علاقة الروائح بالذكريات
هناك الكثير من الأحداث التي مررنا بها في الماضي، سواء كانت أحداثا سعيدة أو سيئة، ولكنها تندرج تحت مسمى الذكريات. ولكي نتذكر تلك الذكريات، ينبغي علينا بذل مجهود ذهني والتفكير في الماضي، ويتم التذكر بواسطة بعض الذكريات. ومع ذلك، هناك طرق يمكن أن تعيدنا إلى الوراء، مثل تذكر بعض الذكريات عن طريق الروائح.
تذكر الذكريات عن طريق الروائح
قد يتعرض الشخص لشم رائحة فطيرة أو أي منتج آخر قادم من أحد المطاعم القريبة، أو يشم رائحة عطر مميزة على شخص غريب، وعندما يحدث ذلك، قد تعود الذاكرة إلى الوراء لأيام الطفولة أو الدراسة.
أكدت العديد من الدراسات أن الروائح لها خاصية في إسترجاع الذاكرة وتذكرنا بالأحداث التي حدثت لنا في الماضي عند وجود تلك الروائح.
تذكرنا حاسة الشم بالماضي في بعض الأحيان، تمامًا مثل باقي الحواس التي نستطيع من خلالها استرجاع الذكريات، فنحن مرتبطون بالدماغ من خلال الحواس، والتي تدفعنا لاستحضار الذكريات المخزنة في المخ.
تعتمد ذاكرة الشم عند الثدييات على الذكريات، وتزداد هذه الذاكرة مع التقدم في العمر، نظرا لزيادة تراكم الذكريات في المخ، باستثناء بعض الأمراض التي تصيب المخ مثل الزهايمر والخرف وغيرها من الأمراض التي تؤثر على الذاكرة.
تشير بعض الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب قد يواجهون فقدانًا في حاسة السمع أو ضعفًا عامًا فيها.
حاسة الشم تتعامل مع الذاكرة
أظهرت بعض الدراسات العلمية أن الرائحة مرتبطة بجزء بروتيني موجود في المخ، وهو الذي يساهم في تحفيز الذاكرة عند استشعار رائحة سابقة.
تستطيع الخلايا العصبية الموجودة في المخ تمييز تلك الرائحة وتذكر الموقف أو الزمن الذي شممنا فيه تلك الرائحة في الماضي، وخاصةً فيما يتعلق بالعطور.
كما أن الخلايا العصبية التي توجد في حاسة الشم هي المسؤولة عن تغير سلوك الشخص أو تذكره للروائح التي شمها في الماضي.
تنتقل هذه الروائح عبر مناطق مختلفة في الدماغ، ومن بين هذه المناطق المسيطرة على الذاكرة والعواطف في نفس الوقت.
يحتوي جسم الإنسان على أعداد كبيرة جدًا من مستقبلات الروائح التي تصل إلى ما لا يقل عن 1000 مستقبل، وتنقسم إلى 4 مستقبلات للنظر و4 مستقبلات للمس و4 مستقبلات للشم.
وقد أجري اختبار لبعض كبار السن لاختبار مدى ذاكرتهم في الاسترجاع فوضع لهم صور وروائح وكلمات تذكرهم بالماضي فوجدوا أن لهذه الذكريات كلها تأثير لديهم ولكن أكثرها تأثير الذكريات التي أتت عن حاسة الشم أكثر من المؤثرات الأخرى، وبالطبع هذا لا ينطبق فقط على كبار السن بل ينطبق على جميع الأعمار.
قد لا تكون العلاقة بين الروائح والذاكرة مباشرة
أظهرت العديد من الدراسات وجود علاقة مباشرة بين حاسة الشم والذاكرة، فالذكريات التي ترتبط بالروائح قد تكون إيجابية أو سلبية، ولكن هناك بعض الروائح التي قد لا تكون مباشرة أو مشابهة للرائحة الأصلية، مما يجعل المخ يصعب عليه تذكرها بسهولة.
عندما يشم الإنسان رائحة ما، تمر الإشارات العصبية الشمية التي تمتد من المنطقة العلوية للأنف إلى المخ والبصلة الشمية فيه، وتخزن هذه الرائحة في خلايا المخ، ويتم استدعاءتلك الذاكرة عندما يتم تكرار تلك التجربة ويتم شم نفس الرائحة حتى بعد مرور سنوات.
عادةً ما تعيد الروائحالإنسان إلى ذكرياته السعيدة والحزينة وتثير مشاعر الخوف، حسب الرائحة التي تتعلق بتجاربه وخبراته في الماضي.