لماذا فرضت الصلاة ليلة الإسراء والمعراج
رحلة الإسراء والمعراج تعتبر واحدة من أشهر الحكايات الدينية، وهي الليلة التي ارتقى فيها النبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وصعد إلى السماء وعرفنا المزيد حول هذه الرحلة. سنشرح لكم لماذا فرضت الصلاة في ليلة الإسراء والمعراج على المسلمين.
رحلة الإسراء والمعراج
قال الله تعالى: يُسبَّحالمسلمون الله الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا، وإنه هو السميع البصير، كما جاء في الآية الأولى من سورة الإسراء.
الإسراء يعني انتقال الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى، وأما المعراج فهو الصعود إلى السماوات العليا.
رحلة الإسراء والمعراج كانت في السنة العاشرة من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاة السيدة خديجة وعمه أبو طالب، اللذان كانا أكثر اثنين مساعدة للرسول عليه الصلاة والسلام في نشر دعوته الإسلامية؛ حيث كان عمه يدافع عنه أمام قريش ويمنع أذاهم له، وكانت السيدة خديجة تقدم الدعم المادي له حتى يستطيع المواصلة في نشر الدين الإسلامي.
بعد وفاة السيدة خديجة وأبي طالب، كان النبي محمد حزينا جدا، ولدرجة أن هذا العام أطلق عليه عام الحزن. وفي نفس العام، عندما توجه النبي إلى الطائف لمواصلة مسيرته، تعرض للاساءة من أهل الطائف ورموه بالحجارة، مما زاد من حزنه. ولم يتمكن من تخفيف هذا الحزن إلا برحلته الشهيرة “الإسراء والمعراج.
الحكمة من فرض الصلاة في رحلة الإسراء والمعراج
الصلاة هي العبادة الوحيدة التي فرضت بصراحة بين الله ورسوله، حيث كانت في البداية خمسين صلاة، ثم خففت بواسطة الله تعالى حتى وصلت إلى خمس صلوات، وتم فرض الصلاة منذ ذلك الوقت للأسباب التالية:
توصل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى تخلصمن الهموم والحزن من خلال رحلة الإسراء والمعراج، ومن ثم نستطيع الاستنتاج بأن الصلاة هي سبب للتخلص من الهموم والحزن، وهي مصدر للراحة للعبد.
تم ذكر الحكاية المتعلقة بالملكين اللذين غسلا قلب الرسول صلى الله عليه وسلم من الحزن وتطهيره بماء زمزم، ولهذا يجب الوضوء قبل الصلاة لأنها أساس صلاحيتها.
كانت رحلة الإسراء والمعراج تربط بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، حيث كانت القبلة الأولى للناس هي المسجد الأقصى، ولكن بعد هذه الرحلة تحولت القبلة إلى المسجد الحرام.
في البداية، فُرضت خمسين صلاة، وبعد أن مر الرسول على قبر موسى عليه السلام ووجده يصلي، توسل الرسول إلى رب العالمين بتخفيض عدد الصلوات حتى لا يشقى أمته.
عندما صلى النبي محمد عليه الصلاة والسلام مع جميع الأنبياء في المسجد الأقصى، فإن ذلك يشير إلى أن دين محمد هو الدين الحق.
عندما دخل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى البيت المعمور الذي يوجد في السماء السابعة، وجد سبعون ألفا من الملائكة يصلون في هذا المكان ثم لا يعودون إلى يوم القيامة، مما يدل على أن الصلاة هي العبادة الموجودة في السماء، ولذلك وجبت أن تكون الصلاة هي العبادة الموجودة على الأرض.
لماذا فرضت الصلاة
هناك العديد من الأسباب وراء فرض الصلاة على المسلمين وهي:
الصلاة تعمل على تحقيق الروابط بين العبد وربه، وتعمل على تجديد العلاقة بين العبد ورب العالمين.
تعمل الصلاة على تهدئة النفس وإحساسه بالراحة، وترفع الصلاة أرواح المؤمنين وتساعدهم على الوصول إلى أعلى المراتب.
– الصلاة تكشف الاختلاف بين المؤمنين المتيمين بالإيمان والمؤمنين الضعفاء بالإيمان، وتتجلى ذلك بشكل خاص في صلاة الفجر والعشاء.
فرض الله تعالى الصلاة على المسلمين لكي يعرف من يريد بها التقرب إليه، فمن نالها فقد حقق النجاح، ومن تركها فقد خسر.