الانسانتنمية بشرية

لماذا تقل انتاجية الموظف

في هذا العصر الذي ينتشر فيه الاعتماد على التكنولوجيا والمعلومات، يعتبر انخفاض الإنتاجية في العمل من أهم الأسباب التي تسبب خسائر كبيرة لأصحاب الشركات. ووفقا للأبحاث، يقدم الموظفون فقط 60% من طاقتهم الفعلية. ولهذا السبب، لا تستطيع الشركات تلبية طلبات عملائها، مما يؤدي إلى خسائر تصل إلى مليارات الدولارات سنويا .

لماذا تنخفض إنتاجية الموظف؟ إذا كنت صاحب عمل، فيمكنك قراءة المقال التالي لتعرف الأسباب التي تؤدي إلى تخفيض مستوى إنتاجية العاملين لديك

اغراق الموظف بالعمل

يعتقد كثير من الرؤساء والمديرين أن الاعتماد على الموظفين لأداء عدد كبير من المهام تستغرق وقتا طويلا، يمكن أن يزيد من الإنتاجية، إلا أن العكس هو ما يحدث حيث يشعر الموظف بأنه يعاقب على العمل الجيد، ويستغرق وقتا أطول في إدارة المهام، فوقا لدراسة أجريت في جامعة ستانفورد فإنه كلما زادت ساعات العمل عن 50 ساعة أسبوعيا يقل إنتاجية الموظف .

مثال إذا كان لديك مشروعين هما (أ ، ب) ويستغرق تنفيذ كلا منهما أسبوع ، إذا تم تكليف العاملين بالمشروعين معًا ، فإنه سيتم تنفيذ المشروعين بعد أسبوع ، لكنك بهذا سيكون المشروع الأول تأخر لمدة أسبوع كامل دون أي فائدة ، أما إذا بدأ الفريق بالمشروع الأول ، وبعد أسبوع تم البدء بالثاني ، فإن الأمر سيكون أفضل لأن الإنتاجية ستكون أعلى والاحترافية أيضا .

الاجهاد في العمل

كشفت دراسة أجرتها Health Advocate أن حوالي مليون موظف يعانون من الإجهاد الذي ينتج عن العمل بدون أي مقابل، وهذا يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية في العمل. وتكلف هذا الإجهاد الشركات 600 دولار سنويًا لكل عامل .

يعتقد بعض رجال الأعمال أن التهديد المستمر بفقدان الوظيفة يجعل العاملين أكثر تمسكا وحرصا على العمل، ولكن القلق الدائم من الفصل يشتت تفكيرهم وتركيزهم، ولا يستطيعون إكمال المهام في الوقت المناسب.

تزيد مستويات التوتر في العمل عندما يتحمل أعضاء فريقك العديد من المهام في وقت واحد، مما يؤدي إلى تشتتهم وعدم قدرتهم على إنجاز المهام المطلوبة. هذا يتسبب في الكثير من الأخطاء التي قد لا يمكن تفاديها .

عدم الشعور بالانتماء

يمكن أن يكون السبب وراء انخفاض إنتاجية الموظف هو عدم شعوره بالانتماء إلى الشركة، مما يجعل العامل يشعر بأنه ليس في المكان المناسب ويؤدي ذلك إلى انخفاض إنتاجيته .

لذا، يجب على كل مدير تنفيذي أو رئيس شركة التأكد من أن البيئة داخل مكان العمل ترحب بالموظفين الجدد وتجعلهم يشعرون بالترحيب .

عدم تقدير العمل الجيد

على الرغم من أن الاعتراف بجهود الموظفين في أداء مهامهم بشكل جيد يعتبر أمرًا مهمًا، إلا أن دراسة في القطاع المالي أظهرت أن 20% فقط من الموظفين يشعرون بأنهم مقدرين في عملهم .

عندما لا يتم الاعتراف بجهود العاملين، فإنهم يفقدون الدافع والحماس للعمل، مما يؤدي إلى تراجع الإنتاجية، ويجد المدير نفسه أمام عاملين غير راضين عن أسلوب العمل، والذين سيبحثون بكل تأكيد عن عمل آخر .

يمكن التعبير عن السعادة بأداء المهام التي تجعل الموظفين يشعرون بالتقدير، وذلك بإخبارهم بكلمات تشجيعية بسيطة مثل “أحسنت”، “عمل جيد”، “عمل رائع.

السمية داخل مكان العمل

إن وضع قواعد للسلوك الجيد بين العاملين في المؤسسة ضروري لزيادة إنتاجيتهم، حيث أن التنمر داخل العمل يعد واحدا من أهم أسباب تقليل الإنتاجية .

وغالبا يحدث السلوك السام كما يطلق عليه في الأوساط العلمية ، بسبب محاولة بعض الأشخاص تخريب بيئة العمل ، ويمكن ملاحظة هذا في المؤسسات الكبيرة ، حيث يكون هناك تسلسل وظيفي كبير يتم وضعه لأفراد بعينهم ، مما يجعل الموظفين غير سعداء ، فهل تعتقد أن العاملين يمكنهم الاستمرار في الشركة إذا لم يرو مستقبلا فيها .

يقول خبراء التنمية الإدارية إن الحل يكمن في إنشاء تدفق مستمر لتبادل المعرفة بين فريق العمل من خلال إقامة `حلقات التعليق`، وبهذه الطريقة يتم إبقاء الموظفين على دراية دائمة بالمشاكل التي يواجهونها في العمل، بغض النظر عن حجمها، وتوفير الفرصة لحلها بشكل مستمر .

الهيكل التنظيمي التآلف

أحد الأسباب الرئيسية لانخفاض إنتاجية الموظفين هو الهيكل التنظيمي السيئ داخل المؤسسة، وفي كثير من الأحيان في المؤسسات الكبرى حيث يوجد ضعف في التواصل بين الإدارات، ومهمة الرئيس أو المدير التنفيذي هي جمع الأجزاء الفردية للمؤسسة لتحقيق نفس الهدف، وكلما زادت المشاحنات والتشويش بسبب من يقود المجموعة، زاد احتمال انخفاض الإنتاجية بشكل كبير.

يكمن حل تلك المشكلة في التنسيق والتزامن، وأن يدرك كل فرد في فريقك ما يعمل عليه الآخرون، وما هو التقدم المحرز في المهام القيد التنفيذ.

يُمكن تنفيذ ذلك من خلال لوحة إدارةٍ مرئيةٍ تسمح لكل عضوٍ من الفريق بنقل المهام من “جاهز للبدء” إلى “قيد التنفيذ” إلى “تم.

كثرة الاجتماعات

التواصل مع العاملين لديك من الأمور الهامة، فهي الطريقة التي يتم من خلها تطوير الأفكار وتقييم التوقعات المختلفة، وأداء الفريق ، وتميل المنظمات إلى تحديد مواعيد الاجتماعات بين الموظفين أيا كانت فئتهم ، لكن أن يصبح عدد الاجتماعات مبالغ فيه، يعتبر هذا النشاط مضيعة ويستهلك الكثير من وقت العامل وبالتالي تقل الإنتاجية .

الطريقة الأفضل لتحقيق تزامن مثالي وسريع هي استخدام اجتماعات سريعة في الصباح لتحديد المهام اليومية وما تم إنجازه، أوما يزال قيد التنفيذ .

ستساعد هذه الاستراتيجية الإدارة العليا على البقاء على اطلاع دائم بما يجري داخل مؤسستهم، ولن يضيع الموظفون الوقت في التفكير في ما هو مطلوب منهم .

سوء الإدارة

سوء الإدارة هو سبب رئيسي آخر للانخفاض في مستويات الإنتاجية في العمل، حيث تشير الأبحاث إلى أن حوالي 80٪ من الموظفين يعانون من سوء الإدارة، وهذا يمنعهم من تقديم أفضل ما لديهم للشركة التي يعملون فيها .

لا يزال بعض المديرين يميلون إلى إدارة مرؤوسيهم بشكل سيء، ويستمرون في طلب المزيد من العمل. في عالمنا اليوم، لم تعد هذه الطريقة فعالة، حيث لا تحتاج الشركات إلى رؤساء بل إلى قادة يقودون التغيير ويدفعون شركاتهم للأمام.

لزيادة إنتاجية العامل لديك، يجب التخلي عن التسلسلات الهرمية في الإدارة وبناء فريق يتمتع بالتقدير ويعمل على تحقيق هدف واحد مشترك .

عدم فتح باب تحديات جديدة أمام الموظف

أحد أسباب ضعف إنتاجية الموظف هو عدم تشجيع الموظف الكفء على أداء مهام تبدو صعبة في البداية، وهذا يزيد من خبراته. بينما إلزام الموهوبين والأذكياء بأداء مهام تقليدية يسبب الملل ويدفعهم للبحث عن تحديات جديدة في أماكن أخرى .

يتطلع الموظفون المتميزون إلى سماع تقييمات رؤسائهم وتطوير مهاراتهم وقدراتهم العملية، وإذا لم يحدث ذلك، فسوف يشعرون بالملل والاستياء .

إذا كنت صاحب مؤسسة وتعاني من ضعف الإنتاجية لدى موظفيك، يجب عليك طرح بعض الأسئلة على نفسك، مثل: هل يعاني الموظفون من الإجهاد أكثر مما ينبغي؟ هل تضع على عاتقهم مهامًا تحتاج إلى إنجازها بعد ساعات العمل؟ .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى