الام والطفلتربية الابناء

كثرة بكاء الطفل بدون سبب .. على ماذا تدل

ما نعني ببكاء الطفل الصحي

نحن جميعا نستفيد من بكاء الأطفال الصحي، إذ يقلل بشكل كبير من التوتر والقلق، وأحيانا يجلب البهجة. فالرضع والأطفال الصغار والأطفال الكبار يبكون لأسباب مختلفة، وفي بعض الأحيان قد تشعر بالملل من ذلك البكاء، ولكن ستسعى بكل الطرق للعثور على السبب الرئيسي لهذا البكاء.

بناءً على هذا الأساس، فإن هناك أربعة مشاعر أساسية وعالمية يتشاركها الجميع، حتى الأطفال الصغار، وهي “الغضب والسعادة والحزن والخوف”، وبالتالي، يمكن أن يكوون البكاء تعبيرًا عن أي من تلك المشاعر أو المشاعر المرتبطة بها.

تشير بعض الدراساتإلى أننا نبكي عند الشعور بالحزن، ولكن من الشائع أيضًا أن يبكي البالغون أو الأطفال عند تجربة أي من هذه المشاعر.

إذا كان ابنك يبكي دون سبب واضح أو لا يوجد عزاء له، فيجب عليك التفكير في السبب وراء بكائه، حتى تتمكن من إيجاد حل مناسب وفعال للمشكلة.

لماذا يبكي الطفل بدون سبب واضح

قبل أن تتعرف على سبب بكاء طفلك، من الأهم أن تعلم أن البكاء هو وسيلة أساسية للتواصل مع العالم الخارجي منذ الولادة، أو ببساطة، البكاء أمر طبيعي.

في الحقيقة، تقول الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) إن البكاء لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات يوميا في الأشهر الثلاثة الأولى من الحياة يعتبر أمرا طبيعيا للغاية، فهو وسيلة للتعبير عن الأمور حتى ولو لم يكن هناك سبب يدعو للبكاء.

مع تقدم الأطفال في العمر، يبدأون في اتخاذ طرق أخرى للتعبير عن احتياجاتهم ومشاعرهم المختلطة، ومع ذلك، يظل البكاء وسيلة فعالة بالنسبة لهم لجذب الانتباه والتواصل مع من حولهم.

وعلى أثر ذلك يقول الدكتور أشانتي وودز، وهو طبيب الأطفال في مركز ميرسي الطبي في بالتيمور إن الأطفال في العموم  يبكون من أجل أي شيء وكل شيء تقريبًا، خاصة وأن هذا هو الشكل الأول والوحيد للتواصل. ومع تقدمهم في السن، غالبًا ما يكون صراخهم أكثر تحديدًا أو رد فعلهم عاطفي لدرجة كبيرة  لما يشعرون به.

قد يعرض بعض الأطباء بعض الأسباب التخمينية للبكاء في ذلك الوقت على الآباء ، مثل

  • طفل صغير (1 – 3 سنوات): في هذا العمر، يميل الشخص إلى فقدان السيطرة على عواطفه ونوبات غضبه، ويمكن أن يكون ذلك نتيجة للتعب أو الإحباط أو الإحراج أو الارتباك.
  • مرحلة ما قبل دخول المدرسة وهي (4-5 سنوات): غالبًا ما يكون السبب الأساسي لشيء هو المشاعر المؤلمة أو الإصابة.
  • وفي سن المدرسة (+5 سنوات): تكون الإصابة الجسدية أو فقدان شيء مهم الأسباب الأساسية للبكاء في هذه الفئة العمرية.

ثم ستلاحظ بكاءهم بسبب أسباب أخرى لا يمكنهم وصفها، خاصة في سن صغير، ومن بين الأسباب

أنهم جائعون

إذا اقتربت من وقت تناول الطعام وبدأ طفلك الصغير يثير ضجة ويلين، يجب عليك أن تضع في اعتبارك الجوع لأنه هو السبب الأكثر شيوعا لبكاء الأطفال .

يجب أيضا أن تأخذ في الاعتبار أن جدول زمني لوقت الوجبات قد يتغير مع نمو طفلك الصغير واحتياجاته الأساسية، ولا يوجد مانع من تناول الطفل الرضيع الطعام مبكرا أو زيادة كمية الطعام خلال فترة نموه للتأكد من عدم جوعه. يمكنك تقسيم الوجبات الكبيرة إلى وجبات صغيرة على فترات قصيرة.

الشعور بالألم أو الانزعاج

غالبا ما يكون السبب الواضح لبكاء طفلك عدم الراحة والألم الذي لا يمكنك رؤيته، فمشاكل المعدة والغازات والشعر المتشابك وآلام الأذن هي أمثلة قليلة يجب أن تأخذها في الاعتبار عند الأطفال الصغار.

إذا كان طفلك أكبر سنًا، فمن المحتمل أن يخبرك إذا كان يشعر بالألم أو لا، وقد ينتج الانزعاج أيضًا بسبب السخونة الشديدة أو البرودة الشديدة.

 متعبون

سواء في منتصف النهار أو قبل النوم، يمكن للأطفال من جميع الأعمار أن يجدوا أنفسهم يبكون إذا كانوا متعبين أو مرهقين أو يرغبون في النوم. فعلى الأقل، يأتي الحاجة إلى النوم بعد الجوع كأحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الأطفال يبكون.

لذا، يحتاج الرضع والأطفال الصغار بشكل خاص إلى الحفاظ على جدول مواعيد للنوم والقيلولة، وإذا كانوا أصغر سنا بحيث لا يمكنهم استخدام الكلمات للإشارة إلى حاجتهم للنوم، يجب عليك البحث عن الإشارات الجسدية التي تدل على التعب والنوم.

إذا كان طفلك الصغير غير قادر على فتح عينيه، أو يشعر بالوخم الشديد، أو يفرك عينيه، أو يفقد الاهتمام بالأنشطة، أو يشعر بالتثاؤب أو الخمول أو الانفعال، فيجب عليكِ أن تعرفي أن طفلك الصغير بحاجة إلى الراحة.

وعلى الرغم من ذلك فليس كل بكاء الأطفال هو لغزاً محير بالنسبة للأم، حيث يستطيع الأطفال الأكبر سنًا إخبارك عن ما إذا كانوا متعبين، ولكن هذا لا يعني دائمًا أنهم سيفعلون ذلك، فلا يزال بعض الأطفال في سن ما قبل المدرسة وفي سن المدرسة بحاجة إلى قيلولة أو أخذ قسطاً قليلاً من الراحة، لذلك قد تستمر في رؤية البكاء في أثناء النهار إذا احتاجوا إلى النوم.

 مفرطون في التحفيز

يعتبر التحفيز المفرط هو حافز جيد للأطفال من جميع الأعمار، فعند الرضع والأطفال في سن ما قبل المدرسة، قد يتسبب الكثير من الضوضاء أو المؤثرات البصرية أو الناس في البكاء،  وقد تلاحظ أن طفلك ينظر حوله أو يحاول الاحتماء خلف ساقك أو في وجود زاوية ما في البيت قبل أن يبدأ في البكاء.

بالنسبة للأطفال في سن المدرسة، يختلف الوضع تمامًا؛ فالجدول الزمني المزدحم والتنقل المستمر يمكن أن يؤدي إلى نوبات بكاء غير مبررة، مما يتسبب في الغضب والإحباط والتعب.

 التوتر والإحباط

من الممكن وأن يبدو التوتر والإحباط مختلف حسب الموقف المتواجد، فربما يريد طفلك الصغير شيئًا ما لن تقدمه له مثل هاتفك، أو أنه يشعر بالإحباط لأن لعبته لا تعمل بالطريقة التي يريدها هو، فربما تكون الأمور في منزلك متوترة بسبب وجود تلك التغييرات أو التحديات التي تعتمد على الحالة المزاجية إلى حداً كبير.

بغض النظر عن السبب الأساسي، يمكن للأطفال أحيانا أن يجدوا صعوبة في التحكم في هذه المشاعر. اضرب في عينك ما كانوا يفعلونه بشكل صحيح قبل أن يبدأوا في البكاء، فقد يكون ذلك دليلا على تعرضهم للتوتر أو الإحباط.

أنهم بحاجة إلى الاهتمام

في بعض الأحيان قد يحتاج أطفالك للشعور  بالاهتمام فقط ليس أكثر، حيث أنهم لا يعرفون كيف يطلبونه حتى وإن كانوا يتكلمون، فإذا كنت قد استبعدت جميع الأسباب الأخرى للبكاء مثل الجوع والتعب والإفراط في التحفيز والإحباط قد يكون الوقت قد حان لتسأل نفسك عما إذا كانوا بحاجة إلى بعض الوقت معكِ أم لا.

يجب أن تحرصي على التعامل بحذر مع هذه المشكلة، وعليكِ مراقبة طفلكِ ومعرفة السبب وراء ظهور الدموع قبل حدوثها.

الخوف من الإنفصال عن الأم 

يمكن أن يحدث قلق الانفصال لطفلك في أي مرحلة من حياته، وعادة ما يبدأ بعد الفطام أو بعد ولادة طفل آخر، ولذلك تقول الدكتورة بيكي ديكسون، وهي طبيبة الأطفال في Riley Children`s Health في إنديانابوليس، إن الفترة من 12 إلى 20 شهرًا من العمر هي الفترة الشائعة لحدوثه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى