علاقة الاستروجين بعواطف المرأة
يرتبط هرمون الإستروجين بالحالة المزاجية والعاطفية للسيدات ، وهذا أمر واضح ، كما أن القلق والإكتئاب يؤثران على السيدات في سنوات إنتاج الإستروجين ، أكثر من الرجال ، وخاصة بعد سن اليأس ، كما يرتبط الإستروجين بالتقلبات المزاجية التي تحدث للسيدات أثناء فترة ما قبل الحيض ، أو إكتئاب ما بعد الولادة .
لم يتم التأكدبشكل واضح ومباشر من كيفية تأثير هرمون الإستروجين على العواطف، فعندما تكون نسبة الإستروجين غير كافية، فقد يؤدي ذلك إلى اضطرابات مزاجية، ويبقى الأمر غامضًا ولا يوجد تفسير واضح لمثل هذه التقلبات .
الإستروجين : يبدأ هرمون الاستروجين في سن المراهقة، عندما تبدأ المبايض في إطلاقه أثناء كل دورة شهرية، وفي منتصف الدورة، يرتفع هرمون الاستروجين بشكل مفاجئ، ويعمل على تحفيز إطلاق البويضات، ثم يبدأ في الانخفاض بسرعة مرة أخرى، وخلال نهاية الشهر، ترتفع مستويات هرمون الاستروجين وتنخفض تدريجيا .
تختلف مستويات هرمون الاستروجين بشكل واسع، ويظهر اختلاف في مستويات هذا الهرمون لدى السيدة في أيام مختلفة، أو بين سيدتين في نفس الأيام الشهرية، ويجب ملاحظة أن القياس الفعلي لمستوى الاستروجين لايتنبأ بالتغيرات المزاجية .
الإستروجين والدماغ :
لا يمكن الجزم بأن الإستروجين لا يلعب دورًا أساسيًا في تنظيم المزاج، فهذا الهرمون يؤثر على كل جزء في الجسم، بما في ذلك المخ الذي يتحكم في العواطف .
يشمل تأثير الإستروجين الآتي :
يزيد السيروتونين وعدد مستقبلات السيروتونين في الدماغ .
– يغير إنتاج وتأثير الاندروفين ، وهو عبارة عن مادة كيميائية تعطي الشعور بأنك بخير .
يحمي الأعصاب من التلف، ويمكن أن يحفز نمو الأعصاب .
ولا يمكن تنبؤ ما يفعله الإستروجين بداخل جسم المرأة ، فعمل الإستروجين يعد أمرا معقدا للباحثين ، حتى يتم فهمه بالكامل ، فعلى سبيل المثال على الرغم من التأثير الإيجابي لللإستروجين على الدماغ ، نجد أن العديد من السيدات تتحسن حالتهم المزاجية بعد الدورة الشهرية ، عندما يقل مستوى هرمون الإستروجين .
يعتقد بعض الخبراء أن هناك بعض النساء اللاتي يتعرضن لتغيرات في هرمون الإستروجين خلال الدورة الشهرية، ويشيرون إلى أن اضطرابات الهرمونات خلال فترة الإنجاب هي التي تسبب التقلبات المزاجية لديهن .
الإستروجين و متلازمة ما قبل الحيض :
تشعر نحو 90% من النساء بأعراض سلبية قبل بدء الدورة الشهرية، وعندما تكون هذه الأعراض شديدة وتؤثر على حياتهن، فإنهن يعانين من ما يعرف بمتلازمة ما قبل الحيض أو PMS، وتشمل هذه الأعراض:
تحدث أعراض جسدية وعاطفية قبل الدورة الشهرية بعدة أيام .
تختفي هذه الأعراض بعد انتهاء الدورة الشهرية، ولا تحدث في أي وقت آخر .
لا ترتبط هذه الحالة بتناول بعض الأدوية أو الكحول، ولا تتعلق بحالات صحية أخرى أيضًا .
تتضمن أعراض هذا المتلازمة تورم الأطراف والحساسية في الثدي، بالإضافة إلى بعض الأعراض العاطفية مثل الاكتئاب والغضب والعصبية والقلق والانعزال الاجتماعي، وتعاني ما بين 20٪ إلى 40٪ من النساء من متلازمة ما قبل الحيض في فترة معينة من حياتهنِما .
الإستروجين واضطرابات ما قبل الحيض PMDD :
تُعدُّ اضطرابات ما قبل الحيض درجة شديدة من متلازمة ما قبل الحيض، والتي يعاني خلالها النساء من بعض الأعراض السلبية التي تشمل بعض الأعراض العاطفية والجسدية الشديدة، والتي تؤثر على حياتهن اليومية، وتعاني فقط من 3 إلى 9 في المائة من النساء فقط من هذه الحالة .
يبدو أن الإستروجين هو المسؤول عن الاضطرابات المزاجية، ولكن هذا الأمر محاط بالغموض، وتتأثر السيدات اللاتي يعانين من اضطرابات ما قبل الحيض بالتقلبات الطبيعية للإستروجين خلال الدورة الشهرية ،
الإستروجين واكتئاب ما بعد الولادة :
تعد هذه الحالة شائعة ، على الرغم من ذلك تعاني 10-25 % من السيدات من الإكتئاب الشديد خلال أول ستة أشهر بعد الولادة ، ويبدو أن الإنخفاض الشديد للإستروجين بعد الولادة ، هو المسئول عن ذلك ، ولكن لم يتم إثبات ذلك بعد , ويتم علاج اكتئاب ما بعد الولادة مثل الأنواع الأخرى من الإكتئاب ، عن طريق تناول مضادات الإكتئاب ، أو بالمزج بينها وبين هرمون الإستروجين ، وفقا لما يوصي به الطبيب .
الإستروجين واكتئاب ما قبل إنقطاع الطمث :
تكون مستويات الإستروجين خلال الشهور والسنوات قبل انقطاع الطمث غير منتظمة وغير متوقعة ، ويعاني أكثر من 10% من السيدات الإكتئاب في هذه المرحلة من حياتهن ، واقترحت بعض الدراسات أن استخدم لصق هرمون الإستروجين تحت الجلد ، يحسن حالة الإكتئات في فترة سن اليأس .
الإستروجين واكتئاب ما بعد انقطاع الطمث :
ينخفض هرمون الإستروجين بعد دخول مرحلة انقطاع الطمث، ولكن تناول أدوية الإستروجين بالفم لا يحسِّن حالة الاكتئاب .