الوقاية الصحية

كيف تعالج نفسك من الحسد

الحسد

يعتبر الحسد هو حالة الرغبة في شيء يمتلكه شخص آخر، فإنه شعور شرير يمكن أن يسحق احترام الذات، ويلهم  النفس لتخريب نجاحات الآخرين، أو حتى يتسبب في انتقاد الناس بعنف، كما أنه يشعرك بشعور مروع، فكلا منا تعرض بالتأكيد للحسد، وأثر الحسد عليه بطريقة ما أو بأخرى، وعلى ذلك فإنه  قد يكون الاعتراف بأننا نعاني من الحسد أمرًا شديد الخطورة ، لأنه يعني الاعتراف بضعفنا وانعدام الأمن لدينا، وقد يكون الدليل الأول على أن الحسد كامنًا

يعرف الحسد عند العلماء بأنه تمني زوال النعمة والخير عن الآخرين، وقد يسعى الحاسد لإزالتها وأن يفقد صاحبها حقها. وتذكر كلمة الحسد في القرآن الكريم في سورة الفلق بقوله تعالى: `ومن شر حاسد إذا حسد`. وأيضا ذكر الحسد في السنة النبوية المطهرة بقول النبي صلى الله عليه وسلم: `لا تبغضوا ولا تحاسدوا`. والحسد محرم بشدة بسبب شروره وتداعياته السلبية.

لقد حسد أبليس نفسه سيدنا آدم، ولكن الله قال له اسجد لسيدنا آدم ولكنه رفض واستكبر، والحسد هو الذي أكله، وبسبب الحسد، قتل بنو آدم بعضهم بعضا.

كيف تعالج نفسك من الحسد

من الأمور الهامة في حياتك معالجة النفس من الحسد، فقد ينبع شعورك بأنك محسود بسبب خوفك من الحسد. ولكن من حكمة الله تعالى أنه جعل للعين والحسد تأثيرا بإذن منه سبحانه، وقد دل على ذلك القرآن وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن دلائل ذلك القرآن

  •  قوله تعالى عن يعقوب عليه السلام: قال يعقوب لأبنائه: لا تدخلوا من باب واحد، وادخلوا من أبواب متفرقة، وقد قال العلماء إن هذا كان خوفاً عليهم من العين، ووصف الله يعقوب بأنه ذو علم لما علمناه.
  • وقوله سبحانه: وإن كاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم عندما يسمعون الذكر ويقولون إنه لمجنون.” (القرآن الكريم، سورة القلم، الآية 51).

ومن أدلة السنة

  • الحديث الذي رواه أحمد ومسلم: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: العين حق، ولو كان شيء مسبقا بالقدر لسبقته العين.
  • رواه أبو نعيم في الحلية ورواه ابن عدي بإسناد حسن عن جابر رضي الله عنه بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: العين تدخل الرجل القبر، وتدخل الجمل القدر.
  • يأتي كل هذا كقدر من قدر الله تعالى، ويجب علينا أن ندفع القدر بالقدر، فالعين قدر وذكر الله والدعاء قدر كذلك.

ما هي مراتب الحسد ؟

إن الحسد كما يقول ابن القيم: الغيرة والحسد على نعمة الله هي من السلوكيات السيئة ويذكر العلماء أنها تتضمن أربعة مراتب

  • الأولى: أتمنى أن يفقد الشخص نعمته، حتى لو لم تنتقل إلى الحاسد.
  • الثانية: – تمنى فقدان النعمة عن الممنوحة والحصول عليها.
  • الثالثة: تمنى الفقير حصوله على نفس النعمة التي أُنعم بها على الغني، حتى لا يحدث تفاوت بينهما، وفي حالة عدم تحقق ذلك تمنى زوال تلك النعمة عن الغني.
  • الرابعة: يسمى حسد الغبطة حسداً مجازياً، وهو تمني حصول الشخص على مثل النعمة التي يتمتع بها آخر دون أن تزول عنه.

علاج الحسد 

بالنسبة لعلاج الحاسد لنفسه، فهو أمر ميسور، ولكن يحتاج إلى جهد وصبر، وسوف ينتهي في النهاية بالخير بإذن الله، ويجب عليه اتباع الوسائل التالية لتحقيق الشفاء بشكل جيد:

  • ينصح الكثير بكثرة الدعاء والتوكل على الله عز وجل في جميع الأمور، فالتوكل عليه في كل الأوقات هو احد المتطلبات الضرورية للراحة النفسية والعقلية، حيث يتيح لك الشعور بالطمأنينة والارتياح عندما تدرك أن كل شيء بيد الله.
  • قبول القضاء والقدر، والنظر إلى من هو أقل منك في الحالة، يقول أبو هريرة – رضي الله عنه -: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (انظروا إلى من هو أدنى منكم، ولا تنظروا إلى من هو أعلى منكم؛ فهو أحق ألا تستهزئوا بنعمة الله عليكم).
  • من الوسائل كذلك، عليك وأن تعرف بأن الحسد قد لا يضر المحسود، لذلك سماها بعض أهل العلم بالمعصية المستهجنة، ويقول بعض أهل العلم: أي معصية تزيد على كراهتك لراحة مسلم من غير أن يكون لك منه مضرة؟ وهذا يبين غباء الحاسد وقبح فعله، ثم إن الحاسد لا يغير من قضاء الله – سبحانه وتعالى – شيئاً، ولا ينفع، ولا يضر،
  • يؤكد أن الحسد لا يضر الشخص المحسود، إلا إذا كان ذلك بإذن من الله تعالى، لأنه يتعارض مع قضاء الله وقدره، ويرمز إلى عدم رضا الشخص المحسود على ما قسمه الله للآخرين، وهو عيب في الإيمان والعقيدة
  • يمكن أن يساعد نظرك بعين البصيرة إلى حقيقة الدنيا على تجاوز هذه المرحلة، والتفكير بحقيقة الدنيا التي لا تساوي جناح بعوضة، حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرًا منها شربة ماء)،
  • الإيمان والرضا بالقضاء، فقد قال الله عز وجل: وقد قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا .

كيف أحمي نفسي من الحسد

يعد حفظ النفس من العين والحسد من أهم الأمور في حياة المسلم، ويتم ذلك بتجنب أسبابهما، وللمحافظة على نفسه من الإصابة بالعين والحسد، يجب على المسلم الالتزام ببعض الأمور والأفعال، بما في ذلك ما يأتي

  • يمكن التحصن من الشيطان والشرور بالأذكار الشرعية التي ذكرها النبي -صلى الله عليه وسلم- وأخبر عنها،
  • يتمثل الاستمرار في قراءة المعوذات وآية الكرسي، والالتزام بأذكار الصباح والمساء
  • وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ بالله للحسن والحسين ويقول أن أباكما كان يستعيذ بها إسماعيل وإسحاق أتعوذُ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ) رواه البخار
  • أذكار النّوم والاستيقاظ منه، ومن بينها الدّعاء بقول: أعاذني بكلمات الله التامة من شر ما خلق
  • الدّعاء بقول: من قال “بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم” ثلاث مرات لم يصبه بلاءٌ فجأة حتى يمسي، ومن قالها ثلاث مرات عند الصباح لم يصبه بلاءٌ فجأة حتى يمسي.
  • استعيذ بالله من الخوف والأطفال والمال وجميع النعم وحصنهم، وعن النبي صلى الله عليه وسلم، قد روى الصحابة -رضي الله عنهم- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يعلمنا بعض الكلمات التي نقولها عند النوم للتخلص من الهلع: `بسم الله، أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن مكر الشياطين وحضورهم`.
  • اترك جميع مظاهر البذخ والتزيين بالمال والأبناء، فذلك يجلب الحسد إليك .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى