ادب

قصة جحا والجدي الثمين

قصة جحا والجدي الثمين هي قصة من التراث العربي، والتي اشتهر بها جحا بسبب نوادره وقصصه الطريفة التي تحتوي على العديد من الحكم والعبر. لذلك، فإن هذه القصص محبوبة جدا من الأطفال والكبار اللذين يستمتعون بها كثيرا لمعرفة السر وراء تصرفات جحا غير العادية التي تحدث فيها.

جحا وجارته العجوز:
كان لجحا جارة عجوز تعاني من الفقر والحاجة وعندما أرادت تلك الجارة أن تبيع جدها الهزيل لتحصل على المال، لم تجد سوى جارها جحا الذي يمكنها التوسل إليه وجعله يشتري الجد. فذهبت إليه وطرقت بابه وقالت له: يا جاري العزيز، أنا أريد أن أبيع لك هذا الجد.

 فقال جحا: لا حاجة لي به فهو هذيل وضعيف، فسكتت المرأة لحظة وقالت اشتريه مني بأي ثمن، فأنا جد محتاجة للمال، فقال لها: أنا لن أشتريه منك ولكني سوف أبيعه لك بمبلغ جيد، قالت الجارة، وكيف ذلك؟ قال لها: كل ما عليك أن تذهبي باكرًا إلى السوق لبيع الجدي وعندما تشاهديني كأنك لم تريني من قبل، ولا تتنازلي عن مائة دينار في ذلك الجدي أبدًا، سكتت الجارة وقد بدأ عليها عدم الاستيعاب لكلمات جحا، فكيف يبيع هذا الجدي الضعيف بمائة دينار مع أنه يستطيع أن يشتريه هنا بأقل من ربع الثمن، ولكنها عادت في صمت وقال بيني وبينه السوق.

جحا في السوق:
ذهبت الجارة العجوز في الصباح إلى سوق البلدة كما اتفق معها جحا وفي يدها الجدي، وانتظرت حتى يقبل عليها المشترون إلا أنها لم تجد مشتري واحد يعير هذا الجدي المسكين نظره، فجلست في انتظار جحا، وما أن رأته قادمًا من بعيد حتى اعتدلت في جلستها، ولكنه أدهشها صنيعه، فكان يمسك بمقياس يقيس كل الجديان الموجودة في السوق، وكلما يسأله أحد عن السبب لا يجيبه حتى أتاها.

قام الجدي بقياس الطول والعرض والارتفاع حتى تجمع الناس من حوله ليروا ماذا يفعل، وفجأة اهتزت أذناه وقال للجارة: ابيعي لي هذا الجدي، فقالت الجارة: ثمنه مائة دينار، فبدأ جحا في التفاوض معها لتخفيض السعر، ولكنها لم توافق كما كان متوقعا، فبدأ جحا في الضرب على كفيه والتظاهر بالضيق والغضب حتى تركته الجارة وهو يبدو غاضبا ومحبطا.

خدعة المائة دينار:
كان هناك أحد التجار يراقب جحا من بعيد وكاد الفضول يقتله فهو يريد أن يعرف سبب ما يفعل جحا، وما هو السر وراء تعلقه بهذا الجدي فقرر ان يشتري الجدي أولًا ثم يسأل جحا عن السبب، فذهب إلى المرأة وقال لها ما ثمن هذا الجدي؟ فقالت: مائة دينار، فقال لها أنا أشتريه، كانت المرأة لا تصدق نفسها فقد باعت الجدي بأضعاف ثمنه كما وعدها جحا.

استولى التاجر الجشع على الجدي من المرأة وركض بسرعة ليلحق بجحا، وعندما رآه من بعيد بدأ يناديه، يا جحا… يا جحا. فقال له جحا: ماذا تريد؟ قال له التاجر: ما الذي دفعك للاهتمام بهذا الجدي ولماذا كنت تقيسه؟ فأجابه جحا وهو يضحك: أردت صنع طبلة كبيرة منه لحفل زفاف ابنتي. ترك جحا التاجر وهو يندب حظه لأنه وقع في هذا الفخ واشترى الجدي الفاسد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى