العالمدول

عيد استقلال لبنان

يتم الاحتفال بعيد استقلال لبنان في الثاني والعشرين من نوفمبر من كل عام، وذلك للاحتفاء بذكرى نهاية الانتداب الفرنسي على لبنان عام 1943م، بعد فترة استمرت 23 سنة من الحكم الاستعماري.

جدول المحتويات

فترة ما قبل الاستقلال

مع بداية الحرب العالمية الأولى، بدأت السلطنة العثمانية في التفكك، وخشي العثمانيون استقلال العرب. لذلك، قامت الدولة العثمانية بإلغاء مقاطعة جبل لبنان التي كانت تتمتع بالحكم الذاتي في عام 1915م، ووضعت المجتمعات الجبلية تحت الحكم العسكري الطارئ. وبلغت أعمال القمع ذروتها في 6 مايو 1916م حين قتلوا 14 ناشطا وصحفيا، بما في ذلك مؤيدي الاستقلال العربي واللبناني والمسيحيين والمسلمين ورجال الدين والعلمانيين.

أصبح موقع إعدام النشطاء بوسط بيروت، والمعروف بميدان الشهداء، رمزا للتعبير السياسي العام في لبنان، وانهار احترام السلطة العثمانية في المجتمع المحلي بعد هذا الحدث. سيطر العثمانيون على إمدادات الغذاء من بلاد الشام أثناء الحرب، مما أدى إلى مجاعة هائلة وتقلص نصف سكان جبل لبنان.

الحكم الفرنسي على لبنان

بعد القمع العثماني وبعد طرد الأتراك من المشرق العربي في نهاية الحرب العالمية الأولى، أعلن المؤتمر الوطني السوري في دمشق الاستقلال والسيادة على منطقة ضمت لبنان أيضا عام 1920م، وفي بيروت عبرت الصحافة المسيحية عن عدائها لقرارات المؤتمر الوطني السوري، واستخدم القوميون اللبنانيون الأزمة لعقد مجلس من الشخصيات المسيحية في بعبدا وأعلنوا استقلال لبنان في 22 مارس 1920م، وعلى الرغم من هذه الإعلانات كانت المنطقة مقسمة بين البريطانيين والفرنسيين المنتصرين وفقا لاتفاقية سايكس بيكو.

تم إعلان إنشاء دولة لبنان بموجب التفويض الفرنسي المؤقت في أبريل 1920م، ووعدت المعاهدة الفرنسية اللبنانية لعام 1936م بحصولها على استقلال كامل وعضوية في مجلس الأمم خلال ثلاث سنوات، إلا أن الجمعية الوطنية الفرنسية المحافظة رفضت تصديق المعاهدة.

عندما استولت حكومة فيشي على السلطة في الأراضي الفرنسية في عام 1940م، تم تعيين الجنرال هنري فيرناند دنتز في منصب المفوض الأعلى للبنان، وأدى هذا التحول الجديد إلى استقالة الرئيس اللبناني إميل إده في 4 أبريل 1941م، وبعد 5 أيام، عين ألفريد نقاش لفترة رئاسة استمرت 3 أشهر فقط وانتهت بسقوط قوات فيشي في لبنان وسوريا، وفي النهاية، تم توقيع الهدنة في عكا لإنهاء الصدامات بين الجانبين وفتح الطريق أمام زيارة الجنرال شارل ديغول إلى لبنان وبالتالي إنهاء سيطرة فيشي.

انهاء الانتداب الفرنسي

: بعد أن أتيحت للزعماء اللبنانيين الفرصة لمناقشة قضايا السيادة والاستقلال، طالبوا ديغول بإنهاء الانتداب الفرنسي والاعتراف بالاستقلال اللبناني دون قيد أو شرط. وبعد الضغوط الوطنية والدولية، أعلن المندوب العام جورج كاتروكس باسم حكومته استقلال لبنان في 26 نوفمبر 1941م، واعترف بالاستقلال اللبناني من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والدول العربية والسوفيتية وبعض الدول الآسيوية، وتبادل بعضهم السفراء مع بيروت.

عيد استقلال لبنان

في 8 نوفمبر 1943م بعد انتخاب بشارة الخوري رئيسا وتعيين رياض الصلح رئيسا للوزراء، قام مجلس النواب بتعديل الدستور اللبناني لإلغاء المواد المتعلقة بالانتداب وتعديل صلاحيات المفوض السامي لإنهاء الانتداب. واستجابت فرنسا بالقبض على رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء وأعضاء الحكومة الآخرين، وتهجيرهم إلى القلعة القديمة في راشيا. وكانت هذه الحادثة هي التي جمعت الرأي العام المسيحي والإسلامي ضد الانتداب الفرنسي، مما أدى إلى ضغوط دولية تطالب بالإفراج عنهم، وانتشرت الاحتجاجات بشكل كبير في شوارع لبنان. وأخيرا، استجابت فرنسا للضغوط المتزايدة من الشعب اللبناني وأفرجت عن الأسرى في راشيا صباح يوم الاثنين 22 نوفمبر 1943م. ومنذ ذلك الحين، يحتفل بهذا اليوم باعتباره يوم استقلال لبنان.

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى