أظهرت دراسة نشرت في يوليو الماضي في مجلة متخصصة في تخثر الدم السريري والتطبيقي أن مادة البيكنوجينول (pycnogenol)، وهي مستخلص نباتي مضاد للأكسدة من لحاء شجرة الصنوبر البحرية، تعالج تقرحات الساق لدى المرضى الذين يعانون من تقرحات الساق السكرية. وأهم النتائج كانت أن المرضى الذين تم علاجهم بالبيكنوجينول عن طريق الفم أو تطبيقه موضعيا شهدوا انخفاضا بنسبة 74.4٪ في حجم التقرحة في غضون ستة أسابيع.
اعراض ومضاعفات القدم السكري : وفقا للدكتور جياني بلكارو، الذي هو الباحث الرئيسي للدراسة، فإن غالبية حالات بتر الساق الناتجة عن مرض السكري تبدأ بتشكيل قرحة في الجلد، وتتبعها ضعف الدورة الدموية، ويمكن أن يتسبب مرض السكري في تليف الأنسجة وتلوينها، مما يؤدي إلى تفاقم درجة القرحة. وبسبب أن القرحة تظل مفتوحة، فهي أكثر عرضة للعدوى وصعوبة في الشفاء.
تم إجراء دراسة على عينة من ثلاثين مريضًا مصابين بمرض السكري ويعانون من اعتلال القدم السكري الحاد الذي يسبب تقرحات في الساق. تم تقسيم المرضى بشكل عشوائي إلى أربع مجموعات، وتم تقديم العلاج لهم يومياً لمدة ستة أسابيع، في جامعة كييتي-بيسكارا في إيطاليا.
نتائج البيكنوجينول : بعد ستة أسابيع من العلاج، أظهرت النتائج تحسنا في قرحة القدم للمرضى الذين استمروا في العلاج سواء عن طريق الفم أو الدهان الموضعي أو استخدامهما معا. لقد شهدت المجموعة التي تناولت بيكنوجينول عن طريق الفم واستخدمته موضعيا انخفاضا بنسبة 74.4٪ في حجم قرحة الساق. أما المجموعة التي استخدمت بيكنوجينول موضعيا فقط، فقد شهدت انخفاضا بنسبة 41.3٪ في حجم قرحة الساق، أما المجموعة التي تناولت بيكنوجينول عن طريق الفم، فقد شهدت انخفاضا بنسبة 33٪ في حجم قرحة الساق، بينما شهدت المجموعة الرابعة، وهي مجموعة السيطرة التي لم تتناول بيكنوجينول واعتمدت فقط على تعقيم الساق بشكل جيد، انخفاضا بنسبة 22٪. وتم شفاء 89٪ من المرضى الذين تم علاجهم بواسطة بيكنوجينول عن طريق الفم واستخدامه موضعيا .
تم تقسيم المشاركين في هذه الدراسة إلى أربع مجموعات، حيث تلقى المجموعة الأولى 150 ملجم من البيكنوجينول كعلاج عن طريق الفم و 100 ملجم من المسحوق تم وضعه موضعيا على المنطقة المتقرحة. تلقت المجموعة الثانية 150 ملجم من البيكنوجينول كعلاج عن طريق الفم، بينما تلقت المجموعة الثالثة 100 ملجم من العلاج الموضعي. ولم يتلق أي مشارك في المجموعة الرابعة أي رعاية طبية. واقتصرت الرعاية الواجبة على غسل وتنظيف المنطقة المتقرحة بالماء الدافئ والمطهرات المعتادة. وتم تلقي العلاج يوميا لمدة ستة أسابيع. وتم نسخ منطقة التقرح على ورقة بلاستيكية شفافة وتم تسجيل التكامل النسبي في نظام محسوب. وتم إجراء تقييم متتابع خلال الستة أسابيع، وتم استخدام النتائج المباشرة لتقييم النتائج، وخاصة مشاكل الجهاز الهضمي والتغيرات الجلدية وعلامات الحساسية وأي مظاهر أخرى. ولكن لم يتم الإبلاغ عن أي آثار جانبية.
بعد أكثر من 35 عاما من البحوث حول البيكنوجينول، تمت تأكيد قدرة المضادات الأكسدة على تحسين تدفق الدم وتعزيز الدورة الدموية. أكد الدكتور بيلكارو أن الفرق الذي تعرض للعلاج بالبيكنوجينول أظهر زيادة كبيرة في مستوى الأكسجين في الجلد وانخفاض ملحوظ في ثاني أكسيد الكربون. تشير هذه النتائج إلى أن البيكنوجينول يساعد في علاج الاعتلال العضلي الدقيق وتحسين الدورة الدموية الصغيرة التي تساهم في زيادة إمداد الأكسجين للأطراف. تحسين الدورة الدموية يقلل من خطر تطور القرحة.
فوائد البيكنوجينول الاخرى : أظهرت الأبحاث السابقة أن بيكنوجينول يمكن أن يكون مفيدا في معالجة مجموعة من المشاكل المتعلقة بمرضى السكري. أظهرت الدراسات السريرية التي شملت أكثر من 1200 مريضا أن العلاج ببيكنوجينول يحقق نتائج فعالة جدا في الوقاية من اعتلال الشبكية السكري ونزيف الشعيرات الدموية في العين، واللذين يتسببان في فقدان الرؤية بشكل دائم. تشير الدراسات الأخرى أيضا إلى أن بيكنوجينول فعال في تخفيض مستويات الجلوكوز وتعزيز صحة الأوعية الدموية لدى مرضى السكري من النوع الثاني بعد تناول 50-200 ملغ من بيكنوجينول .
إذا تركت الأضرار التي لحقت بالأوعية الدموية بسبب مرض السكري دون علاج، فسوف تظهر مشاكل أخرى في الدورة الدموية، مثل ارتفاع ضغط الدم، والذي يعاني منه 50% من مرضى السكري من النوع 2. ولكن الأدلة تظهر أن بيكنوجينول يقلل بشكل فعال من ارتفاع ضغط الدم، وتراكم الصفائح الدموية، والكوليسترول السيء ويعزز الدورة الدموية