ادب

قصة السيمفونية الخامسة لبيتهوفن

من هو بيتهوفن

لودفيج فان بيتهوفن، واحد من أشهر عازفي الموسيقى وملحني السيمفونيات العظيمة في العالم، ولد في مدينة بون في كولونيا في السابع عشر من ديسمبر عام 1770. وكانت بون إحدى إمارات الإمبراطورية الرومانية المقدسة. وكان بيتهوفن عاشقا للموسيقى والألحان منذ صغره، وكان شخصية كلاسيكية حماسية، وهذا ما ظهر في ألحانه المميزة التي استمرت حتى الآن، وبزيادة شهرتها وبريقها مع مرور الوقت.

تميزت حياة بيتهوفن بالنضال والإصرار، حيث عانى فيها من الأمراض وضعف السمع الذي استمر لمدة ستة عشر عاما، ثم فقد السمع تماما. كان يعاني كثيرا من نوبات الاكتئاب، حتى حاول الانتحار عدة مرات، وما منعه من ذلك إلا سمعه. كان أكثر ما يؤلمه هو أن الناس يستمعون إلى ألحانه وهو محروم منها. لم تكن حياة بيتهوفن طويلة، إذ توفي عن عمر يناهز الستة والخمسين عاما.

أشهر سيمفونيات بيتهوفن

رحل بيتهوفن جسدا ولكن أعماله لا تزال خالدة حتى الآن، فمؤلفاته لا يزال يستمع إليها الجميع ويحبونها بسبب تأثيرها العظيم، ومن بين سيمفونيات بيتهوفن الشهيرة

  • تُعد هذه إحدى المقطوعات الفنية التي كان يعزفها بيتهوفن في الأماكن العامة، والتي تعبر عن حالته النفسية، حيث كان الصمم تمكن من العزف عليها.
  • والدشتاين بيانو سوناتا: تعد واحدة من الألحان المميزة التي قدمها بيتهوفن، وتعكس حالة من الغموض والتشويق، وفي نهايتها تعكس دلالة على الانطلاق والحرية، وتعد من المقطوعات التي تبعث على التفاؤل والحرية.
  • كونشيرتو الثلاثي:تصنف هذه المقطوعة ضمن أعظم مؤلفات بيتهوفن، ولكنها تم تجاهلها ظلماً، وتحمل القطعة أداءً احترافياً كما وصفها المؤرخون والموسيقيون.
  • فانتازيا كورال: تم عرض إحدى المقاطع الموسيقية مع السيمفونية الخامسة لبيتهوفن في حفل واحد، ولكن تم تقديمها بشكل غير احترافي من قبل الموسيقيين المشاركين في الحفل، ورغم ذلك حققت نجاحًا كبيرًا.

  • هناك الكثير من المقطوعات التي يتم اعتبارها من أعظم المؤلفات الموسيقية في العالم، ومن بينها “جروس فيج”، وسلسلة الرباعية لبيتهوفن، وكونشيرتو الكمان وكروتزر كمان سوناتا.

قصة سميفونية بيتهوفن الخامسة

بمجرد كتابة بيتهوفن سيقوم يوتيوب مباشرة بالملأ التلقائي بكلمات السيمفونية الخامسة لبيتهوفن لأنها أكثر السمفونيات تأثيراً واستماع من قبل الجماهير، فيقول الخبراء أن بيتهوفن لو كان حي إلى الآن لصار أغنى رجال العالم لأن سمفونياته منتشرة في كل مكان سواء لنغمات الهواتف أو في الأعمال الدرامية وغيرها من الأمور التي تستمع في بدايتها لسيمفونيات فريدة لا يمكن لأي ملحن أخر أن يقوم بنسج مثل هذه الأعمال.

تعد السيمفونية الخامسة لبيتهوفن، التي تسمى سيمفونية القدر، هي أشهر وأهم أعماله. صاغها بيتهوفن في عام 1804، ولكنها لم تقدم للجمهور إلا في عام 1808. يعزى اسم السيمفونية إلى أنطون شندلر، السكرتير الخاص لبيتهوفن وتلميذه، والذي كان مسؤولا عن كتابة سيرته الذاتية. قال أنطون تشالز أن سبب تسمية السيمفونية الخامسة بهذا الاسم هو أنه عندما سأل بيتهوفن عن الصوت البادئ الذي يسمعه السيمفونية دا دا دا دااا، أجاب بيتهوفن بأنه صوت القدر وهو يطرق الباب.

ولكن الجميع شكك في أقوال أنطون شندلز لأنه كان يغير دائما كلماته وشهاداته حول شخصية بيتهوفن وموسيقاه. وكانت مذكراته، للأسف، تحتوي على الكثير من الأقاويل الكاذبة حول شخصية بيتهوفن، الذي كان يصوره دائما بصورة بائسة ورومانسية للغاية. وقد أشار بعض المتخصصين إلى أن بداية السيمفونية تعبر عن صوت الطيور، وقال البعض الآخر أنها تعود إلى أصوات حدائق فيينا التي عاش فيها بيتهوفن وأثرت فيه بشكل كبير جدا. وأخيرا، قال البعض أنها تمثل حالة الحرب والثورات التي تجتاح أوروبا، وأكدوا ذلك من خلال الحركة الرابعة من السيمفونية حيث كان هناك صوت انفجار قوي، وخاصة عندما قام كلود جوزي وروجيت دي ليسلي بإضافة كلمات الغناء لتصبح السيمفونية نشيدا وطنيا لفرنسا.

بالنسبة للقصة المؤكدة للسيمفونية، فإن بيتهوفن قام بتأليف هذه السيمفونية خلال فترة صعبة في حياته، حيث كان يعاني من ضعف حاد في السمع وطنين في الأذن بدءا من عام 1798. استمرت حالته في التدهور حتى عام 1804، العام الذي ألف فيه هذا العمل الكبير. كانت حالته الصحية والنفسية واضحة وتأثرت بشكل واضح في السيمفونية. في وصيته، كتب `هناك القليل مما يمنعني من إنهاء حياتي الشخصية، فالفن فقط هو الذي يمنعني من الاستمرار`.

في 22 ديسمبر عام 1808، تم تقديم سيمفونية بيتهوفن في مسرح فيينا خلال حفل استمرت أربع ساعات. قدم بيتهوفن الحفل مع الأوركسترا التي تدربت بشكل سيء للغاية، مما أدى إلى حدوث فوضى كبيرة خلال الأداء. تم عرض السيمفونية السابعة قبل الساعة الخامسة، واعتبر الحفل فاشلا بسبب سوء أداء الموسيقيين الغير موهوبين المشاركين في الحفل. لذلك، لم تحظ السيمفونيات بالشهرة التي تستحقها في ذلك الوقت، وأكد جميع الحضور رغبتهم في مغادرة الحفل منذ بدايته.

على الرغم من عدم اهتمام الناس بسمفونية بيتهوفن الخامسة عند إطلاقها، إلا أنه تم عزفها في حفل افتتاحي لأوركسترا نيويورك في 7 ديسمبر 1842، وفي 2 نوفمبر 1931 في الأوركسترا الوطنية الفرنسية، وفي عام 1891 تم عزفها في العرض الأول لقاعة كارنيجي، وأصبحت هذه السمفونية الخيار المفضل لجميع الأوركسترا في العالم ولإقامة الحفلات الموسيقية الراقية، ومن هنا بدأت شهرتها.

سيمفونية بيتهوفن الخامسة تاريخياً

تعتمد السيمفونية الخامسة لبيتهوفن على أربع حركات رئيسية وهي Allegro con brio، Andante con moto، Scherzo Allegro، Allegro؛ حيث تنقل كل حركة شعورا مختلفا إلى المستمعين، وقد وصفها المؤرخون والموسيقيون على أنها واحدة من أعظم السيمفونيات في التاريخ، حيث تستهلك القلوب. وبالرغم من الآراء المختلفة حول المشاعر والقصة التي عاشها بيتهوفن أثناء عزف وتأليف هذه السيمفونية، حيث قدم البعض وجهات نظرهم بأنها تعبر عن نوبات القدر، وقد ذهب البعض الآخر إلى أنها تعبير عن حالة من الحب، وقد زعم البعض الآخر أنها تأثير الطبيعة، إلا أنها في النهاية تظل أسطورة تاريخية في مجال الفن والعزف، تعكس عبقرية بيتهوفن ونضجه الفني الذي تجاوز عصره.

أما من الناحية التاريخية والسياسية فلحن بيتهوفن بات هو سبيل الحرية والحالة التي تعبر عن الشعوب أثناء الحرب العالمية إذ أعتبر أن هذا اللحن يعبر عن الحرية ويدفع الظلم الذي عاناه الشعوب تجاه الحكم النازي الغاشم، حيث أن السيمفونية كانت تمنح الشعور بالقوة والتحدي والمواجهة فتبدأ السيمفونية بحركة طرق الباب القوية التي لها تأثير على المشاعر ثم أصوات الأقدام والحركات العسكرية تعبيراً على الدفاع عن الحق وعدم ترك العدوان والظلم ينال من الشعوب.

يطلق على هذه القطعة من الموسيقى اسم لحن الحرب بواسطة بعض المؤرخين، في حين يسمونها لحن الحرية بواسطة آخرين وذلك حسب النظرة الفنية والعزف عليها. ومع ذلك، فهي قطعة فريدة لا يوجد لها مثيل، وفي السابع عشر من ديسمبر، يحتفل محرك البحث جوجل بعيد ميلاد بيتهوفن بعرض حركات مقطوعته الخامسة كإشارة إلى أهميتها ومعناها التاريخي والوطني والفني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى