والالتهاب
جميع الفطور تحوي مواد يمكن ان تسبب الالتهاب لدرجة معينة، بعض المواد التي تنتجها الفطريات في الابنية الرطبة يمكن ان تسبب العديد من الاضطرابات الصحية، مثل تهيج العين، تهيج الانف والحلق، والصداع، وفي الدراسات الانبوبية لاحظ الخبراء ان ابواغ البنسليوم ومستخلصات الابواغ يمكن ان يسببان استجابة مناعية كبيرة في خلايا الرئة.
- تفاعلات تحسسية
يعتبر البنسليوم من أسباب الحساسية الخارجية والداخلية الشائعة إلى حد كبير. يرتبط البنسليوم بنوع الحساسية الأولى وحمى القش والربو والتغيرات القصبية. قد تسبب أبواغ البنسليوم ربوا مباشرا ومتأخرا للأشخاص الذين يعانون من الحساسية. قد يترافق حساسية الفطور مع نوبات شديدة من الربو تستدعي البقاء في المستشفى. قد يحرض البنسليوم بعض المرضى على تفاعل محرض بواسطة IgE يؤدي إلى تفاقم الإكزيما.
- التأثيرات السامة
تعتبر معظم أنواع البنسيليوم منتجة للسموم، ولكن تحت ظروف بيئية معينة، يمكن أن تتسبب تأثيرات سامة للخلايا والكلى والمناعة، وتأثيرات مسرطنة. وهذه الكائنات المسببة للأمراض معروفة ويمكن حدوثها لدى الإنسان والحيوانات والمواشي. ولذلك يتم مراقبة السموم في علف المواشي والطعام البشري للكشف عنها والتخلص منها، حتى لا تتسبب في اضطرابات خطيرة للإنسان والحيوانات.
- الإنتانات
تعد الإنتانات البشرية الناجمة عن البنسليوم نادرة للغاية، ولكن تم الإبلاغ عن بعض الحالات الإنتانية الفردية التي تؤدي إلى التهابات الجهاز التنفسي والتهابات القرنية الفطرية والتهاب الشبكية والتهابات فطرية في الأذن. وتعتبر الإنتانات القصبية الرئوية الناجمة عن البنسليوم هي الأكثر شيوعا، وتم الإبلاغ عن بعض حالات العقيدات الرئوية أيضا دون وجود أعراض.