لماذا سميت العصور الوسطى بالعصور المظلمة
استخدم مصطلح العصور المظلمة للعصور الوسطى في أوروبا، وهي الفترة ما بين 400 إلى 1400 تقريبا، وقد وضع هذا المصطلح بواسطة نقاد الأدب اللاتينيين المتأخرين، ووصفتالعصور الوسطى بهذا المصطلح بأنها عصور مظلمة استمرت لمدة تقريبية 1000 سنة مليئة بالهمجية والدين، وكانت تتميز بغياب كل الكتابات التاريخية التي تؤدي إلى غياب جميع الإنجازات الحضارية المادية والتدهور في العديد من المجالات.
نشأة العصور الوسطى
تأسست العصور الوسطى في عام 476 م، وهو التاريخ الذي يعود إلى بداية الفترة التاريخية للعصور الوسطى، والتي جاءت بعد انهيار الإمبراطورية الرومانية. وامتدت هذه الفترة حتى العصر الحديث المبكر، وخاصة فيما يتعلق بتأسيس الدولة الملكية. وفي هذه الفترة، شهد العالم العربي اكتشافات جغرافية أوروبية، ولكنها كانت فترة خطيرة، حيث انتشر مرض الطاعون وأودى بحياة الكثيرين، واندلعت الحروب في المنطقة. وبالنسبة للجانب الثقافي، فقد بدأت حقبة من الركود الشديد يصل إلى حد الجهة، وتدهور الوضع الاقتصادي. ولكن هذه الفترة لم تستمر طويلا، وعاشت المنطقة فترة من الانتعاش والازدهار، وشهدت ولادة العديد من الأفكار والثقافات الجديدة التي لم تسبق لها مثيل.
تقسيمات العصور الوسطى
العصور المبكرة وهي فترة يمكن تلخيصها بأنها المظلمة الأكثر من غيرها، وفي هذا العصر، تم تحديدها بين القرن الخامس والعاشر الميلادي، وعاشت أوروبا في هذه الفترة حالة من الجهل والضياع الشديد في مجالات الفنون والمهارات التقنية المتعددة، وتعتبر من أهم المراحل التاريخية في غرب القارة الأوروبية، وفي بداية القرن الحادي عشر، تعتبر هذه الفترة الولادة التاريخية المميزة التي ساهمت في إحياء الحياة الاقتصادية والسياسية في أوروبا، وبعدها عاشت أوروبا حالة من التطور الثقافي في القرن الثاني عشر الميلادي.
العصور المتوسطة هي الفترة التي شهدت فيها حملات صليبية متعددة، وتمتد بين القرنين الحادي عشر والثالث عشر الميلاديين. ولذا أطلقت عليها تسمية `حروب الفرسان` بسبب تطريز وخياطة المحاربين لرمز الصليب الأحمر على الأقمشة الحمراء، ووضعها على صدورهم وأكتافهم. كانت هذه الحملات الصليبية تستهدف بشكل رئيسي الإمبراطورية البيزنطية.
العصور المتأخرة وهي التي تم إطلاق عليها العصور الوسطى المتأخرة والتي تكون على الفتره الزمنية التي يتم حصرها مال بين الأواسط الخاصة بالقرن الثالث عشر وحتى بداية القرن السادس عشر ميلادياً وهو يكون ما بين عامي 1250م إلى 1500م ويتم الإشارة إلى أن هذه المرحلة شهدت العديد من الفرض الخاصة بفرش السيطرة على السلطات الخاصة بالكنيسة والإمبراطورية الرومانية وهي المقدسة وهذا حتى وصلت ذروتها في العظمة والرقي والتقدم.
لماذا سميت العصور الوسطى بالعصور المظلمة
أطلق الغرب على العصور الوسطى اسم `العصور المظلمة`، وهي فترة استمرت لمدة 500 سنة أو 5 قرون، لأن الناس في تلك الفترة كانوا يعيشون في جهل وظلام شديد. أما العرب فأطلقوا عليها `العصور الذهبية` لأنهم كانوا في عصر علمي متقدم ونوراني في جميع جوانب حياتهم الحالية، وقاموا بتطوير الدول الغربية. وفي تلك الفترة ظهر ابن الهيثم، الذي كان عالما في الرياضيات والفلك والفيزياء، وهو من اخترع الكاميرا. وكذلك الفلكي عباس بن فرناس، الذي كان شاعرا ومهندسا، وقام بابتكار الطائرة والمظلة. وكذلك جابر بن حيان، الذي كان أول من ابتكر الكيمياء والفلترة والتقطير والتبخير والتطهير الجذري، وهو أول من اخترع جميع الصمامات والساعات الميكانيكية والقفل الرقمي الذي يستخدم في الخزائن.
فيما يتعلق بالزهراوي، فهو الرائد في العمليات الجراحية وأول من ابتكر الأدوات المستخدمة في الجراحة والتشريح وجميع أنواع الخيوط المستخدمة في العمليات الجراحية، وابن النفيس هو أول من اكتشف الدورة الدموية، والخوارزمي هو أول عالم ابتكر النظام الرقمي وأضاف الرقم 0 إلى الرياضيات، وابن حزم هو أول من اكتشف أن الأرض كوكب يدور، وأيضا الإدريسي هو أول من رسم كرة الأرض في الأقاليم والبلدان المنتشرة في جميع أنحاء العالم.
فاطمة الفهري كانت المؤسسة الأولى لجامعة القرويين في المغرب، وقام المسلمون بتزيين ونقش المنازل بجميع الأشكال الجميلة، وكانوا الأوائل في ابتكار النوافير. وقد اخترعوا الساعات الشمعية والفلكية، ووضعوا علم النسيج والخياطة والسجاد، وتم اكتشاف التطعيم والتلقيح الطبي، وتم اختراع طواحين الهواء. بالإضافة إلى ذلك، كان المسلمون هم الأوائل في اختراع البنج، وهو المستخدم قبل العمليات الجراحية. لذلك، عاش العرب عصرا من الانتعاش والازدهار، بينما عاش الغرب عصرا مظلما.