فوائد الليجو في علاج التوحد
يتميز العب الطفل بأهمية كبيرة في بناء شخصيته وتعزيز ثقته بنفسه وبالآخرين، كما يساعد اللعب على تطوير مهارات الطفل وجعله طفلا مبدعا، وتعتبر لعبة الليجو إحدى الألعاب الأكثر تفضيلا لدى الأطفال، فهي تزيد الثقة والقدرة على التعامل مع الآخرين، ويمكن استخدامها في تشخيص حالات الإصابة بالتوحد .
وجد الباحثون أن لعب الأطفال التوحديين بالليجو يعمل على تنمية الحس الاجتماعي والتفاعلي لديهم، حيث لاحظ الباحثون مشاركة كبيرة بين الأطفال عند لعب الليجو، وقد ظهرت مؤخرا مراكز تدريبية للأطفال التوحديين تستخدم الليجو كوسيلة لعلاج التوحد، وتستخدم أنماطا مختلفة للاستفادة من الليجو .
كيفية العلاج بالليجو
يفترض أن يكون العلاج بالليجو عبارة عن دورة تدريبية للطفل تستمر ل8 أسابيع بمعدل ساعتين كل أسبوع ، وعادة تبدأ الدورة بجلسة تعارف يتم فيها تبادل التحية بين الأطفال ، والمدربين ، ويقوم المدربون بتقسيم الأطفال لمجموعات ، ويقوم المدرب بإسناد دور لكل طفل ، فيمثل طفل ما دور المهندس ، والذي يقوم بتوجيه باقي العاملين معه ، ويسند دور المورد لطفل أخر ، والذي يمكن أن يكون هو المسئول عن إيجاد القطع اللازمة للبناء .
يتم تكليف المدرب بدور العامل للطفل الآخر الذي يقوم ببناء الشكل المتفق عليه عن طريق تركيب القطع، ويتناوب الأطفال الثلاثة على الأدوار خلال جلسة اللعب، بحيث يقوم كل طفل بدور الآخر، مما يسمح لهم بالتفاعل والتعاون مع بعضهم البعض .
يساعد هذا الأسلوب على تعزيز نمو الأطفال واعتمادهم على أنفسهم، حيث يعمل اللعب بطريقة الاعتماد على الذات في إكمال البناء، وذلك لتنمية قدرات الطفل الإبداعية وتطوير قدرته على حل المشكلات .
يعمل اللعب التعاوني عندما يعتمد الأطفال على بعضهم البعض لإنجاز بعض المهام، ويساعد في تطوير فكرة التعاون والعمل الجماعي، واللجوء إلى بعضهم عند الحاجة لحل مشكلة معينة. وخلال اللعب، يحتاج المهندس إلى المورد والعامل، ويحتاج كل فرد إلى الآخر لإكمال المهمة المعينة. وتوزيع الأدوار هو أحد الأساليب الإبداعية لتنمية مهارات الأطفال، وخاصة أطفال التوحد .
من أهم العوامل التي جعلت من الليجو علاجا ناجحا للتوحد، هو معرفة معظم الأطفال باللعبة، حيث لا يميل المصابون بالتوحد لممارسة الأنشطة الجديدة التي يصعب فهمها، وهذا يعد من عوامل نجاح الليجو. وبسبب ميل المصابين بالتوحد إلى التنظيم والترتيب بصورة كبيرة، يلبي لعبة الليجو هذا الاحتياج، وأظهرت الأبحاث أن المصابين بالتوحد يستطيعون إنجاز لعبة الليجو بمهارة غير مسبوقة، وهذا يزيد من ثقتهم بأنفسهم، وهو أحد أهداف الدورة التدريبية التي يحث عليها الآباء والمدربون .
للأسف، الليجو لا يناسب جميع فئات المصابين بالتوحد، فهو يناسب فئة عمرية محددة وظروف توحد معينة، ولكنه يساعد الأطفال في العلاج النسبي البسيط لبعض الأمور مثل:
– صعوبة التواصل والتعامل مع الأخرين .
– يعمل على تقليل ميل الطفل للعزلة .
تساعد تكرار الأفعال والكلام على تطوير مهارات الطفل .
التغلب على عدم القدرة على التعبير .
– إتباع نظام معين .
يجب على الآباء اتباع بعض الأمور لمساعدة طفل التوحد
يمكن للعثور على علاج فعال المساهمة بشكل كبير في تطوير مهارات الطفل وزيادة قدرته على الإبداع .
يجب تجنب الاعتماد على العلاجات التي تعتمد على الإعلانات الترويجية، وينبغي البحث عن مصادر ذات مصداقية، وهذا يتطلب من الآباء البحث عن الأماكن الموثوقة لعلاج أطفالهم .
ينبغي للآباء أن يتأكدوا مما إذا كانت مراكز علاج التوحد التدريبية التي يتم الاعتماد عليها تعتمد على دراسات حديثة وموثوق بها في مجال علاج التوحد أم لا، ويجب عليهم التأكد من اتباع هذه المراكز للدراسات العلمية الموثوق بها والمنشورة والتي تحتوي على أحدث الأبحاث .
على الرغم من حداثة التقنيات المستخدمة في علاج التوحد، إلا أنها حققت نجاحًا باهرًا في مساعدة الأطفال المصابين بالتوحد على الخروج من عالمهم المنعزل والانخراط في العالم الخارجي والتواصل مع الآخرين .