لماذا وضعت صورة كرتون نيلز على عملة السويد
كبار وصغار ينغمسون في مشاهدة مسلسل الرسوم المتحركة `نيلز`، وهو واحد من أشهر الشخصيات الكرتونية. يحكي المسلسل قصة طفل يدعى `نيلز`، وتتمحور أحداثه حول ساحر عجوز ذو شعر أبيض ولحية طويلة يحول الطفل `نيلز` إلى حجم صغير جدا بسبب إيذائه للحيوانات ومطاردته لها. لكن عندما يشعر الساحر بالغضب، يضطر إلى رفقة الإوزة `مورتن`، التي تعيش في المزرعة، وينضم معها لسرب الإوز البري المهاجر في رحلة عبر البلدة شمالا في فصل الصيف وجنوبا في فصل الشتاء، مرورا بمناطق مختلفة من الطبيعة. ومن خلال تجربته مع الإوز، يتعلم `نيلز` عن حياة هذه الطيور ويتشارك معها أجواء رائعة ويعيش معها بسعادة.
هل مِنْا مَن يعرف أصل القصة وكاتبها أو كاتبتها ولمَ كُتِبت ، لقد تسنى لي ذلك فأحببت مشاركتي لكم بالمعرفة ، ورأيت أن فكرة كتابة هذه القصة ذو معنى رائع كما أن كاتبتها تميَّزت بحس عالِ والأروع أن تكريم هذه الكاتبة مِن قِبَل بلدها كان أروع ، بأن وضعت صورتها على إحدى العملات الورقية لبلدها، وصورة نيلز بطل القصة والإوزة مورتن على الوجه الثاني للعملة. نعم بالعملة الورقية المرفقة، 20 كرون من الجهتين؛ صورة الكاتبة سيلمي والجهة الأخرى صورة لـ نيلز ومورتن.. إنها السويد، وعملة السويد هيَّ “الكرون”، وهذه العملة الورقية مِن فئة العشرين كرون، إنه مورتن مع نيلز.
حكاية نيلز
يتفق الجميع، سواء كانوا كبارا أم صغارا، على أهمية مشاهدة أفلام الكرتون `فنيلز`. إنه مسلسل رسوم متحركة ياباني `أنمي` تم إنتاجه في عام 1980-1981، ولم تكن لشركة إستديو بيرو اليابانية في الحسبان أن يحقق هذا العمل هذا النجاح. يتألف المسلسل الكرتوني من 52 حلقة، ولكن عند مشاهدته تشعر وكأنه خمس دقائق فقط. فكرته مستوحاة من الرواية العالمية `مغامرات نيلز المدهشة` للكاتبة السويدية الراحلة سيلمى لاغرلوف، التي فازت بجائزة نوبل في الأدب.
كاتبة قصة نيلز وعملة السويد
السويد هي بلد السحر والجمال، وعملتها هي `الكرون`. يعرف الكثيرون شكل العملة، ولكن القليل فقط يعرف قصة وضع صورة نيلز والكاتبة على عملة الكرون، وهي عملة ورقية من فئة العشرين كرون. انظروا جيدا إلى الصورة لتجدوا `مورتن مع نيلز` على الجانبين الأمامي والخلفي. لكن القصة لا تنتهي هنا، فقد تم اتخاذ قرار بوضع صورهما على عملة الدولة كتكريم وتقدير للكاتبة. لذا، يجب أن نتحدث عن سيرة الكاتبة وسبب كتابتها لهذه القصة
من هي سيلمي ليكرلوف
الكاتبة هي سيلمى ليكرلوف، سويدية، حاصلة على جائزة نوبل للآداب في العام 1909. وهي أول امرأة سويدية تحصل على هذه الجائزة. ولدت الكاتبة عام 1858 في إحدى مقاطعات السويد، ولكن حظها أن تولدت في بلدة نشيطة مفعمة بالروح والحيوية. عندما كانت “سيلمى” صغيرة، تعرضت لمرض في إحدى فخذيها مما حد من قدرتها على المشي والرقص وعيش حياة الشباب بنفس انطلاقة من في مثل عمرها، مما جعلها أكثر جلوسا وتبقى الحياة تنطلق من حولها وهي جالسة في مكانها .
كانت سيلمى تفضل الجلوس مع كبار السن والاستماع إلى قصصهم ورواياتهم وحكاياتهم خلال التجمعات بين الأهالي، فهكذا أراد القدر أن تنشأ. كما كانت السويد في تلك الفترة مزدهرة بالجالسين كثيرا في تجمعات لكبار السن، حيث يجلسون في المجالس ويروون القصص شفاهيا، وكانت سيلمى تجلس إلى جانبهم وتستمع بكل حواسها لقصصهم، وتدون ما تسمعه. ومنذ ذلك الحين، حلمت سيلمى بأن تصبح كاتبة تكتب حروفا سمعتها ليقرأها من لا يستطيع الجلوس لينصت .
تمر الأيام وتتغير الظروف الاقتصادية في البلاد، وتنسى `سيلمى` حلمها الذي كانت تحلم به، وتقرر أن تدرس لتصبح معلمة وتساعد أسرتها في تحسين معيشتهم. كانت `سيلمى` تنتمي إلى عائلة ثرية تمتلك مزرعة تضم العديد من الحيوانات والدواجن المتنوعة. بعد عشر سنوات من التدريس والاستفادة من تجاربها اليومية مع الناس من جميع الفئات، بدأت تشعر برغبة في أن تكون كاتبة. وقد تحقق لها ذلك، حيث نشرت كتبها واشتهرت بصدقها وروعة كتاباتها.
سبب وضع كرتون نيلز على عملة السويد
كانت مميزة في كل جوانب حياتها، سواء كانت معلمة أو كاتبة أو مستمعة تقص وتستمع للمتحدثين. لاحظ المعنيون بشؤون المدارس والتربية والتعليم أن التلاميذ كانوا يكرهون درس الجغرافيا، وكانوا يتعلمون جغرافية بلدهم، السويد، وكان اهتمام التلاميذ بفهم هذه المادة المهمة لبلدهم ضعيفا، مما أثار غضبهم، ويعد ذلك عدم انتماء لوطنهم .
ومن خلال بحثهم لهذه الظاهرة، وجدوا أن كتاب الجغرافية المقرر للتلاميذ ممل وكئيب ولا شغف بين سطوره لهؤلاء الصغار ومملوء بالمعلومات التي لا تجذب التلاميذ لِذا فكروا بأن يوكلون المهمة لهذه المعلمة الكاتبة المدهشة بكتابة كتاب الجغرافية بمستوى وبطريقة تجذب التلاميذ وتجذبنا لدراسة جغرافية بلدهم بل لديها القدرة أن تجعلهم يحبون هذا البلد بشكل كبير .
وافقت الكاتبة `سيلمى` على هذا التحدي، ولكن كيف يمكنها تحقيق ذلك إن لم تستخدم طريقة تناسب عقول الأطفال وتشد انتباههم للمتابعة والاستمرار في التعلم؟ وماذا عن معرفتها بجغرافية البلاد نفسها؟ فهي كاتبة وليست متخصصة في جغرافية البلاد. فما الحل؟ وكيف يمكن لها تجاوز هذا التحدي الذي قد يؤدي إلى إيصال معلومات خاطئة للأطفال أو إثارة البلبلة في أفكارهم؟ قد استغرقت هذه المهمة منها ست سنوات، بدءا من العام 1900، وقد قامت بفكرة ودراسة وسفر عبر طول وعرض البلاد، وانتهت أخيرا من المهمة بإصدار كتابها عن جغرافية السويد بعنوان `نيلز هولكرسونس ورحلته الرائعة عبر السويد`.
ومن هنا بدأت رحلتها نحو التأثير والاحتفاظ بشهرتها التي استمرت حتى وقتنا الحالي، فقد كان ذلك في سنة 1906، حيث قرأها الكبار قبل الصغار، ونجحت في جذب الطلاب إلى درس الجغرافيا، ولم يكن الشغف محصورا فقط بأهل السويد، بل شمل أيضا البلدان الأخرى التي تم ترجمة الكتاب إليها بـ 12 لغة، وبعد ذلك تم تحويل الكتاب إلى فيلم رسوم متحركة مؤثر وذو معنى رائع، وأشاد الكثيرون بهذا العمل الرائع .
انتهت القصة هنا، وإذا كان البعض يتساءل لماذا نروي كل هذا؟ فالإجابة هي لأن صورة هذه الكاتبة وقصتها الرائعة تم وضعها على عملة البلد، تخليداً لذكرى عمل عظيم سيُذكر لحُقَب زمنية مديدة، وحتى الآن الآن.
شخصيات فيلم نيلز
فيلم الكارتون `نيلز` حاز على إعجاب دول العالم بعد ترجمته إلى عدة لغات. نيلز هو فتى شقي وكسول لا يقوم بأي عمل بل يلعب ويلهو فقط. هذا يجعله شاغبا فيما حوله حتى يقوم بالذهاب بمفرده ويصادف القزم العجوز الذي يغضب منه ويثور بشدة، فيحوله إلى قزم صغير بحجم الكف. بعد ذلك، يصبح نيلز قادرا على فهم لغة الحيوانات والتواصل معها. خلال رحلته وتعرضه للعديد من المواقف، يتغير نيلز ويصبح فتى طيبا ومحبا للخير وللآخرين.
الشخصية الثانية في فيلم “نيلز”: رات أقداد هو صديق نيلز ورفيقه في جميع المواقف، وبالرغم من صغر حجمه وكونه يختبئ في قبعة نيلز، فإن هذه الشخصية التي يجسدها الفنان غسان المشيني ساعدت على نجاح القصة، حيث تتميز بخفة ظله وروحه الخفيفة في الحوار، ولذلك تم تقديم الشخصية بشكل جميل ولطيف للغاية.
الشخصية الثالثة في فيلم” نيلز “هي مورتون إوزة المزرعة التي تربت في مزرعة والد نيلز. يواجه مشاكل في بداية الرحلة لأنه لم يعتد على الطيران جيدا ، لكنه يعتاد عليه بعد وقت قصير. يحمل نيلز ورات على ظهره طوال الرحلة تقريبا ، وهو صديق وفي لنيلز على الرغم من وجود اختلاف بينهم أحيانا. الشخصية الرابعة هي القائد أكسا قائد السرب ، الذي يتقبل نيلز بسرعة كعضو في السرب ويحبه ويطيع جميع أوامره بحكم كبر سنه وحكمته. الشخصية الخامسة والأخيرة في فيلم “نيلز” هي إنجريد الإوزة السريعة واللطيفة التي تتزوج بنائب القائد جينر. تتعرض خلال المسلسل للعديد من المغامرات الشيقة والطريفة.