ماذا كان يعبد الرسول ” قبل نزول الوحي ؟ “
ماذا كان يتعبد الرسول قبل نزول الوحي
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتبع ملة أبينا إبراهيم عليه السلام، وذلك حسبما جاء في حديث صحيح من سيدتنا عائشة رضي الله عنها، وقالت: (كان يخلو بحراء فيتحدث فيها)
لكن ذُكرت آراء أخرى متعلقة بدين النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها ما يلي:
- الرأي الأول
وهذا ما ذكرناه سابقًا، أنه كان على ملة أبينا إبراهيم، وهذا هو الرأي الراجح.
- الرأي الثاني
كان يتعبد على دين الإسلام الذي بعث به، ولكنه لم يكن مأمورًا بالتبليغ حتى وصل إلى سن الأربعين.
- الرأي الثالث
أنه لم يكن متعبدًا بشريعة أيً ممن تقدم عليه من الأنبياء، بل كانت شريعته توافق شريعة إبراهيم عليه السلام وعن أبي جعفر (عليه السلام): أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال بعد ذكر إبراهيم (عليه السلام): (دينه ديني وديني دينه وسنته سنتي وسنتي سنته وفضلي فضله وانا افضل منه). وقد روي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: (الحنيفية هي الاسلام).
ونتيجة لكل ما سبق، فلا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم كانمؤمنًا موحدًا يعبد الله وحده لا شريك له، وهذا يعتبر فطرة الإسلام التي خلقها الله فيه.
ولادة الرسول
وقد قيل عنها أنها لم تر شيئا أخف ولا أسهل من ذلك، وكانت ترتدي تعاويذ مصنوعة من الحديد حتى تنقطع. وفي منامها، رأت بشارة عظيمة تدل على مكانة عظيمة، وأمرت بتسميته محمد، المولد. ولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة في عام الفيل، يوم الاثنين من شهر ربيع الأول. والدليل على ذلك هو قوله -صلى الله عليه وسلم-: (سئل عن صوم يوم الاثنين؟ قال: ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت، أو أنزل علي فيه).
طفولة النبيّ
بعد ولادة النبي صلى الله عليه وسلم، قامت أمه بإرضاعه لمدة ثلاثة أيام، ثم تولت جارية عمه أبي لهب إرضاعه. وكان من عادة العرب النبلاء أن يرسلوا أطفالهم إلى البوادي لتلقي الرعاية الصحية هناك، على أمل أن يكبروا قادرين ونبلا. ولذلك ذهب النبي إلى قبيلة بني سعد حيث قامت حليمة السعدية بإرضاعه لمدة عامين. ثم تمت إعادته إلى والدته، لكنه عاد من جديد بسبب انتشار الوباء في مكة. فقامت حليمة بإعادة إرضاعه مرة أخرى بعد حادثة شق صدر النبي من قبل الملائكة في ليلة الإسراء. وعادت حليمة خائفة ورغبت في إنهاء مسؤوليتها، على الرغم من تعلقها الشديد به.
ذكر الواقدي أن النبي عليه السلام عاد إلى مكة عندما كان في الخامسة من عمره، وظل مع أمه حتى بلغ ست سنوات، وفي هذه الفترة توفيت أمه أثناء عودتها من زيارة لأخوالها. وبعد ذلك ذهب النبي إلى جده عبد المطلب، ولا شك أن وفاة والدته تركت فيه أثرًا عظيمًا، خاصة مع وفاة جده عبد المطلب عندما كان النبي عمره ثماني سنوات.
حياته مع عمه أبي طالب
ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم ليعيش مع عمه المحب أبي طالب، وروايات كثيرة تدل على تعلقه وحبه الشديد لعمه، وأخذه معه في رحلته إلى الشام، وكان يساعد عمه في رعاية الأغنام بسبب سوء حالته.
يدل سلوك النبي صلى الله عليه وسلم على حُسن أخلاقه حيث تعلم العمل والكفاح منذ طفولته، وعادةً ما كان يهتمبما يحيط به ويمد يد العون للآخرين، وربما تذكرنا رعيه للغنم بأحاديثه التي تحث على الإحسان للحيوانات.
صفات الرسول
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجمل الناس وجها، لون بشرته أبيض مشرقا، وتشير هذه الصفات إلى جمال مظهره. من خلال دراسة سيرته وقراءة أحاديثه، نستنتج الصفات الخلقية التي تتضمن التواضع المرتبط بالوقار، والحياء المرتبط بالشجاعة، والكرم الصادق البعيد عن حب الظهور، وسمعته المعروفة بين الناس بأمانته، وصدقه في القول والعمل، والزهد في الدنيا.
زواج النبي
عرف النبي صلى الله عليه وسلم زوجته خديجة من خلال عمله كرسول في تجارة خديجة بين خويلد. سافر النبي مع تجارتها إلى اليمن مرتين وإلى الشام، وحقق ربحا من تجارتها. قص غلامها ميسرة له عن أخلاقه وطباعه، فأعجبت به. وقد خطبها لأبيها خويلد بن أسد، فتزوجها منه. قال ابن إسحاق إن خديجة كانت في الثامنة والعشرين. وقال الواقدي إنها كانت في الأربعين عند زواجها من النبي، وأنجبت منه ذكرين وأربع إناث، وهذا يدعم رواية ابن إسحاق بأنها كانت في الثامنة والعشرين. سكن النبي في بيت خديجة، وتزوجها فيه، وأنجبت خديجة جميع أولادها فيه، وتوفيت قبل هجرة الرسول بثلاث سنوات، وذلك قبل حادثة الإسراء والمعرا.
صيانة النبي قبل البعثة(إرهاصات البعثة)
اتفقت جميع العلماء على أن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم من الكفر قبل الوحي وبعده، وفيما يتعلق بالتصرفات الكبيرة المتعمدة، فهو محمي منها بعد الوحي. أما التصرفات الصغيرة المتعمدة، فيعتبر جائزا بعد الوحي وفقا للجمهور. تكشف حادثة تجديد بناء الكعبة عن مكانة النبي الأدبية لدى قريش، حيث كان هناك خلاف في من يضع الحجر الأسود في مكانه، ثم اتفقوا على أن يحكموا بأول داخل من باب بني شيبة، ودخل رسول الله. ثم أمر بثوب وأخذ الحجر ووضعه في وسطه، ثم أمرهم برفعه جميعا وأخذه ووضعه في مكانه.
مظاهر اختلاف النبي
خالف النبي قريشًا في الوقوف بعرفة، فقد كانت قريش تفيض من مزدلفة لحين نزول الناس من عرفة، أما الرسول فكان يقف بعرفة مخالفًا لهم متبعًا هدي إبراهيم واسماعيل في حجهم ومناكحهم وبيوعهم. وخلال تلك السنوات التي عاشها النبي قبل الوحي في مكة لم يكن قلبه مطمئنًا إلى ما يعيش به قومه من شرك بالله وعبادة الأوثان وشرب الخمر والفجور وغيرها من مظاهر الضلال والفسق، فكان النبي لا يشاركهم هذه التجمعات بل يعتزلهم ويذهب إلى غار حراء معتزلًا متفكرًا في بديع الله وخلقه وعظمة الكون وأسراره.
كان النبي يعتزل قومه في غار حراء لعدة أيام حتى ينتهي زاده من الطعام والشراب، ثم يعود إلى بيته ليتزود، ويعود مجددا، وقد جاور بحراء شهرا، وبقي على هذا الحال حتى جاءه الوحي في الأربعين من عمره، وهذا يعد إجابة واضحة للسؤال حول نزول الوحي على الرسول
تروي روايات قصة نزول الوحي على الرسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث بعث ونزل عليه الوحي بعد مرور أربعين يوما، وبدأ نزول الوحي في شهر رمضان، وذلك بسبب قوله تعالى: `شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان` يتساءل بعض الناس عن حالة سيدنا محمد عندما نزل عليه الوحي، ويمكن الإجابة من خلال قصة نزول الوحي، حيث جاء الملك جبريل عليه السلام في صورة رجل وقال له: “اقرأ” فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما أنا بقارئ” ثم أخذه الملك جبريل وغطه بشدة حتى بلغ منه الجهد، وقال له ثانية: “اقرأ” فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما أنا بقارئ” ثم غطه الملك جبريل الثالثة، ثم أمره بقراءة الآيات التي تبدأ بـ “اقرأ باسم ربك الذي خلق”. ثم عاد الرسول إلى بيته، وكان يرتجف حتى دخل على خديجة وطلب منها الاحتضان، وعندما أخبرها بما حدث، قالت له: “لا تخشى، فوالله لن يخزيك الله أبدا، فأنت تصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الضعفاء، وتستضيف الضيوف، وتعين على نوائب الحق”. وهكذا يتضح حالة رسول الله عند نزول الوحي هذا هو البداية التي بدأت منها رسالة نبي الله محمد الذي أُرسل للناس مبشرًا.