قصة الاضحية للاطفال بـ إسلوب مشوق
قصة الأضحية للأطفال هي واحدة من القصص العظيمة التي يتعلم منها الكبار والصغار، وتعلمنا منها الصبر والحكمة في أوامر الله، حيث أن كل شيء يأتينا من الله له عظة وآية
قصة الأضحية للأطفال بـ أسلوب مشوق
في أيام الزمان القديم، لا يكتمل الكلام إلا بذكر النبي -عليه أفضل الصلاة والسلام-، كان سيدنا إبراهيم -عليه السلام- المعروف بـ `خليل الله` متزوجا من السيدة `سارة`، ولكنها كانت عقيمة وغير قادرة على الإنجاب. لذلك طلبت السيدة سارة من سيدنا إبراهيم أن يتزوج خادمته السيدة `هاجر`، وفعلها سيدنا إبراهيم الذي كان يأمل في أن يمنحه الله ولدا صالحا. وكان يدعو ربه دائما بهذا الدعاء، وأجابت دعوته في القرآن الكريم قائلة: `رب هب لي من الصالحين، فبشرناه بغلام حليم`
فقد قبل الله دعاء سيدنا إبراهيم، وأعطاه ولدا صالحا وسماه إسماعيل عليه السلام. وبسبب حب سيدنا إبراهيم الشديد وارتباطه به، أراد الله أن يختبر صبره من خلاله. رأى سيدنا إبراهيم في رؤياه أنه يذبح ابنه إسماعيل، وذكر ذلك في القرآن الكريم قائلا `فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك`. علم سيدنا إبراهيم من خلال هذه الرؤيا أن الله يأمره بذبح إسماعيل، لأنه كان يعلم أن كل ما يراه في رؤياه هو حق، وعليه تنفيذ أمر الله. ورغم حزن سيدنا إبراهيم العميق على هذه الرؤيا بذبح ابنه، إلا أنه رضي بأمر الله بكل حب وصبر، وأصبح محتسبا ولده أمام ربه، راضيا بقضاء الله.
والأمر الغريب هو أنه كان يقوي والده في القيام بهذا، إذ قال له `يا أبت، افعل ما تؤمر، ستجدني إن شاء الله من الصابرين`. كان يعلم تماما أن مشيئة الله هي خير له، فمدى عظمة الصبر في مواجهة ابتلاء شديد لا يستطيع التحمل إلا الصابرون، سواء كان الأب الذي يضحي بولده، الذي هو أغلى شيء في حياته، ليطيع أمر الله سبحانه وتعالى، أو الابن الذي لا يخشى الموت ولا يرفض أبدا، بل يهون عليه نفسه من أجل إرضاء الله وتنفيذ مشيئته.
فوض سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل أمرهما إلى الله، ورغم وسوسة الشيطان لهما، إلا أن إيمانهما بالله كان الأقوى. وأخذ إبراهيم عليه السلام في رجم الشيطان حتى يتوقف عن وسوسته وشره، واتجه بابنه إلى مكان بعيد لينفذ أمر الذبح، بعيدا عن أمه التي ستنفطر على ولدها رغم قوة إيمانها بالله، إلا أنه في النهاية قلبت أمه. وعند وقت الذبيحة، قال إسماعيل لأبيه: “يا أبت، لا تربطني بالحبال، حتى لا تقول الملائكة إنه جزع من أمر الله جل علاه، فأنا مستسلم، يا أبت، أحمي السكين جيدا واضربني بقوة على وجهي حتى لا أنظر إليك، فتأخذك الشفقة في تنفيذ أمر الله”. فرد عليه أبوه قائلا: “نعم، أنت عون لأبيك يا إسماعيل، يا أجمل ولدي.
ثم قال له إسماعيل: `يا أبت، اخلع قميصك حتى لا يسقط عليه الدم وتراه أمي وتحزن عليه`. وعندما بدأ سيدنا إبراهيم في الذبح، وكان المشهد مليئا بالدموع والألم الشديد، أخذ السكين ليضرب بها رقبة إسماعيل. ولكن بمعجزة من الله سبحانه وتعالى، لم تقطع السكين شيئا، وهذا كان أمرا من الله لينادي إبراهيم قائلا: `يا إبراهيم، قد صدقت الرؤيا، إنا كذلك نجزي المحسنين. إن هذا هو البلاء المبين. وفديناه بذبح عظيم`. وأنزل الله كبشا عظيما كفدية لإسماعيل، وقيل أنه كان كبشا أبيض اللون، وعاش في الجنة لمدة أربعين سنة، ثم قدم كفدية لروح ابنه إسماعيل عليه السلام.
شاهد أيضًا: من أين جاء الكبش الذي فداه الله به إسماعيل؟ ومن هو الذي أكله بعد الذبح
دروس وعبر من الأضحية
أولا، الهدف من الابتلاء ليس لكي نعذب في الدنيا، لكن الله يبتلينا ليهذبنا، والدليل على ذلك هو رضا سيدنا إبراهيم على ابتلائه وصبره على أحكام الله وتنفيذ مشيئته بذبح ولده الوحيد الذي تمناه وانتظره طويلا، ولما فداه الله بكبش من الجنة، فلم يكن الأمر سوى اختبارا لصبر سيد إبراهيم وولده، ومن هنا أصبح هذا اليوم عيدا للمسلمين، وتنفيذا لشعائر الله بذبح الأضحية ليتقرب الناس من الله، كدرس وعظة من قصة سيدنا إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام.
– ثانيًا هو عدم الاستسلام لإبليس ووسوسته كما فعل معه سيدنا إبراهيم حيث ظهر له إبليس أملاً منه في جعله مخالفًا لأمر ربه عاصيًا له فرجمه سيدنا إبراهيم بالحصى إهانةً له حتى يبتعد عن طريقه، وبالفعل حتى يومنا هذا أصبحت الثلاثة مواضع التي ظهر فيها إبليس هو مكان رمي المسلمين للجمرات كإحياء لسنة إبراهيم عليه السلام.
شاهد أيضًا: قصة كبش إسماعيل مختصرة
ذبح سيدنا إسماعيل وأهم الأسئلة الشائعة
سبب ذبح سيدنا إسماعيل؟
أمر الله سبحانه وتعالى سيدنا إبراهيم بذبح ولده إسماعيل ليختبر صبره على قضاء الله وقوة إيمانه بالله، ولكن الله لم يرد أبدًا أن يُعذب عباده، وإنما له عز وجل في كل أمر حكمة.
ما هو عمر سيدنا إسماعيل عند الذبح؟
عندما قتل سيدنا إسماعيل، كان الفراء يقول إنه كان في الثالثة عشرة من العمر، وأكد ابن عباس أنه كان في سن الاحتلام، والله أعلى وأعلم.
مكان ذبح إسماعيل عليه السلام؟
تم ذكر مكان ذبح سيدنا إسماعيل في جبل ثبير بمكة المكرمة، حتى وصل الأمر إلى أن رأس الكبش بقي معلقًا حتى وقت قريب من بعثة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم.