كيف ينتقل مرض الزهري ؟ .. وماهي مدة الشفاء وفترة العلاج اللازمة
مرض الزهري
يعتبر مرض الزهري من الأمراض شديدة العدوى، إلا أنه يمكن السيطرة عليه في المراحل الأولى باستخدام الأدوية. ينتشر هذا المرض بشكل خاص من خلال النشاط الجنسي، سواء كان جنسيا فمويا أو شرجيا. العديد من المصابين بمرض الزهري لا يدركون إصابتهم وينقلون العدوى بسهولة لشركائهم الجنسيين. يجب التركيز على علاج هذا المرض لتجنب المشاكل الصحية الخطيرة مثل تلف القلب والعظام والدماغ والجهاز العصبي، والتي قد تهدد الحياة.
أسباب مرض الزهري
يمكن لبكتيريا اللولبية الشاحبة أن تسبب مرض الزهري بشكل رئيسي، ويمكن أيضا انتقال هذه البكتيريا من خلال عدة مواد مثل:
- الاتصال الجنسي المباشر مع شخص مصاب بمرض الزهري.
- يمكن لهذه البكتيريا أن تنتقل إلى الجسم عن طريق الجروح على الجلد أو عبر الأغشية المخاطية.
- يمكن أن تنتقل البكتيريا من الجنس الشرجي أو المهبلي أو الفموي.
- من المحزن أن يمكن للأم الحامل أن تنقل العدوى إلى جنينها الذي لم يولد بعد.
- لا يؤدي لمس الأشياء مثل الأبواب ومقاعد المرحاض إلى انتقال الزهري كما يعتقد البعض.
أعراض مرض الزهري
تختلف أعراض مرض الزهري باختلاف مرحلة الإصابة، وقد لا يلاحظ العديد من الأشخاص المصابين أي أعراض لعدة سنوات. لذا، يجب إجراء الاختبارات بانتظام وعدم الانتظار حتى ظهور الأعراض الخطيرة التي تهدد الحياة، حيث تتضمن أعراض مرض الزهري:
- الأعراض المبكرة: في هذه المرحلة، قد لا يلاحظ المصاب سوى وجود قرحة غير مؤلمة، سواء حول فتحة الشرج أو الأعضاء التناسلية. تظهر الأعراض المبكرة عادة بعد ثلاثة أسابيع من الإصابة بالمرض، وقد يكون هناك أشخاص لا تظهر عليهم تلك الأعراض أو تظهر وتختفي دون ملاحظتها.
- الأعراض اللاحقة: بعد أسابيع من زوال الأعراض المبكرة، يمكن للمصاب بالمرض أن يشعر بالمرض، وتظهر عليه أعراض مثل: ارتفاع درجة حرارة الجسم والصداع وفقدان الوزن ونمو الجلد حول منطقة فتحة الشرج أو العضو التناسلي، وفي بعض الأحيان يحدث طفح جلدي ملحوظ في باطن القدم أو راحة اليدين.
- المرحلة الكامنة: حتى في هذه المرحلة، يمكن للشخص المصاب بالزهري أن يعيش لسنوات دون ظهور علامات واضحة للمرض، وإذا لم يتم تشخيصه وعلاجه في أسرع وقت ممكن، فسيتقدم المرض إلى مرحلة متأخرة قد تتسبب في مشاكل صحية تهدد حياته.
- المرحلة المتأخرة من الزهري: إذا تركت هذه المرحلة بدون علاج، فسوف ينتهي الأمر مع المصاب بمشاكل لا حصر لها، حيث سيتضرر كل من القلب والدماغ والجهاز العصبي، وسوف يفقد المصاب سمعه وبصره ويواجه بعض المشاكل الأخرى الخطيرة.
كيفية انتقال مرض الزهري
كما ذكرنا قد ينتقل مرض الزهري عن طريق الاتصال الجنسي المباشر سواء كان هذا الأتصال فموي أو مهبلي أو شرجي، وفي السنوات الأخيرة قد تزايدت حالات الإصابة بمرض الزهري بشكل مخيف وخاصة بين الرجال، وذلك بسبب شذوذ الميول الجنسية بين الرجال المثليين، ولكن في العموم يمكن لأي شخص نشط جنسيًا أن يُصاب بمرض الزهري بدون وقاية.
مدة شفاء مرض الزهري وفترة العلاج اللازمة
يمكن أن يتم علاج مرض الزهري بشكل كامل إذا تم الكشف عنه بسرعة وعلاجه في المراحل المبكرة، ولكن إذا تم تأخير العلاج فقد يؤدي إلى مشاكل صحية دائمة للمريض حتى بعد القضاء على العدوى. وتختلف مدة الشفاء وفترة العلاج حسب المرحلة التي يتم الكشف فيها عن المرض، فمثلا إذا تم الكشف عن مرض الزهري في المراحل الأولى ولم يمض على الإصابة به أكثر من عام، فيمكن علاجه بجرعة واحدة من البنسلين أو استخدام مضاد حيوي مثل الدوكسيسيكلين.
تتحدد مدة العلاج اللازمة حسب المرحلة التي يتم تشخيص العدوى فيها، حيث قد تتطلب بعض المراحل جرعات دوائية أكثر من غيرها. ومن الضروري عدم ممارسة الجنس حتى يتم شفاء العدوى بالكامل، ويجب تنبيه الشريك بوجود العدوى لأنه قد يحتاج أيضًا للعلاج.
قرحة الزهري
قد تظهر هذه القرحة في المرحلة المبكرة الأولى من مرض الزهري التي تحدثنا عنها، وتكون عبارة عن قرحة صغيرة موجودة على العضو التناسلي أو داخل الفم أو على الشفاه وفي بعض الأحيان تكون داخل القضيب أو المهبل أو المستقيم، والكثير لا يلتفت لهذه القرحة لأنها لا تكون مؤلمة وتبدو وكأنها بثرة.
تظهر هذه القرحة بعد مرور أسبوعين على الأقل وتصل إلى 12 أسبوعا من الاختلاط بالبكتيريا، وتكون ذات ملمس ناعم ولون محمر وشكل دائري، وأحيانا يوجد إفرازات صفراء. يمكن أن تختفي هذه القرحة بمفردها خلال 6 أسابيع، ولكن العدوى تظل في الجسم والمريض ينتقل إلى مرحلة لاحقة.
أدوية علاج مرض الزهري
يتم حقن المضادات الحيوية في الأرداف، وقد يحتاج البعض إلى جرعة واحدة فقط، في حين يحتاج البعض الآخر إلى جرعات أكثر، ويمكن أن يوصي الأطباء بإعطاء 3 حقن على فترات أسبوعية إذا كانت المرحلة ليست مبكرة
ويمكن اللجوء أيضًا لكورس من أقراص المضادات الحيوية إذا لم يستطع المريض أخذ الحقن، ويستمر هذا الكورس من أسبوعين إلى أربعة أسابيع، وهذا يعتمد أيضًا على المرحلة، وخلال فترة العلاج من الضروري تجنب أي نوع من النشاط الجنسي مع أشخاص أخرين، والأنتظار بعد انتهاء فترة العلاج على الأقل مدة أسبوعين.
من الأمور الهامة التي يجب على الشخص فهمها هي أن مرض الزهري هو عدوى لا يمكن علاجها بدون الأدوية، ويجب اللجوء إلى الطبيب لتقديم العلاج المناسب للحالة لتجنب أي مشاكل صحية تهدد حياته.
جرعة البنسلين لعلاج الزهري
من الممكن أن يكون البنسلين العلاج الوحيد الموصى به، خاصة للنساء الحوامل المصابات بمرض الزهري، وإذا كانت المرأة الحامل مصابة بمرض الزهري وتعاني من تحسس لجرعات البنسلين، يقوم الطبيب بإجراء عملية تسمى “إزالة التحسس” حتى تتناول الدواء بأمان.
فيما يخص الشخص العادي، قد يحتاج إلى البنسلين لعلاج مرض الزهري، وأحيانا قد يكون هناك حاجة لأكثر من حقنة، حيث يمكن للطبيب أن يعطيه ثلاث جرعات بمعدل حقنة في الأسبوع لمدة ثلاثة أسابيع. يجب إبلاغ الطبيب في حالة وجود حساسية من البنسلين، ويجب أخذ الحيطة بعد عملية الشفاء، حيث يمكن أن يتعرض المريض مرة أخرى لمرض الزهري، لذا يجب إجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة للتأكد من انتهاء العدوى وعدم عودتها مرة أخرى.
الزهري والحمل
من الضروري أن يتم التنبه إلى أنه إذا كانت المرأة المصابة بمرض الزهري حاملا ولم يتم علاجها بشكل صحيح، فقد يؤدي ذلك إلى حدوث العديد من المشاكل، مثل ولادة جنين ميت أو إجهاض. كما يمكن أن يؤدي ذلك أيضا إلى ولادة طفل مصاب بالزهري الخلقي. لذا، يجب على الطبيب إجراء اختبار للأطفال الحديثي الولادة للتحقق من عدم وجود الزهري الخلقي. وإذا كان الطفل مصابا، يجب أن يتلقى العلاج المناسب بالمضادات الحيوية لتجنب نوبات الصرع أو التأخر في النمو أو الوفاة.