فوائد تعليم الطفل لغة أخرى .. ونتائجها مستقبلًا
لا ينبغي التفكير بأن الوقت مبكر جدا لتعليم الأطفال لغة أخرى، حيث يمكن أن يكون تعلم اللغات المختلفة ممتعا للغاية وأن الفوائد الاجتماعية والذهنية التي يتمتع بها الأطفال قد تدوم طوال حياتهم، وهذه بعض الأسباب التي تدفع الآباء لتعليم أطفالهم لغات أخرى وكيف يؤثر ذلك على حياة الطفل بشكل عام.
فوائد تعليم الطفل لغة أخرى في سن الطفولة
- بداية قوية
الأطفال الذين يتعلمون لغة أخرى قبل بلوغ سن الخامسة يستخدمون نفس جزء الدماغ الذي يتعلمون به لغتهم الأم لفهم وإدراك اللغة الأخرى. وعلاوة على ذلك، لا يخاف الأطفال الصغار من ارتكاب الأخطاء، وهو خطأ يقع فيه غالبا من هم أكبر سنا.
- البدء مبكرًا، يعني الثبات لفترة طويلة
تؤثر المدة التي يستغرقها الشخص في تعلم لغة بشكل كبير على التطور الفكري، حيث إن قضاء وقت أطول في تعلم اللغة يمنح المتعلمين فرصة أكبر لتطوير رابط أقوى مع ثقافة الدولة الأخرى واللغة التي يتعلمونها.
- تغذية الدماغ
تساعد تعلم لغة أخرى الطفل على اكتساب مهارات حل المشكلات والتفكير النقدي ومهارات الاستماع، بالإضافة إلى تحسين الذاكرة والتركيز والقدرة على أداء المهامات. ويظهر الأطفال الذين يتقنون اللغات الأخرى أيضًا علامات على زيادة الإبداع والمرونة الفكرية.
- تعزيز الأداء الأكاديمي لدى الطفل
تؤثر الفوائد الفكرية لتعلم لغة أجنبية بشكل مباشر على أداء الأطفال الأكاديمي في المستقبل، بالمقارنة مع الأطفال الآخرين الذين يعرفون لغتهم الأم فقط. يحصل الأطفال ثنائيو اللغة على تحسن في مستويات القراءة والكتابة والمهارات الرياضية، ويحققون نتائج أفضل بشكل عام في الاختبارات.
- تعزيز الفضول، التعاطف، والحساسية لدى الطفل
“يمكن للأطفال الذين يتعلمون لغة جديدة أن يظهروا سلوكيات إيجابية أكثر تجاه الثقافة المرتبطة بهذه اللغة. فتجربة تعلم لغة جديدة تسمح للأطفال بالتعرف على عالم جديد وتوفر لهم فرصة لاكتشافه.
نتائج تعلم الطفل اللغة في سن المراهقة
- زيادة الثقة بالنفس والشعور بالإنجازات
يساعد تعلم لغة أخرى الشخص على الشعور بالثقة بالنفس والإنجاز. فهو لا يساعد فقط على التنمية العاطفية والفكرية، بل يساعد أيضًا على التواصل بطريقة أفضل، وتحقيق الأهداف، وتقدير الذات.
- زيادة فرص القبول في الجامعة
تعتبر اللغات مهارات رائعة تساعد الطلاب في الحصول على فرصة القبول في الجامعة. يفضل المديرون في الجامعات الطلاب الذين قضوا بعض الوقت في تعلم لغة أجنبية على مدار عدة سنوات، ويمكن أن يزيد ذلك من فرص قبولهم في الفرع الذي يختارونه.
- تعزيز مهارات العمل والوظيفة
تعد المهارات اللغوية قوية وتنافسية في سوق العمل، سواء أكان الشخص يخطط لدخول الكلية أم لا، وتعتبر اللغات من بين أقوى ثمان مهارات مطلوبة في جميع المجالات الوظيفية، بغض النظر عن القسم الذي يعمل به الشخص أو مستوى مهاراته، وتتزايد أهمية المهارات اللغوية في القطاعين الحكومي والخاص، وكذلك في قطاع غير الربحي.
- تطوير الدماغ
الأشخاص الذين يتعلمون أكثر من لغة غالبًا ما يكون لديهم مهارة أكبر في حل المشكلات، بالإضافة إلى تحسين الذاكرة، التركيز، والقدرة الفكرية. التلاميذ الذين يقومون بدراسة لغة أخرى ايضًا يحققوا نتائج أكبر ويمكنهم الوصول إلى مستويات أكاديمية أعلى في العمل مقارنةً بالطلاب الآخرين.
- الاستمتاع أيضًا
يحتاج تعلم لغة جديدة إلى الوقت والجهد، ولكنه لا يعني دائمًا أنه الهدف النهائي. يمكن أن يكون تعلم لغة جديدة، خاصةً عند زيارة بلد المنشأ، ممتعًا للغاية. تعد استخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي داخل وخارج الصف من أهم الأسباب التي يحب الطلاب تعلم اللغات من أجلها.
- تحول الشخص إلى إنسان متعاطف
التحدث بلغة أخرى يمثل وسيلة مباشرة لتعلُّم ثقافة جديدة والتواصل معها، مما يتيح للفرد اكتساب معرفة حول الثقافات الأخرى وفهم أعمق لكيفية تفكير الناس ورؤيتهم للعالم.
نتائج تعلم اللغة في سن الجامعة
- التعمق بالدراسة
اللغات لها دور مهم في جميع مجالات الدراسة، وتعمل العديد من فروع علم اللغة على تطوير دورات تدمج استخدام اللغات في تخصصات أخرى مثل الأعمال التجارية والصحة والهندسة والخدمات الاجتماعية، مما يمكن الطلاب من تطبيق المهارات اللغوية بشكل أفضل في مستقبلهم المهني. وعلى الرغم من أن الشخص ليس بحاجة إلى اختصاص رئيسي أو ثانوي في لغة ما للاستفادة من فوائد تعلمها، إلا أنه يجب الأخذ بهذا الأمر في الاعتبار. فمعظم التخصصات اللغوية تكون تخصصات مزدوجة.
- الحصول على فرصة للدراسة في الخارج
يوفر تعلم لغة أخرى فرصا للأفراد لدراسة وإكمال التعليم دون الحاجة إلى الانتظار حتى يتخرجوا، كما تمنح العديد من المنح الدراسية للطلاب الذين يتمتعون بمهارات لغوية تفوق لغتهم الأم، وعادة ما يحصل الطلاب ذوو المهارات اللغوية المتعددة على فرص لمتابعة الدراسة في الخارج والاستفادة من الفرص المتاحة.
- تشكيل أصدقاء جدد
قد يكون الوصول إلى الحرم الجامعي كطالب جديد أمرًا مخيفًا في البداية، ولكن البرامج اللغوية تعتبر طريقة رائعة للتواصل بسرعة مع الأشخاص والأصدقاء ذوي التفكير المماثل،حيث يتم تقديم العديد من هذه البرامج في فصول دراسية أصغر، أو أنشطة غير منهجية، أو حتى طاولات الطعام أو مقاعد الجلوس الخاصة باللغة.
- الخروج عن الحشد
على الرغم من أهمية تعلم لغة أخرى والطلب الكبير على المهارات اللغوية، يتقن عدد قليل من الطلاب في الجامعات لغة أخرى بالإضافة إلى لغتهم الأم. وعندما تجتمع اللغة الأخرى مع المعرفة والمهارات المهنية في مجال آخر، فإن ذلك يجعل الشخص متميزًا حقًا.
كيفية مساعدة الطفل على تعلم لغة أخرى
- التحدث مع الطفل بهذه اللغة
إذا كان الوالدين يتحدثان باللغة التي يريدون تعليمها للطفل، فمن الجيد التحدث بهذه اللغة مع الطفل لجعله يشعر بالراحة أثناء التحدث بها، ويمكن للطفل تعلم لغة أخرى بنفس الطريقة التي تعلم بها لغته الأصلية من والديه.
- دراسة اللغة مع الطفل
إحدى أفضل الطرق لتشجيع الطفل على القيام بأمر مرهق هو تجربة هذا الأمر مع الطفل، ويمكن دراسة اللغة مع الطفل لإظهار له كيفية تخطي الصعوبات في التعلم، ويمكن أن يقوي هذا المنهج مهارات الطفل، وهي أيضًا طريقة رائعة للتواصل بين الأهل والطفل.
- الانضمام إلى دورة تعليمية
دورات اللغة يمكن أن تكون وسيلة رائعة من أجل التعلم بسرعة. قد لا تساعد مدرسة الطفل على تعلم لغة معينة، لكن هناك العديد من المؤسسات التي توفر للطفل الفرصة من أجل توسيع مهاراته اللغوية. هذه الطريقة تعد بديلة عن سفر الطفل حيث يمكنه من خلال الدورة التعمق بهذه اللغة وبناء رابط اقوى معها.
- البحث عن مجموعة تدرس هذه اللغة
بالإضافة إلى الدورة التعليمية، يمكن للطفل الاستفادة من الانضمام إلى مجموعة تدرس نفس اللغة، حيث يتاح له الفرصة لإيجاد الأصدقاء أو الأقران الذين يحاولون تطوير مهاراتهم.
- استعمال أدوات التعليم عن طريق الإنترنت
يمكن استخدام التطبيقات والأدوات الذكية عبر الإنترنت كطريقة فريدة ورائعة لتعلم اللغات، ومن بين التطبيقات الشهيرة لتعلم اللغات هو تطبيق دوولينجو، الذي يساعد على تدريب العبارات القصيرة وتعلم المفردات الجديدة وتطوير مهارات النطق.