قصة نزول الوحي على رسول الله
القصة برواية عائشة رضي الله عنها:
قال الإمام أحمد: حدثنا عبدالرازق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: أول ما بدأ به رسول الله صل الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصح، ثم حبب إليه الخلاء، فكان يأتي حراء فيتحنث فيه الليالي ذوات العدد، ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فتزود لمثلها، حتى فاجأه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فيه، فقال: اقرأ، قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «فقلت: ما أنا بقارئ»، قال: «فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} حتى بلغ: {مَا لَمْ يَعْلَمْ} قال: فرجع بها ترجف بوادره حتى دخل على خديجة فقال: «زملوني زملوني» فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال: يا خديجة، مالي –فأخبرها الخبر- وقال: «قد خشيت علي»، فقالت له: كلا! أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، ثم انطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي، وهو ابن عم خديجة، أخى أبيها، وكان امرئ تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العربي، وكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًا قد عمى، فقالت خديجة: أي ابن عم، اسمع من ابن أخيك، فقال ورقة: ابن أخي ما ترى؟ فأخبره رسول الله صل الله عليه وسلم ما رأى، فقال ورقة: هذا الناموس الذي أنزل على موسى، ليتني فيها جذعا أكون حيًا حين يخرجك قومك، فقال رسول الله صل الله عليه وسلم: «أو مخرجي هم!» فقال ورقة: نعم لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزراً، ثم لم ينشب ورقة أن توفى، وفتر الوحي فترة حتى حزن رسول الله –فيما بلغنا- حزنًا غدا منه مرارًا كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقى نفسه منه، تبدي له جبريل فقال: يا محمد إنك رسول الله حقًا، فيسكن بذلك جأشه، وتقر نفسه فيرجع ، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك، فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل، فقال له مثل ذلك
معاني وردت بالحديث:
يتحنث: أي يتعبد بوادره: يرجف فؤاده
الإنجيل: ما نزل على عيسى بن مريم ليتني: يا ليتني
الدروس المستفادة من القصة:
كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يحرص على الرد على جبريل في كل مرة كان يسأله فيها، وهذا يعتبر من أدب خلق الرسول.
تحتوي الزوجة العاقلة المحبة لزوجها على روعته وتهدئته بدلاً من التهويل والبكاء.
ورقة بن نوفل آمنت بنبوءة محمدصلى الله عليه وسلم على الرغم من اعتقادها بإنجيل عيسى.
تمنت ورقة بن نوفل أن يكون على قيد الحياة عند نزول الرسالة على محمد، وهذا يدل على إيمانها وتصديقها للرسالة.
– حزن الرسول لانقطاع الوحي عنه لفترة، وتهدئة جبريل له وإخباره له بأنه رسول الله.