ادب

قصة حلم السيد سامسون الذي تحول إلى حقيقة

يعمل السيد سامسون كصحفي في إحدى الصحف الأمريكية “بوسطن غلوب”، وتعرّض لحادث غريب من نوعه أشبه بالمعجزة، حيث حلم بشكل غريب واستيقظ منه مفزوعًا، وقرّر أن يكتب قصة شيقة عن هذا الحلم، دون أن يدرك أن هذه القصة ستغيّر مسار حياته تمامًا وتجعله أحد أشهر الصحفيين في القرن التاسع عشر.

غفوة سامسون:
في يوم ما، كان الصحفي إدوارد سامسون يجلس في مكتبه بصحيفة أمريكية تدعى `بوسطن غلوب`. وبينما كان يبحث عن موضوع جديد للكتابة، غلبته النعاس وغفو عميقا. في حلمه، شاهد نفسه يطير في الهواء بسرعة فائقة، وتحته كان هناك جزيرة جميلة تسمى جزيرة رائعة. كان سكان تلك الجزيرة يعيشون حياتهم اليومية الروتينية التي اعتادوا عليها.

كان بعضهم يعد الطعام والبعض الآخر يمارس الصيد وغيرها من الأعمال المعيشية، والغريب أنه كان يعرف في حلمه أن هذه الجزيرة تدعى `برلاب` وأنها موجودة في المحيط الهندي، وكانت الأمور تسير بشكل جيد وكان حلم السيد `سامسون` جميلا، ولكن ما رآه بعد ذلك كان مرعبا بالفعل.

حلم أم كابوس:
فجأة تحول حلم سامسون إلى كابوس فقد وجد أن هناك بركانًا في أعلى الجزيرة يخرج من فوهته اللهب، وكانت أرض الجزيرة تهتز والناس في حالة فزع ونظرهم معلق بالبركان وما يصاحبه من اندفاع للحمم التي تزحف باتجاه الناس وهى أشبه بالأنهار المتدفقة، كانت تعلو صرخات الناس نتيجة لتشقق الأرض والبيوت التي كانت تعلو في الهواء.

 كان الناس في وسط هذا الكابوس عاجزين تمامًا عن الهروب والنجاة من الدمار الذي كان ينتظرهم، حتى أولئك الذين تمكنوا من الفرار من الحمم والانفجارات كان ينتظرهم الموت بغرقهم في البحر، حيث كانت تواجههم أمواج البحر العالية التي تسببت بها الانفجارات البركانية، وفجأة انفجرت الجزيرة بالكامل وتحولت إلى رماد.

قصة مشوقة ومثيرة:
استيقظ سامسون وهو في حالة من الرعب الشديد و شعر بأنه منهك انهاك تام فقد كانت صرخات الناس واستغاثتهم مازالت حية في أذنه، لكنه قبل أن يقوم بمغادرة مكتبه، هم بكتابة جميع ما رآه وبالتفصيل في ورقه بعد أن راودته الفكرة بأن يقوم بتحويل هذا الحلم الغريب إلى واحده من أكثر القصص الخيالية تشويقا و إثاره، وبعد انتهى من كتابة كافة الأحداث كتب على هذه الورقة هام جدا وتركها على المكتب الخاص به لوقت الاستخدام.

خبر مفبرك انتهى بالطرد:
في صباح اليوم التالي، دخل مدير التحرير إلى مكتب `سامسون` ووجد قصة مهمة على مكتب سامسون، وكانت تحمل اسما مهما. فاعتقد أن ذلك الصحفي النشيط قد قام بكتابة خبر حصري لم يتم نشره في أي صحيفة أخرى، وكان الخبر يتعلق بدمار جزيرة لم يكن معروفا عنها من قبل وتدعى `برلاب`. لذلك، سارع المدير إلى المطبعة لكي تكون صحيفته الأولى في نشر هذا الخبر الهام عن نهاية الجزيرة.

عاد “سامسون” إلى العمل في اليوم التالي ليجد أن قصته أصبحت خبرًا يثير الضجة بشكل سريع، وتم نشرها فقط في صحيفة “بوسطن جلوب”، مما أدى إلى استفسارات الصحف الأخرى عن هذه الجزيرةوموقعها وكيفية عدم سماعهم عنها من قبل

توجه سامسون إلى رئيسه مبلغًا إياه حقيقة الأمر وأن الخبر الذى قام رئيس التحرير بنشره ما هو إلا حلم قد شاهده في منامه ليس أكثر، وكانت  النتيجة إقالة سامسون من وظيفته كصحفي وبعد ذلك أعلنت الصحيفة اعتذارها عن الخبر المفبرك وحملت سامسون المسؤولية كاملة من خلال في المؤتمر الذي عقدته الصحيفة لتوضيح سوء الفهم الذى قد حدث.

الحلم تحول إلى حقيقة:
بعد عقد المؤتمر بحوالي أسبوعين ظهرت سفينه تحمل معها قصه قلبت كل الموازين، ظهرت السفينة ومن عليها في قمة التهالك، وكان جميع الأفراد على السفينة في منتهى الزعر وما كانوا يرونه كان أشد فظاعة وأصعب من أن يتم تصديقه، كما أن سفينتهم الشبه منتهيه كانت تعبر عن هول ما شاهدوه قبل وصولهم، روى أفراد السفينة أن هناك جزيرة تدعى “كراكاتاو” قد حدث بها انفجار بركاني هائل وأن هذه الجزيرة في المحيط الهندي.

بعد انتشار خبر السفينة، استعادت الصحيفة وظيفة سامسون وقامت بترقيته مرة أخرى، وتباهت “بوسطن غلوب” بأنها كانت أول من نشر هذا الخبر، لأن جميع الصحف كانوا ينشغلون بتغطية خبر انفجار الجزيرة بعد أن أصبح هذا الخبر محور اهتمام الجميع.

الخبر في الصحف الأمريكية عن أحداث “كراكاتوا”:
في إندونيسيا وبالتحديد بين جزيرتي سومطرة و جاوة تقع جزيره بركانيه تسمى “كراكاتوا” في مضيق سوندا، في عام 1883 حدث انفجار بركاني هائل على هذه الجزيرة الضخمة والتي كانت تحتوى على 165قريه وبلده قد تم تدميرهم بالكامل نتيجة لموجات تسونامي قاتله قد أحدثها هذا الانفجار الضخم، وهذا ما ذكرته سجلات شركة جزر الهند الشرقية بهولندا إذ أنها في ذلك الوقت كانت تحتل الجزيرة، كما أن هناك ثلاثة جزر تلتف حول هذه الجزيرة أو بالأصح ما تبقى منها يطلق عليهم نفس الاسم، وتبعًا لموجات المد الهائلة التي أحدثها الانفجار فقد أصيب عشرة ألاف شخصا وهلك 36417 فرد أخرين من ساكني الجزيرة.

مفاجأة مدوية برلاب حقيقة وليست حلم:
مرت سنوات عديدة على خبر الجزيرة، ولكن ما زال هناك تساؤل واحد حول معنى “برلاب”، هل هو اسم لشيء ما؟ كان هذا الاسم مجهولًا لدى الجميع، حتى سكان الجزر المجاورة لم يسمعوا به، ولم يذكر في أي سجلبحري خلال وقت حدوث الكارثة.

بعد مرور سنوات طويلة على الواقعة، قامت الجمعية التاريخية في هولندا بإرسال رسالة إلى سامسون، وهي عبارة عن خريطة للمحيط الهندي قديمة عمرها منذ 150 عاما، وكانت الخريطة تحمل اسم جزيرة `برالاب`. وأن هذا الاسم استخدمه السكان المحليون فقط، أما الآخرون فكانوا يستخدمون اسم `كراكاتاو`. ولذلك، مع مرور الوقت، نسى السكان هذا الاسم ولم يعد موجودا إلا في حلم السيد `سامسون` فقط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى