قصص حقيقية عن الزكاة
إعطاء الصدقات للفقراء والمحتاجين هو من أفضل أعمال العبادة التي يحبها الله تعالى ويكافئ على إتمامها بمكافئات كثيرة وجميلة. فقد قال الله في القرآن الكريم: «فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولٰئك هم المفلحون» (سورة التغابن، الآية 16). فيجب علينا إعطاء الفقراء حقوقهم فيما بارك الله به، وعدم المبالغة فيها، كما يجب على الأغنياء إخراج الزكاة من ثرواتهم للفقراء والمحتاجين، لتبارك الله السبل في العيش والزراعة والأطفال وكل شيء في حياتنا .
قصة أصحاب الجنة
منذ زمن طويل ، وفي قريته بالقرب من عدن اليمن عاش رجل صالح ، وقد أعطاه الله سبحانه وتعالى حديقة جميلة كان يعتني بها فأعطت ثمار كثيرة ، وأعطى هذا الرجل الفقراء والمحتاجين منهم أن يخرجوا منه وهم سعداء لأنه وفرهم من أجل أبنائه ، وقدم بعض المال وأنفقه على الثمار حتى تأتي أفضل الثمار .
مرت أيام وكان الشيخ هكذا ، لكن أولاده رفضوا ما يفعله والدهم وتحدثوا فيما بينهم وقالوا إن والدنا رجل غريب لماذا يعطي الفقراء كل هذا ، وفي أحد الأيام تحدث إليه أحد منهم قائلين : يا أبانا ، لماذا تعطي الفقراء كثيرًا لدرجة أننا نستحق ذلك المال ، فغضب والده وأخبرهم أن المال هو مال الله تعالى ، وأن الله سبحانه وتعالى يحفظنا بما أخرجه للفقراء .
الإنسان لا يعيش لنفسه في هذا العالم، بل يجب عليه أن يتعاطف مع الفقراء والمحتاجين ويفهم حق الله في مصدر رزقه. يمر الأيام ويموت الرجل الصالح، ويبكي عليه القرويون ويتحدثون عن هذا الرجل الذي عبد الله وأعطى الفقراء والمحتاجين وأحب الخير للناس وعاش معهم في بلادهم ونظر في المشاكل التي يواجهونها وحاول حلها .
وعاشت القرية أيام حزن على ذلك الرجل الصالح ، وموت الرجل الصالح كان حديث البلاد لعدة أيام تذكروا فيه أعماله الحميدة ، وورث أبناء الصالح المال والأرض بعد أن غادر والدهم ، وكانوا هم المسؤولين عن الزراعة ، وقال أحدهم أن والدنا كان غريبًا ويعطي للفقراء نحن لا يجب أن نعطيهم الكثير من محاصيلنا .
وقال إن كل ما نحصل عليه من والدينا ونعطيه للفقراء، فإنه يستحق أن نحصل عليه نحن بأحرى. وقال إن حصاد الزراعة الأخيرة سيكون لنا بالكامل، وليس للفقراء، لأننا هم من زرعوا وعملوا في المزرعة. واعترض أحد الإخوة عليهم، وقال إن والدهم كان رجلًا صالحًا، وإذا فعلوا ما فعله،فليباركهم الله في المزرعة .
لكنهم رفضوا رأيه واقترب تاريخ الحصاد وأخذ الإخوة إلى الحديقة يعملون بجد وحيوية حتى خرج الكثير من الثمار ، وعندما حان وقت حصاد الذرة ، اجتمع الإخوة وقالوا : في الصباح قبل أن يستيقظ الفقراء نحصد محاصيلنا ، واتفقوا عليها جميعًا وأتبعهم شقيقهم رأيهم لكنه تخلى عن رأيه وأصبح معهم .
في المساء، بينما كان الإخوة في نوم عميق، عاقبهم الله سبحانه وتعالى، ونزلت النار من السماء حتى تم حرق المحصول والزراعة بالكامل، ولم يبق شيء على الأرض، وتحولت الحديقة المليئة بالثمار إلى أرض مدمرة. وكان هذا عقاب الله لهم. وفي الصباح، خرج الأخ حاملا ما اتفقوا عليه في حرمان الفقراء، وعندما ذهبوا إلى حديقتهم، لم يجدوا فيها شيئا .
تحولت الأرض إلى لون أسود وقالوا ربما ضلوا الطريق، لكنهم عادوا وتأكدوا أن هذه حديقتهم، وأن الله عاقبهم على نية عدم المساهمة في تقديم العون للفقراء، وتعلموا درسًا لن ينسوه أبدًا هم وكل من يقرأ قصتهم .
قصة الصحابي عثمان ابن عفان مع الزكاة
في عهد سيدنا أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – في الدولة الإسلامية تعرض المسلمون الجوع والجفاف ، وعندما نقصت الأموال ذهبوا إلى الخليفة أبو بكر الصديق فقالوا له : ماذا نفعل؟ ؛ فقل له غادر الآن وعليك أن تكون صبورًا قليلاً سيأتي فرج الله قريبا يقول هذا لأنه متأكد من نعمة وكرم الله.
في نهاية اليوم، حان وقت الفرج وتجلى الخير من خلال قافلة تعود لسيدنا عثمان بن عفان – رضي الله عنه – قادمة من بلاد الشام إلى المدينة. عند وصول القافلة، جاء المسلمون لاستلامها، وكانت تتألف من ألف جمل محمل بالدقيق والزيت وبعض السلع والمواد الغذائية، وقفت القافلة أمام منزل عثمان وأسقطت بضائعها وطعامها في منزله، وذهب التجار للشراء منه .
قال لهم سيدنا عثمان رضي الله عنه ، وما الربح الذي أكسبه من ذلك؟ فقال له التجار سنعطيك مقابل كل درهم درهمين ، قال لهم لكني حصلت على أكثر من ذلك من الآخرين قالوا : سندفع لك 4 دراهم ، قال عثمان: «أعطاني الآخرون الكثير فقال التجار سنعطيك خمسة دراهم قالوا له من هذا الذي أعطاك لا يوجد تجار داخل المدينة غيرنا ولم يأت إليكم أحد من قبلنا .
ثم قال عثمان – رضي الله عنه وأرضاه – `أعطاني الله تعالى عشرة دراهم مقابل كل درهم، فالخير بعشرة أضعافه، والله تعالى يضاعف لمن يشاء، فهل لديكم أكثر من ذلك؟` فقالوا جميعًا لا .
قال عثمان: أشهد بالله أنني قد جعلت كل ما حملته إبلي خيرًا للفقراء والمحتاجين من المسلمين، وقمت بتوزيع الطعام والبضائع عليهم، وأخذ كل فقير ما يكفيه وأسرته، ولم يترك أحد بدون طعام .
شروط الزكاة
يجب استيفاء مجموعة من الشروط حتى تصبح الزكاة واجبة، وقد أوضح الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله أن دافع الزكاة يجب أن يكون مسلما وأن يتمتع بحريته ولديه نصاب قانوني .
- يجب أن يكون المتبرع مسلماً ولا يجب علي الكفار دفع الزكاة، لأنها غير مقبولة لهم .
- يجب أن يُدفع الزكاة من قِبل شخص حر تمامًا، ولا يمكن دفعها من ملكية العبد أو الممتلكات، حيث أنها ليست ملكًا له .
- يتم تخصيص النصاب القانوني لأولئك الذين يدفعون الزكاة، وذلك للحصول على مبلغ مالي يعادل ما هو محدد في الشريعة من الذهب والفضة والثروة الحيوانية وغيرها .
- مرور سنة بين كل مرة للزكاة أي أنه من الضروري أن يمر ما يقرب من سنة أو سنة كاملة من ماله ، ولكن هناك مجموعة من الاستثناءات من بينها ما يتم حصاده من الأرض وما ينتج من الثروة الحيوانية ، و الأرباح المكتسبة من التجارة ، وبالتأكيد أكثر من رأس المال الرئيسي للتاجر أو المسؤول عن التجارة .
- تُعد الزكاة واجبة على من يستوفي الشروط، ومن يترك الزكاة عن قصد ويمتنع عنها يرتكب خطيئة كبرى .
يجب الاهتمام بأداء الزكاة لأنها تمنح العبد الجزاء الحسن، وتقربه من الله، وتزرع فيه حب الخير والرحمة، وتحثه على مساعدة الآخرين، وكلما كان الفرد محبا للخير والإحسان، كلما ساعد في تحقيق الخير والعدل، وبالتالي يحقق المساواة بين أفراد المجتمع، ويخفف الفقر والحرمان، ويساهم في حل العديد من المشاكل التي قد تنشأ بسبب عدم قدرة الأفراد على تلبية احتياجاتهم، وأوضح الله سبحانه وتعالى في القرآن لمن يجوز إخراج الزكاة، وعلى رأسهم الفقراء، ثم العاملون عليها، والمسافرين .