يوجد الكثير من الكتب الحديثة الشهيرة والمعروفة، ومن أشهرها كتب البخاري ومسلم، وسنن أبي داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وموطأ مالك، ومسند أحمد، وسنن الدارمي، بالإضافة إلى ما قام به الشافعي والفقهاء من تأليفات، ومن بين أبرز ما تم كتابته في هذا المجال ما قام به ابن تيمية وتلميذه وغيرهم من كتب قدمت قيمة مضافة للعلوم المتعلقة بالسنة والحديث.
من هو مؤلف كتاب ميزان الاعتدال
أحمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي شمس الدين أبو عبدالله حافظ، المؤرخ العلامة ذو الأصل التركماني، ينتمي إلى ميافارقين، ومكان ميلاده هو دمشق.
ارتحل الذهبي كثيرًا حتى أنه زار القاهرة وأصيب بالعمى في عام 741 هجرية، وله العديد من المؤلفات منها المشتبه في الأسماء والأنساب والكنى والألقاب، كتاب العباب، تاريخ الإسلام الكبير، سير أعلام النبلاء، الكاشف في تراجم رجال الحديث، طبقات القراء وغيرها العديد المؤلفات التي يتصل إلى ما يقارب المائة.
كتاب ميزان الاعتدال
ميزان الاعتدال في نقد الرجال” هو كتاب قام بتأليفه الحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز شمس الدين الذهبي، وهو ينتمي لكتب الجرح والتعديل، وتحديدًا هو كتاب نقدي يقوم بتقييم رواة الآثار أو رواة الحديث.
قام المؤلف بكتابة كتاب الاعتدال بعد أن كتب كتاب المغني في الضعفاء، ويندرج الكتاب في نفس سياق كتاب ميزان الاعتدال ولكنه يشتمل على عدد أكبر من الرواة. قد زاد المؤلف عدد الرواة الموثوق بهم، كما ذكر مجموعة من الرواة الكاذبين والضعفاء وأولئك الذين يتمتعون باللين والمقبولين في الشواهد. وقد تضمن الكتاب أيضا الرواة الصادقين أو المستورين الذين يتمتعون باللين، والمجهولين، والرواة الموثوق بهم الذين تحدث عنهم أشخاص لا يلتفتون إليهم. حتى الذهبي، المؤلف الكتاب، قال عن كتابه: `يتضمن كتابي هذا ذكر الكذابين والواضعين، ثم يتطرق إلى المحدثين الصادقين أو الشيوخ المستورين الذين يتمتعون باللين ولكنهم لم يصلوا إلى مستوى الإثبات المتقن، ومن ثم يتناول العديد من الرواة المجهولين`.
من بين الكتب التي ذكرت في كتاب `ميزان الاعتدال` التي ذكرها الذهبي فيما يتعلق بالراويين:
كتاب الضعفاء الكبير لأبي جعفر محمد بن عمرو بن موسى بن حماد العقيلي المكي.
يتحدث كتاب `المجروحون من المحدثين` للحافظ محمد بن حبان البستي.
كتاب `الكامل في ضعفاء الرجال` للإمام الحافظ أبي أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني.
الكتاب المسمى “الضعفاء” للمؤلف محمد بن الحسين أبي الفتح الأزدي.
كتاب `الضعفاء والمتروكين` للدارقطني لـ علي بن عمر الدارقطني.
الضعفاء” هي عنوان كتاب للمؤلف محمد بن أحمد بن أبي أحمد الحاكم.
يتحدث كتاب “الذيل على الكامل” لمؤلفه محمد بن طاهر أبي الفضل المقدسي.
كتاب `الضعفاء والمتروكين` للعالم عبد الرحمن بن علي أبي الفرج بن الجوزي.
كتاب “ذيل ديوان الضعفاء والمتروكين” للذهبي.
فوائد مستنتجه من كتاب ميزان الاعتدال
قدم كتاب ميزان الاعتدال مجموعة من الفوائد منها:
كان أبو الفتوح الأزدي مسرفًا في الانتقاد ولا ينبغي الاعتماد على ما يقوله في الانتقاد، حيث أن لسانه يعاني من الرهق.
في الكتاب، قام بالرد على ابن حجر وأوضح أن الجرح الذي تعرض له لا يمكن اعتماده.
فيما يتعلق بكتاب الضعفاء لابن الجوزي، فقد أشار فيه إلى أنه يقوم بعرض الجرح وليس التوثيق.
وصف الحاكم في ترجمة أبي بكر بن نقاطة ميزان الاعتدال في هيبة الفصيح قائلاً: (كان يضع الحديث، كاشفته، ونصحته، واستحييت من فصاحته).
وصفالمحدث السعد بأنه يمتلك القدرة على قراءة ميزان الاعتدال، مما يسهل عليه التعامل مع ما كتبه علماء الجرح والتعديل، ويمكنه الموازنة بين كلامهم.
قال الأزدي عن عمر بن محمد بن المنكدر: في قلبه شيء، فعلق الذهبي قائلا: احتج به مسلم، فليسكن قلبك.
أقوى ما قاله الذهبي في النقد كان في كتابه حول عيسى بن مهران حيث وصفه بالرافضي الكاذب الجبان.
ينتقد الصغار الذين يقومون بإساءة الظن والتجريح في الكبار، ومن بين ما قاله في الرد على قطبة حول فضيل بن عياض: `فمن هو قطبة؟ وما هي قطبة ليجرح وهو هالك.
قال في ترجمة الفخر بن الخطيب أنه كان ذكيا وعاقلا، ولكنه لم يترك أثرا، وكان لديه شكوك حول بعض مسائل دينية مهمة.
وذكر في ترجمة عيسى (وهو الخيّاط والخبّاط ويعمل في المعاشات الثلاثة، ونقل ابن سعد عنه: أنا حناط وخيّاط وخبّاط).
بخصوص ترجمة ابن الفارض، فإنما قال ما يعني أن بعض الصوفية يرتدون الزي ويرتدون العبارة ويتحدثون عن الفلسفة والأفاعي، وقد نصحناك بهذا، والله المستعان.
أشار الثقة الحافظ إلى أنه إذا تفرد الشخص بالأحاديث، فسيكون ذلك مفيدًا لرفع رتبته وإكمال تأهيله، ولكن ذلك لا يعني أن يتم تغطية أخطائه.
ذكر في مسلم أن علي بن الجعد، وهو أكبر شيخ لهم، لم يرو عنهم شيئًا لأنه كان يحمل بدعة، وجاء عنه أنه يعفو عن من يقول بخلق القرآن.
من عيوب كتاب كامل ابن عدي، يتضمن ترجمة لشخص بخبر باطل لم يحدث له قط، ولكن وُضعت في الكتاب بعد وفاته.
صرح نصر بن عبدالله بن دينار، الذي كان مولى لابن عمر، وقال عنه (حجة بالإجماع، وثقه أحمد ويحيى وأبو حاتم)، وبذلك عارض عقيلي فيما قاله.
فيما يتعلق بضعف ابن حبان، قال فيه (وأما ابن حبان فإنه خساف قصاب) وأيضاً قال (وأما ابن حبان فذكره في “الثقات” فأساء، ولكنه ذُكِر أيضًا في “الضعفاء” فأجاد).
وفقًا لنقد ترجمة زاهر الشحامي، فإن السماع صحيح، ولكن يخل بالصلاة، لذلك تركه غير واحد من حفاظ الحديث تورعًا، وكبرًا وتجاسرًا آخرين.