ادبكتب

كتب عن مدرسة الديوان

كتاب الديوان

كتاب الديوان في النقد والأدب هو واحد من الكتب التي تمثل ثورة في مجال الشعر والأدب، حيث عارض العقاد والمازني المدارس الشعرية التقليدية وسعوا لإيجاد مجال جديد لكتابة الدواوين والأشعار، وبالتالي كتب العقاد كتابه `الديوان في النقد والأدب`، وكانت هذه بداية عظيمة للعقاد حيث اشتهر الكتاب وحقق مبيعات كبيرة، حتى أصبح الكتاب الأكثر مبيعا في مصر والوطن العربي.

أعلن العقاد والمازني في ذلك الوقت عن تأسيس مدرسة جديدة تسمى مدرسة الديوان، حيث قاموا بنقد شعر أحمد شوقي والمنفلوطي الذين كانوا رموزا رئيسية في مدرسة الشعر القديم. وكان التركيز الأساسي في النقد على نقد القصائد الطويلة الممتدة والقوافي.

كتاب مدرسة الديوان

عباس محمود العقاد والمازني هما من أعظم الكتاب الذين عرفتهم تاريخ الأدب العربي، وهما مؤلفا كتاب مدرسة الديوان

عباس محمود العقاد: العقاد هو كاتب مصري مشهور ومهم، حيث قدم أعمالًا رائعة. ولد العقاد في أسوان عام 1889 ودرس فيها، وتأثر بالهدوء الذي يميز القرية. كان شخصية عظيمة، ولكنه كان يعارض كل ما هو قديم، ويريد الاصلاح والتجديد.

انتقل العقاد إلى القاهرة بعد ذلك وأكمل دراسته حتى تخرج، وعمل كصحفي في جريدة الدستور المصرية، ثم انتقل إلى الأهرام والأهالي والمؤيد. وجال العقاد في عدد من المحافظات، واختار الكلمات بعناية وكتب المقالات. وفي أسوان، كتب العديد من المقالات في مجلته ومشروعه الأول، التنكيت والتبكيت، وبعد ذلك ذهب إلى الشرقية، وأسس مدرسة الديوان، وتمرد على الشعر القديم الذي كتبه شوقي والمنفلوطي وغيرهم من الكتاب والشعراء المصريين.

بدأت الثورة بكتاب الديوان، الذي شارك في كتابته المازني مع العقاد في عام 1921م، والذي تناول في مذهبه النقد والبناء الجديد، متمردا على القوافي وطول القصائد التي كتبها الشعراء السابقون، مشاركا المازني في الرأي، ومن المهم أن نذكر أن هذه الأفكار أثارت العديد من المشاكل في تلك الفترة، حيث كانوا ينتقدون أكبر الشعراء الذين لا يزال اسمهم معروفا حتى الآن.

يجدر بالذكر أن العقاد هو مؤلف العديد من الروايات والكتب، وأن كتاب الديوان هو الأكثر شهرة وانتشارا من بين تلك الكتابات، ويعتبر بمثابة انطلاقة العقاد الأولى، ومن أهم كتبه: المرأة في القرآن، العبقريات، التفكير فريضة إسلامية، الإسلام والحضارة الإنسانية، الله، إبراهيم أبو الأنبياء، وغيرها الكثير من المؤلفات.

المازني: إبراهيم عبد القادر المازني، هو أحد الشعراء والنقاد المصريين الأجلاء، الذي عرف بكتاباته المميزة وأشعاره المختلفة، كما عرف بأسلوبه الساخر المميز، فكان لديه حس فكاهي يجعله ينتقد كل ما يحب بطريقة جميلة ومميزة، مما جعله أحد أهم رواد هذه الكتابات برغم وجود العديد من الكتاب إلا إنه كان لامع مضيء.

عمل المازني في العديد من المجالات، فعمل مدرسا، وعمل كاتبا صحفيا وناقدا، وكان له العديد من المؤلفات في الشعر والأدب، ولكن المازني كان متمردا أيضاً على القوافي ونظام القصيدة القديمة، فكان يريد أن يحدث ضجة كبيرة من خلال تمرده على الأدب القديم، فكانت رسالته الشعر المرسل الغير مرتبط بالقافية أولاً، فكان كاتب للنثر أكثر من الشعر منتصر للمعنى أكثر من القافية.

مضمون كتاب الديوان في الأدب والنقد

يتكون كتاب الديوان من جزئين، الجزء الأول والجزء الثاني، وقام بكتابتهما العقاد المازني كتحدٍ للكتب القديمة

الديوان الجزء الأول: في الجزء الأول من كتاب الديوان، تم التركيز على النقد والتمرد والثورة الكبيرة ضد كتابات السابقين، حيث قام العقاد والمازني بنقد الشعر القديم وإثبات عدم صحته، وفي هذا السياق، تناول العقاد في الكتاب قصائد الشاعر أحمد شوقي، وتناول المازني كتابات المنفلوطي، وانتقدوها بشدة. وكان المازني في الإصدار الأول من الديوان ينتقدها بشكل ساخر، وكان الكتاب يرفض نظام القافية الواحدة والقصائد الطويلة التي كانوا يرونها مملة وغير مناسبة للعصر الحديث.

وفي نقد شوقي ذكر في كتاب الديوان: أصاب شوقي حين قال إن قصيدته في رثاء فريد من خيرة قصائده، فإنها في مستوى أحسن من شعره الأول والأخير، وهي صورة جامعة لأسلوبه وطريقته وفكره، ولو نظمها قبل عشرين أو ثلاثين سنة، لهتف لها المخلصون من المعجبين به والذين كان يشتهر به الشاعر في تلك الفترة، وفيها مزاياه ومحاسنه التي لم يكن للشعر مزايا ومحاسن غيرها، فقد كان العهد الماضي عهد ركاكة في الأسلوب، وتعثر في الصياغة، تنبو به الأذن، وكان آية الآيات على الأفواه، لسهولة مجراه على اللسان،

وكان عبارة عن تحدي صعب للأدباء في ذلك الوقت أن يكونوا ماهرين في تشكيل الحروف وتنسيق الكلمات والتعبير بلغة عربية سليمة وسلسة، حيث كانت الأساليب نادرة والتعبير صعب في اللغة العربية المقبولة. وعندما يقال إن هذه القصيدة تنساب في أذهان القارئ كالماء الجاري، فإن هذا إشادة عظيمة ووصولا إلى أقصى درجات الإبداع. وعندما يتم تمييز شاعر بمهارته، فإن المهارة في هذا السياق لا تعني سوى القدرة على التعبير النحوي الجميل، وهذه هي القدرة التي تمارسها شوقي وتتلاعب بها بعد طول التدريب والتمرن، وهي ميزة قصيدته المتميزة في نعي فريد وفي أفضل قصائده.

هذا جزء من الديوان الأول الذي انتقد فيه الشاعر الكبير أحمد شوقي، ووصف كيف كان يسيء استخدام اللغة ليكتب أفضل القصائد، وكان الديوان بأكمله ثورة ضد الشعراء القدامى الذين قدموا شعرًا صلبًا وجامدًا ولا يتحرك مع المعنى، وفقًا لتقييم العقاد والمازني.

يتضمن الجزء الأول من كتاب الديوان الشعري للشاعر أحمد شوقي، قصائد رثاء فريد، رثاء عثمان غالب، استقبال أعضاء الوفد، النشيد، النشيد الوطني، وصنم الألاعيب.

كتاب الديوان الجزء الثاني

الديوان الكتابي الجزء الثاني يحتوي على مجموعة من النصوص النقدية والثورية ضد العهد القديم والكتب القديمة، ويتضمن الكتاب أدب الضعف وترجمة للمنفلوطي، بالإضافة إلى الحلاوة والنعومة والأنوثة، وقصة “اللئيم” وأسلوب المنفلوطي وشوقي في الميزان ورثاء مصطفى كامل ورثاء الأميرة فاطمة و”ما هذا يا أبا عمرو” وصن الألاعيب الجزء الثاني.

يقول المازني في كتاب الديوان في النقد والأدب: `الأدعياء في كل بلد كثيرون وفي كل قطر كالذباب يعيشون عيالا على الأدب`، وقال الكثير من الكتاب والنقاد والأدباء إن ما حدث في هذا الكتاب من قبل المازني يعتبر تجريحا كبيرا لكتاب أجلاء ذاع صيتهم وعرفوا بكتاباتهم المميزة عبر العصور، إذ كان أسلوب المازني في الكتاب غير مقبول للكثير، والوصف الساخر لم يليق بمثل هؤلاء العمالقة أبدا، لذا تعرض المازني للكثير من النقد بسبب كتاباته في الديوان.

الآراء النقدية لجماعة الديوان

انشغلت جماعة الديوان بالتغيير لأجل رؤيتهم الأدبية والشعرية، حيث كان للعقاد والمازني وشكري رؤية وفلسفة مختلفة عن باقي الشعراء القدامى، وكان التغيير هو الأولوية بالنسبة لهم

  • تغيّر الشكل الفني للقصيدة، وتم تنظيم القصائد بشكل مختلف عما كان معتادًا.
  • كانت القدرة العقلية من أهم الأمور التي اشتغلوا بها.
  • يظهر الحزن في التعبير والشعر، حيث كانوا يحبون التأمل والتعمق في المشاعر.
  • فلسفة الشعر وأسلوب كتابته ومعانيه ومفاهيمه لم تكن مناسبة لهم.
  • لم يتبعوا أي نمط شعري قديم في مدرسة الديوان.
  • لم يهتموا أبداً بالبيان البلاغي.
  • لم ينظموا القوافي فكان المعنى أهم.
  • تمردوا على القصائد الطويلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى