فضل قول لا اله الا الله 100 مرة
الله شرع الذكر لكي نذكره في جميع أوقات النهار والليل. وقد ذكر الله تعالى المذكرين في كتابه، حيث قال: {إن الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ۗ ألا بذكر الله تطمئن القلوب} [الرعد: ٢٨]. ومن أفضل الأذكار والأقوال قول “لا إله إلا الله”، فإن من فضائل هذا الذكر، كما أخبرنا أهل العلم، أنه يحمي من الشرك وهو عبارة عن التقوى والإخلاص والتوحيد. إن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق وبعث الرسل وأنزل الكتب السماوية بهدف تحقيق هذه الكلمة. ومن فضلها أن من قالها في آخر كلامه في الدنيا دخل الجنة، وبها يغفر للمؤمنين ويتمكنون بها من النجاة من النار، وهي هبة أعطاها الله تعالى لعباده، حتى يعرفوها ويتعلموها، وبها يحمي الإنسان دمه وماله. وكانت هذه هي أول دعوة الرسل الكرام عليهم السلام وأول دعوة خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم.
فضل قول لا إله إلا الله في السنة النبوية
لم تهمل السنة النبوية جانب الذكر، فقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه على ذكر الله بأذكار محددة يحبها الله، ويفتح بها على عبده ويغفر له. وتعد كلمة التوحيد هي أفضل الذكر بعد القرآن الكريم، وتعتبر أثقل شيء في الميزان، وتغفر الله بها الخطايا والذنوب، وتجدد بها الإيمان، وعندما ينطق بها المسلم تصعد إلى السموات حتى تصل إلى الله جل جلاله، وهي من أفضل الأعمال، وتحمي المسلم من الشيطان، ويضاعف الله بها الأجر ويعتق بها الرقاب، ومن قالها بصدق وأداها حقها فإنها تحرم عليه النار .
وقد روي الكثير من حديث رسول الله عن فضل هذا القول فقال: (من قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ، له المُلْكُ وله الحمْدُ ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ. في يومٍ مائةَ مرَّةٍ ، كانت له عِدلُ عشرِ رِقابٍ ، وكُتِبت له مائةُ حسنةٍ ، ومُحِيَتْ عنه مائةُ سيِّئةٍ ، وكانت له حِرزًا من الشَّيطانِ يومَه ذلك حتَّى يُمسيَ ، ولم يأتِ أحدٌ بأفضلَ ممَّا جاء به إلَّا رجلٌ عمِل أكثرَ منه).
وفي مسند أحمد يروي أم هانئ بنت أبي طالب قائلة: مر بي ذات يوم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت له: يا رسول الله، إني قد كبرت وضعفت، فاطلب لي عملا يناسب حالتي الحالية. فقال لي: `سبحي الله مائة تسبيحة، فإنها تعدل لك مائة رقبة تعتقينها من ولد إسماعيل. واحمدي الله مائة تحميدة، فإنها تعدل لك مائة فرس مسرجة ملجمة تحملك في سبيل الله. وكبري الله مائة تكبيرة، فإنها تعدل لك مائة بدنة مقلدة متقبلة. وهللي الله مائة تهليلة.` قال ابن خلف: أعتقد أنه قال: `تملأ ما بين السماء والأرض.` ولا يرفع في ذلك اليوم عمل لأحد إلا أن يأتي بمثل ما أتيت به.` وهذا الحديث ذكره الألباني في السلسلة الصحيحة .
وقد ورد في الحديث : من قال قبل أن ينصرف ويثني رجليه من صلاة المغرب والصبح : الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات كتب الله له بكل واحدة عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات، وكانت له حرزا من كل مكروه وحرزا من الشيطان الرجيم، ولم يحل لذنب أن يدركه إلا الشرك، وكان من أفضل الناس عملا؛ إلا رجلا يفضله بقوله أفضل مما قال. صرح به أحمد وقال الهيثمي والمنذري: رجاله رجال الصحيح غير شهر بن حوشب. وقال الألباني: حسن لغيره.
معنى لا إله إلا الله
تعد هذه الكلمة شعار الإسلام والقول الفرقان بين الشرك والإسلام ، يقول تعالى: {شَهِدَ اللَّـهُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُوالْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ، لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} آل عمران:18 ، وتعني هذه الكلمة كما عرّفها العلماء أنّه لا مستحق للعبادة إلا الله تعالى ، وهي بذلك تتكوّن من شقين أساسيين هما نفي الألوهية الحقّة عن رب العزة سبحانه تعالى ، والركن الثاني هو إتثبي الألوهية الحقيقية لله جل وعلا دون سواه ، فـ (لا إله) تنفي كلّ شيء يعبد دون الله ، أمّا (إلا الله) فتوجب إثبات جميع أنواع العبادة وتوجهها لله تعالى وحده دون غيره ، فالله لا مشارك له في ملكه ولا شريك له في عبادته أيضًا .