جزيرة كراكاتوا و البركان الهائل
البركان الذي تجاوزت قوته القنبلة الذرية في قوة الانفجار ويعتبره العلماء في مجال الطبيعة والجيولوجيا واحدا من أخطر وأغرب البراكين في العالم، يقع جزيرة كراكاتوا في إندونيسيا بين مضيق سوندا وجزيرتي سومطرة وجافا، وهي جزء من مجموعة الجزر البركانية التي ثارت في عام 1883 ودمرت ثلثي الجزيرة تماما في ذلك العام، وشهدت هذه الجزيرة ثورة بركانية خطيرة وضخمة جدا .
في شهر مايو من عام الكارثة، بدأت الطاقة البركانية الساكنة تحت الأرض في الثورة، حيث حدثت سلسلة من الانفجارات الشديدة والمتتابعة، وفي البداية تم إطلاق سحب ضخمة من الرماد .
دو البركان صوت مرعوعًا تم سماعه على بعد وصل إلى 70 ميل ثم ارتجغت الأرض إرتجافًا شديدًا في الجزترتين المجاورتين سومطرا و جاوا و انتفضت فوهة البركان الرئيسية و غطى البخار الساكن و الغبار الزجاجي البركاني الملتهب ووصل إلى إرتفاعات شاهقة و غطت الوادي كله بالغبار حى وصل لماحة وصلت إلى 300 ميل.
تواصل البركان الانفجارات الهائلة التي لم تتوقف حتى شهر أغسطس، وأصبحت قوتها تزيد عن ثلاث مرات من قنبلة هيروشيما النووية!
لقد أثر الانفجار الهائل بشكل كبير على جزيرة بالكامل، وأحدث ضجة وصل صداها إلى قارة أستراليا وأطراف الهند وجنوب شرق قارة إفريقيا .
الخسائر التي تسبب فيها هذا البركان :-
تسببت آخر خسائر في الأرواح وأدت إلى دمار شديد، كما أن موجات الزلزال المحيطة كانت بارتفاع يصل إلى مئات الأقدام، وتسببت في تشققات وتصدعات في الأجزاء الرئيسية من المدن والقرى التي تأثرت بها البراكين.
وقعت الحادثة بسبب البركان حيث تأثرت بموجات البحر والأمواج العاتية ودمرت كل شيء في طريقها، بما في ذلك سفينة هولندية حاملة لمدافع ثقيلة، التي ألقتها مسافة ميل واحد داخل اليابسة مما تسبب في كارثة
يشير تقرير العلماء إلى أن عدد القتلى جراء الدواء الذي حدث في الجزيرة بلغ 37 ألف شخص، وتسببالحدث في طمس المعالم الجزيرة بالكامل، بينما انتشر الغبار لمسافة تصل إلى 50 ميلًا في الغلاف الجوي، وجعل لون الشمس أحمرًا ملتهبًا لعدة سنوات، كما تسبب في انخفاض درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم في ذلك الوقت .
بعد الانفجار الهائل، انهار الجزء الخارجي من سطح الأرض داخل التجازيف الفارغة التي نتجت عن اهتزاز الأرض، مما أدى إلى تشكل الفوهة البركانية الهائلة ذات الحواف الناتئة الخشنة، وامتلأت بكميات كبيرة من الماء حتى وصلت إلى سطح الفوهة .
الظاهرة التي حيرت العلماء هي أن البركان يستمد قوته الإنصهارية من البخار الذي يتولد داخله، ويرجح البعض أن يكون يستمد طاقته من تدفق مياه البحر داخل التجاويف المنصهرة عن طريق تشققات جدران البركان، بينما يرجع البعض الآخر ذلك إلى وجود المياه في تكوين الصهارة .
من أمور المدهشة والمثيرة للدهشة، ظهور جزيرة بركانية جديدة نتيجة لرماد البركان وانفجارات عام 1927، وسميتها الجيولوجيون بـ أناك كراكاتوا باللغة الإندونيسية، وتعني ابن كراكاتوا، وقد أعاد هذا البركان الجديد إحياء الجزيرة وإعادتها للحياة كما كانت قبل وقوع البركان .