قصص عن قدرة الله في تفريج الهموم
قصة واقعية عن قدرة الله في تفريج الهموم
هناك الكثير من القصص الواقعية التي تؤكد قدرة الله وحكمته في تخفيف الهموم والأحزان، ومن أهم هذه القصص قصة شخص عانى من تراكم الديون وتعرض لكثير من الأحزان واليأس وتملكته الدموع، ثم استشار شيخًا ليحكي له قصته ويجد حلولًا لمشاكله ويسدد ديونه.
وقد أوضح الشخص المديون للشيخ أنه لو عمل سنة كاملة لن ينتهي من تسديد دينه، فطمأنه الشيخ ونصحه بالاستعانة بالله وعدم اليأس، وأن يستمر في الاستغفار في الليل والنهار وفي كل وقت، وأكد له أن الله سبحانه وتعالى لن يخذله على الإطلاق.
غاب المديون لمدة عام كامل، ثم عاد إلى الشيخ بشكل مختلف، حيث كان وجهه مشرقًا ولديه ابتسامة جميلة وعريضة. وقد قام بتحية الشيخ وتقبيل يده تقديرًا له. وعندما ذكر له الشيخ أنه هو المديون الذي جاء إليه مهمومًا، نصحه بالاستغفار في كل وقت.
الرجل اتبع نصيحة الشيخ وبدأ في الاستغفار بانتظام. بفضل الله، تمكن من سداد جميع ديونه. ذلك جاء بعد أن رأى المطر في حلمه، حيث يرمز المطر في الأحلام للرزق الوفير والخير القريب للمهمومين.
وقد أصبح الرجل يتمتع بالكثير من المال، وقد سأله الشيخ: كيف استطاع أن يقوم بذلك؟ فحكى له الشخص قائلاً أنه في يومٍ من الأيام ذهب لزيارة مكتب عقاري للحصول على مسكن للاستئجار، وفي وقت حضوره تصادف وجود صفقة عقارية.
اتفق أصحاب هذه الصفقة على توزيع أرباحها على جميع الحضور آنذاك، وكانت حصته حوالي ثلاثة آلاف ريال. فرح الرجل كثيرا بهذا المبلغ وأصبح يتردد على المكاتب العقارية باستمرار للحصول على فرص أخرى. وفي يوم من الأيام، أخبره صاحب إحدى المكاتب أنه يمكنه توفير مشروع مربح يمكن له أن يحصل منه على حوالي مائة ألف ريال.
بالفعل وبتوفيق من الله، أكمل المشروع ونجح في صفقته بنجاح. أصبح الآن وسيطا عقاريا وحقق سلسلة من النجاحات حتى تمكن من سداد جميع ديونه. تحسنت ظروفه ومنح الله مساعدته في مشاكله وأحزانه. كل هذا بفضل الله وكثرة الاستغفار لله، وفي سند صحيح في المسند قيل: `من استمر في الاستغفار، جعل الله له مخرجا من كل هم وضيق ورزقه من حيث لا يحتسب`.
لا يجب على المدينين الذهاب إلى المكاتب العقارية لدفع ديونهم، ولكن هذه القصة توضح أن الاستغفار والصبر يمكن أن يؤديان إلى الفرج، وتوضح الفرق بين الحزن والهم والغم
قصة عن تفريج الله للهموم
تروي قصة أخرى عن شخص يشتكي من قلة التوفيق في الحياة الدنيا ويجهل سبب تعرضه للأحزان ومواجهته لكل أنواع الهموم. يتساءل إن كان هذا الأمر نتيجة لغضب الله عز وجل، ويتمنى أن يحدث اليسر بعد العسر بإذن الله. ويسأل عن أفضل الأدعية التي يمكن أن يدعو بها الله أو الأعمال التي تساعد في تخفيف الهموم.
والحل لهذه المشكلة يكمن في أن الله تعالى هو القادر الوحيد على تخفيف الهموم وجعل كل ضيق ينجم عنها مخرجا، وبالتالي كل مصيبة تصيب المسلم في حياته تعتبر تكفيرا للذنوب ورفعة في الدرجات في الآخرة. وقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (أي شيء يصيب المسلم من هم أو كدر أو حزن أو أذى أو غم، حتى إبرة يشاكها، فإن الله يكفر بها عن خطاياه).
وقال صلى الله عليه وسلم: (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خيرـ وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ـ إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له) رواه مسلم، وقد نصح الشيوخ صاحب هذه القصة بالصبر على الهموم، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا {الطلاق:7}، وقال تعالى: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا {الشرح:5}.
من الضروري أيضا أن يقول كل منا دعاء الهم الذي دعا به سيدنا يونس وهو في بطن الحوت: `لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من الظالمين`، وقد صرح نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم بأن دعوة ذي النون لم يدع بها عبد مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له، ورواها الترمذي وغيره.
وفي رواية أخرى لقول النبي: كلمة أخي يونس عليه السلام: لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من الظالمين، هي كلمة لا يقولها المحزون إلا فرج الله عنه، وبشكل عام، فإن الاستغفار يعتبر من أفضل الطرق لتخفيف الهموم وحل المشكلات.
تفريج الهموم بسرعة
يقول الله تعالى: فقلت للناس: استغفروا ربكم، فإنه كان غفاراً. يمطر عليكم السماء بغزارة، ويمدّكم بأموال وأبناء، ويجعل لكم جناتٍ وأنهاراً {نوح:10-12}، وتوضح هذه الآية تأثير الاستغفار الرائع على حياة الفرد منا، وكيف يمكنه تفريج الهموم وحل المشكلات بشكل سريع.
ويقول الله تعالى أيضًا: وقوله تعالى: إن سألتك عبادي عني، فإني قريبٌ، أُجيب دعوة المدعو إليَّ، فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يهتدون {البقرة:186}. وهذا يوضح أن الله قريب من كل فرد ويعلم كل شيء عنه، ويستجيب الله لدعاء الجميع إذا قاموا بالدعاء في أي وقت.
وقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: يقول الحديث: `ما من شخص يدعو بدعاء إلا آتاه الله ما سأل، أو كف عنه من السوء مثله، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم.` ورواه الإمام أحمد والترمذي.
وعن أبي بن كعب قال: يا رسول الله، إني أصلي عليك بكثرة، فكم من صلاة ترغب مني؟ فقال: `ما شئت`. قلت: الربع؟ فقال: `ما شئت، فإن زدت فهو خير لك`. قلت: النصف؟ فقال: `ما شئت، فإن زدت فهو خير لك`. قلت: الثلثين؟ فقال: `ما شئت، فإن زدت فهو خير لك`. قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ فقال: `إذن تكفى همك، ويغفر لك ذنبك`. رواه الترمذي والحاكم في المستدرك. وقال الترمذي: `حسن صحي`.
ومن أدعية الرسول صلى الله عليه وسلم لتخفيف الهموم والكروب ما يلي
- يا الله، أرجو رحمتك، لا تخلني بنفسي ولو للحظة، وأصلح لي كل شأني، فلا إله إلا أنت.
- التصريح بأن لا إله إلا الله العظيم الحليم، وأن رب السموات والأرض هو الله الوحيد العظيم.
- اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم إني أسألك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: أتدرون بم دعا، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: والذي نفسي بيده، لقد دعا الله باسمه العظيم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى.
- اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقضِ عنا الدين وأغننا من الفقر.