قصة انشقاق القمر
جعل الله عز وجل لكل الأنبياء والرسل معجزات كثيرة لكي يؤمن شعوبهم برسالتهم وقدرة الله عز وجل، فقد كانت معجزة سيدنا موسى عليه السلام في عصاه التي فتح بها البحر بأمر من الله عز وجل، وكان لسيدنا عيسى معجزاته بإحياء الموتى وشفاء المرضى وغيرها من المعجزات بإذن الله عز وجل، وأما سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فهو خاتم الأنبياء والرسل وكان له العديد من المعجزات، منها حادثة انشقاق القمر التي وردت في القرآن الكريم.
واقعة انشقاق القمر
من ضمن الأحداث العجائبية التي قام بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هي حدوث انشقاق القمر إلى نصفين في السماء، حيث رأى الكثيرون من الناس والصحابة جبل حراء يقف بين نصفي القمر، وقد حدثت هذه المعجزة قبل هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وذلك عندما جاء كفار مكة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلبوا منه آية أو معجزة تدل على صدق نبوته وأنه رسول من عند الله عز وجل.
حدثت هذه الواقعة أثناء حديث النبي صلى الله عليه وسلم، حيث سأل أهل مكة أن يريهم آية، فأظهر لهم القمر منقسما حتى رأوا حراء بين قسميه، ويجدر الإشارة إلى أن هذه المعجزة من بين العلامات التي تشير إلى اقتراب قيام الساعة، وقد ذكرت أيضا في القرآن الكريم، وارتبطت بموعد اقتراب الساعة وتعلقت بها ردود فعل المشركين بعد هذا الحدث، حيث كان من المعروف أنهم كذبوا النبي صلى الله عليه وسلم ووصفوه بالساحر.
موقف مشركين مكة من حادثة القمر
منذ أن بدأت بعثة نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم وقد سعى مشركو مكة في التصدي له وقد لجأو إلى استخدام الكثير من الأساليب المختلفة من أجل إيقاف وصول تلك الرسالة إلى الناس وقد كان من بين الأساليب المتبعة ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم هي التكذيب وإلقاء المزيد من التهم عليه وتحذير الناس من محمد وأتباعه من المسلمين وقد طلبوا منه الكثير من المعجزات حتى يصدقوه ولكن مع كل مرة كان يتم تكذيب النبي.
وكانت الحقيقة وراء جميع مطالب المشركين في ذلك الوقت هو تعجيز النبي صلى الله عليه وسلم ولكن الله عز وجل قد فضح نواياهم في الإيقاع برسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال الآية التالية بسم الله الرحمن الرحيم بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ* مَا آمَنَتْ قَبْلَهُم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا ۖ أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ صدق الله العظيم، ونظرا لإلحاح المشركين على رسول الله أن يظهر معجزة من معجزاته حدثت معجزة إنشاق القمر.
على الرغم من رؤية الكثيرين لتلك المعجزة العظيمة، إلا أن المشركين لم يؤمنوا بها تماما، وصفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه ساحر.
حادثة انشقاق القمر في العلم الحديث
مع مرور 1440 سنة على هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، ظهرت العديد من الأشخاص الذين ينكرون العديد من المعجزات التي قام بها رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولكن مع التقدم العلمي الذي وصلنا إليه اليوم، ومع وصول البشر إلى سطح القمر، تم إجراء المزيد من الدراسات حول ذلك. اكتشف العديد من العلماء وجود تصدعات وشروخ على القمر، ولكنها تلاشت تدريجيا بسبب البراكين والحمم.
بعد دراسة الأمر بعناية، توصل العملاء إلى حقيقة إنشقاق سطح القمر، حيث تبين أنه تعرض لشق كبير في الجزء السفلي مما أدى إلى تكون التصدعات والشروخ الكثيرة التي لا تزال موجودة حتى الآن بنسبة بسيطة.
توثيق حادثة انشقاق القمر
عندما وقع تلك الحادثة في السماء، لم تكن مرئية فقط أمام المشركين في مكة، بل حدثت في جميع أنحاء العالم في نفس الوقت. سجل الملك جاكوراني، ملك الهند في ذلك الوقت، ذلك اللحظة وأكد أنه رأى القمر ينشق في السماء. وفي تلك الفترة، علم بوجود رسول لله عز وجل سيأتي من الجزيرة العربية، وقد انطلق في رحلة لملاقاته.