قصة سيف ” الصمصامة ” اشهر سيوف العرب
تعد السيوف من أهم أدوات الحرب التي اعتمدت عليها الكثير من العرب والغرب في فترة معينة من التاريخ، وتم تطوير معدات الحرب لاحقا إلى الصواريخ والمسدسات وأدوات أخرى تستخدم حاليا، وكان العرب من بين أشهر المستخدمين للسيوف، حيث كانت لكل سيف اسمه الخاص، ويعد الصمصام واحدا من أشهر السيوف العربية التي اشتهرت، والتي ما زالت حتى اليوم تثير الإعجاب.
عراقة سيف الصمصامة
حظي سيف الصمصامة بمكانة كبيرة بين العرب؛ إذ أنه كان سيف عمرو بن معد يكرب، وذلك نظرا لما مر به من أحداث. وقد دارت حوله الكثير من الحكايات، وأصبح من بين أشهر سيوف الملوك. وقد أكد بعض الرواة على عراقة ذلك السيف، بأن الملكة بلقيس قد قامت بإهداء سليمان عليه السلام خمسة من السيوف، وهم: ذو النون، ذو الفقار، رسوب، الصمصامة، ومجذوب. وكانت تلك السيوف جميعها مشهورة قبل نزول الدين الإسلامي.
ذو الفقار كان يعود إلى منبه بن الحجاج وأخذه منه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم يوم بدر، وكان كل من مجذوب وسوب للحارث بن جبله وكان كل من ذو النون والصمصامة لعمر بن معد يكرب الزبيدي والذي يعد واحدا من بين أشهر الأبطال الحقيقيين في الجاهلية والإسلام، وقد يرى البعض أن ذلك السيف من الممكن أن يعود إلى اليرعشية الحميرية وأن الملك الحميري هو الذي قدمه هدية لعمرو.
وهناك من يؤكد أن الحديد المستخدم في صنع سيف الصمصامة جاء من اليمن، بالتحديد من جبل نقم، بينما يعتقد آخرون أن الحديد المستخدم جاء من الكعبة التي كانت مدفونة في الجاهلية، وتم استخدامه في صنع كل من ذو الفقار والصمصامة. وبالطبع، تلك الروايات غالبا ما تكون مبالغ فيها، ومن الممكن أن يكون هذا القول من عمرو، أو ربما سمعه وآمن به بشكل قاطع. هذه السيوف تعزز ثقة الشخص بنفسه وتمنحه شعورا بالكرامة الإضافية.
مواصفات سيف الصمصامة
سيف الصمصامة يمتلك العديد من المواصفات الهامة، منها أنه سيف صارم ولا يلين أمام أي شيء. وكلمة `صمصم` تعني التقطيع والقطع في العظام. كان هذا السيف، أو بالتحديد سيف عمرو، يزن 6 أرطال وكان له حد واحد. وقد ورد في وصفه العديد من أبيات الشعر التي كتبها الشعراء الكبار في ذلك الوقت
يُذكر أن السيف عمرو كان في أفضل حالاته عندما توفي
أشعلت الصواعق النار فوقه، ثم أحاط به الدخان الكثيف
توجد العديد من الأقاويل حول قدرة السيف على القطع، وكان أول من تغنى بمواصفات ذلك السيف هو عمرو بن يكرب، ومن بين أشهر ما قيل عن ذلك السيف في القطع هو ما يلي.
لديّ سيفٌ لابن ذي قيفان، يختاره الفتى من عهد عاد
البيض والأجسام قد يقدمان بشكل محكم وفي الحمام يزداد الاحتداد
وفيما يتعلق بالقصص المشهورة حول ذلك السيف، يقال إن ملك الهند قد أرسله إلى هارون الرشيد، وكان يحمل العديد من الهدايا، بمن فيها السيوف. وأمر بإحضار سيف عمرو، فعندما جاء، قطع جميع السيوف التي جلبت له بكل سهولة، تماما كما يتم قطع الخضروات بدون أن تباشر منه الشفرة. وتناقلت العديد من الأقاويل حول ذلك السيف، بما فيها ما ذكر عن عمر بن الخطاب، الذي سأل عن أفضل سيوف العرب، وأكدوا له أن سيف عمرو بن يكرب هو الأفضل.
تم إرسال السيف إلى الشخص ووُجِد أن الساعد الذي يستخدم للبطش به لم يُرسَل مع السيف، وهذا الأمر مشكوك به نظرًا لحدوث امرين وهما كالتالي.
1- يعني أن خالد قد احتفظ بسيف الصمصامة الذي كان قد وهبه إلى سعيد بن العاص عامل الرسول في اليمن، و لم يكن مع عمرو خلال خلافة عمر بن الخطاب، وإذا كان خالد يريد الحصول على السيف، فإنه سيطلبه من سعيد بن العاص وليس من عمرو.
ويُعدُّ الكلام الذي نسب إلى عمرو في الرد على الخليفة عمر، تلميحاً بعمر بن الخطاب، وهو يمثل تلميحاً إلى الخلاف الذي كان موجوداً بين اليمنيين وبعض الكبار في ذلك الوقت.