قصص عن الرقابة الذاتية في الاسلام
زرع الله في قلب الإنسان حب التقرب إلى الله، والحزن عند ارتكاب المعصية، فالفطرة الإنسانية هي حب الخير ومساعدة الآخرين والإخلاص في العمل، ولكن مع مرور السنين، قد تضعف تلك الفطرة أو تصبح أقوى من السابق، وفي هذا المقال سنستعرض قصصا عن الرقابة الذاتية في الإسلام.
قصص عن الرقابة الذاتية في الإسلام
عبد الرحمن بن أبي ليلى
كان عبد الرحمن بن أبي ليلى يفضل الصلاة في بيته وعندما يعرف أن أحدًا قادم إليه، يتظاهر بأنه نائم ولم يصلِّ، فيدخل الضيف ويتساءل عما إذا كان عبد الرحمن بن أبي ليلى ينام كثيرًا ولا يصلي، ولكنه كان يحب الصلاة في الخفاء.
بشر الحافي العابد
قال شخص يدعى حمزة بن دهقان لبشر الحافي العابد إنه يرغب في أداء الصلاة معه، فقبل طلبه، وعندما دخل وهو يصلي، رأى بشر يدخل القبة ويؤدي أربع ركعات. وقد قال في سجوده: `اللهم إنك تعلم أن عدم الشهرة أحب إلي من الشرف، وأن الفقر أحب إلي من الثراء، وأنا لا أفضل شيئا على حبك.` عندما سمعته، أثارت في النفس الاضطراب والبكاء. فقال: `اللهم إنك تعلم أنه لو علمت أنه هنا، لم أتكلم
إبراهيم النخعي
ذكر الأعمش أنه كان عند إبراهيم النخعي وهو يتلو القرآن، ثم دخل رجل عليه، فغطى النخعي المصحف وقال: لا يراني هذا الرجل وأنا أتلو القرآن بشكل مستمر.
الإمام الماوردي
كان الإمام الماوردي يعمل على تصنيف الكتب. قام بتأليف وتفسير العديد من كتب الفقه، ولكنه لم ينشرها أثناء حياته. وعندما اقترب من الموت، قال لشخص يثق به: `جميع الكتب التي في تلك المكان صنعتها أنا. ولكن إذا رأيت الموت وشعرت بالنزع، ضع يدك في يدي، فإذا أمسكت يدي فاعلم أنه لم يقبل مني شيء، فاطرحها في نهر الدجلة في الليل. وإذا انفتحت يدي فاعلم أنه قبل مني وأنني نجحت في تحقيق ما كنت أطمح إليه بنية خالصة.` وعندما اقتربت وفاته، نشر كتبه بعد ذلك.
أبو الحسن محمد بن أسلم
أفاد خادم أبو الحسن أنه كان يدخل منزلا ويغلق بابه، ومعه كوز من الماء، ولم يكن أحد يعلم بنشاطه داخل المنزل، حتى في يوم سمع طفلا يبكي وحثته أمه على التوقف، فسألها عن سبب بكائه، وأخبرته بأن أبا الحسن يدخل هذا المنزل ليقرأ القرآن الكريم ويبكي، والصبي يستمع ويروي ذلك، وعندما يرغب في الخروج، يغسل وجهه فلا يظهر عليه أثر البكاء.
عبد الله بن محيريز
دخل عبد الله محلًا لشراء ثوبًا، وقام رجل بإخبار صاحب المحل بأنه عبد الله بن محيريز، فغضب عبد الله ورمى الثوب وقال للرجل “نشتري بأموالنا، لسنا نشتري بديننا.
عبد الغني المقدسي
قال صاحب طبقات الحنابلة إن عبد الغني المحدث الشهير كان محتجزا في بيت المقدس، وفي إحدى الليالي صلى وبكى حتى الصباح وهو يدعو الله، وكان معه يهود ونصارى فلما رأوه ذهبوا إلى السجان وقالوا له أطلقنا فقد أسلمنا ودخلنا في دين هذا الرجل، فقال السجان: لماذا؟ قالوا: ما دعانا للإسلام، ولكنهذا الرجل جعلنا نذكر يوم القيامة في تلك الليلة.
عبد الله بن المبارك
خلال غزو بلاد الروم، التقى المسلمون بالعدو، وخرج أحد العدو، يبحث عن منافسة مع أحد المسلمين. فخرج رجل من المسلمين وقتله، ثم خرج مسلم آخر وقتله، ثم خرج مسلم ثالث وقتله. وخرج مسلم رابع ولكنه كان يحجب وجهه. فقام المسلم بقتل الرجل، وتجمع الناس ليروا هذا المسلم القوي، ولكنه رفض أن يكشف وجهه، حتى جاء رجل وأعلن أنه ابن المبارك، فعرفه الناس. وظل يرفض أن يكشف وجهه لأنه يريد وجه الله تعالى.
على بن الحسين زين العابدين
كان الحسين يحمل الصدقات والطعام وحده على ظهره، ويوصلها للأرامل والمطلقات والفقراء ويضعها أمام الباب، حيث لا يعلم أحد من وضعها ومن أين جاءت. استمر على هذا النهج لسنوات طويلة. عندما توفي، وجدوا أثارا سوداء على ظهره في مكان حمل الصدقات، فعلموا أنه هو من كان يوزعها. لذلك، لم تتوقف الصدقة السرية في المدينة حتى توفى زين العابدين.