كيفية التعامل مع الزوجة التي تطلب الطلاق
نعيش في عصر تتجاوز فيه نسبة الطلاق 15% من إجمالي عدد الزيجات، وأصبح طلب الطلاق أسهل بالنسبة لبعض الأشخاص بدلاً من مواجهة المشاكل ومحاولة الحلول. لذلك، سنقدم اليوم كيفية التعامل مع الزوجة التي تطلب الطلاق وكيف يمكن للزوج الحفاظ على المنزل واحتواء زوجته وتغيير رأيها.
متى يحق ان تطلب المرأة الطلاق؟
لا يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق إلا عند وجود ما يدعو إلى ذلك، كسوء معاملة الزوج أو كراهتها له بحيث تخشى تضييع حقه؛ لما روى عن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ: “أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلاقًا فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّة”.
وحسب قول ابن عباس رضي الله عنهما، جاءت امرأة من ثابت بن قيس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت: `يا رسول الله، ثابت بن قيس ليس لي عيب في خلقه ودينه، ولكني أكره الكفر في الإسلام.` فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `أترغبين في أن يردها حديقته؟` قالت: `نعم.` فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `اقبلي الحديقة وطلقيها تطليقة.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : إذا وجد سبب شرعي يجعل الزوجة تكره زوجها في دينها أو في خلقه، أو لا تستطيع العيش معه وإن كان مستقيم الخلق والدين، فحينئذ لا يوجد حرج على الزوجة في طلب الطلاق، ولكن في هذه الحالة يتم التفريق بالتراضي بينهما، وعليها أن ترد عليه ما أعطاها ثم يفسخ النكاح.
وكذلك، إذا كان الشخص غير ملتزم بالصلاة أو يتهاون في أداءها جماعة، أو يفطر في رمضان بدون عذر، أو يشارك في المحرمات مثل الزنا والسكر والاستماع للأغاني والذهاب إلى الملاهي وما شابه ذلك، فإن الزوجة لها الحق في طلب الخلع. وإذا منعها الزوج من توفير النفقة أو الملابس أو الاحتياجات الأساسية، وكان لديه القدرة على ذلك، فإن الزوجة لها الحق في طلب الخلع. وإذا لم يمنحها حقها في المعاشرة الزوجية المعتادة بسبب عيب فيها أو مرض يمنعه من المعاشرة أو انصرافه إلى غيرها أو إهماله في مسألة السكن، فإن الزوجة لها الحق في طلب الخلع.
ما الذي يفعله الرجل إذا طلبت زوجته الطلاق؟
إذا كان طلب الطلاق ليس لسببٍ من الأسباب السابقة، ويريد الزوج العمل على إصلاح العلاقة، فهناك نصائح عامة للتعامل مع الزوجة من أجل نجاح العلاقة، ومن هذه النصائح:
– عدم الرد على إساءتها بالإساءة: في حال قامت الزوجة بإساءة ما إلى الزوج، ينبغي عليه الرد عليها بالإحسان والصفح، وذلك كما ورد في الآية الكريمة: `ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، ومايلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم`.
– إدخال المصلحين بينهما: جب على الزوج ان يتخير بعض الصالحين من اهله وأهلها ليقوموا بالإصلاح بينهم، وليجمعوا شملهم، مع الحرص على تجنب أصحاب العداوات وأصحاب قلة الدين، ولكن يختار الصالحين العقلاء من اهله وأهلها، فإن تعذر ذلك يستعين بأهل الخير والصلاح من مجتمعهم ليقوموا بالاتصال بأهل الزوجة والتحدث معهم لدفع الشقاق والتمكين للإصلاح.
– الصبر عليها: يجب عدم عجلة الزوج في فهم زوجته، وينبغي تجنب الاستعجال في الوصول إلى نتائج معينة، وعلى الزوج أن يمنح زوجته كل الوقتاللازم حتى تهدأ وتستطيع التعامل مع الأمر وتغيير رأيها.
– اشراك الابناء اذا لزم الامر: إذا كان لديه أطفال كبار عقلاء، يجب أن يشاركهم في الأمر، فالبنت تؤثر على أمها والابن يقود والدته ويؤثر في قلبها تجاه أبيه.
– الاتفاق على تحكيم شرع الله تعالى: يتفق الزوج والزوجة على أن يتم الحكم على الجميع بالعدل والإحسان، وذلك وفقًا لكتاب الله وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم.
– يتقي الله فيها: يجب على الزوج الابتعاد عن فكرة الانتقام أو الإيذاء، كما قال تعالى: `وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ`.