عبدالله كويليام مؤسس اول مسجد في بريطانيا
وليام هنري كويليام، المعروف أيضا باسم عبدالله كويليام، هو محام من ليفربول اعتنق الإسلام في عام 1887 عندما كان عمره 31 عاما بعد عودته من زيارة المغرب. واختار اسم عبدالله، وقد ذكر أنه أول مواطن إنجليزي يعتنق الإسلام. قام ببناء أول مسجد في إنجلترا وأنشأ مدرسة داخلية للبنين ومدرسة نهارية للبنات، بالإضافة إلى دار للأيتام ومأوى للآباء غير المسلمين الذين لا يستطيعون رعاية أطفالهم ووافقوا على تربيتهم كمسلمين. تضمن المعهد أيضا فصولا تعليمية تغطي مجموعة واسعة من المواضيع، ويضم متحفا ومختبرا للعلوم تم افتتاحه في يوم عيد الميلاد عام 188 .
سيرة عبدالله كويليام
– ولد ويليام هنري كويليام في العاشر من أبريل عام ١٨٥٦، في شارع إليوت رقم ٢٢ بليفربول، وقضى طفولته في جزيرة مان ولكنه قضى معظم حياته العملية في ليفربول وتلقى تعليمه في معهد ليفربول، وعمل كمحام في شارع الكنيسة رقم ٢٨ بليفربول، وكان محاميا جنائيا ودافعا عن العديد من قضايا القتل البارزة، ووصف بأنه “المدعي العام غير الرسمي في ليفربول”، كما أنه كان مؤسسا ورئيس تحرير العديد من المجلات وأنشطة النقابات .
اعتناق عبدالله كويليام الاسلام
ويليام هنري كويليام هو أول رجل إنجليزي يتحول إلى الإسلام بعد زيارته للمغرب، حيث اعتنق الدين وغير اسمه إلى عبد الله. بدأ كل شيء في أواخر القرن التاسع عشر عندما نصحه الأطباء بالسفر إلى الخارج، وزار طنجة في المغرب بعد وصوله إلى جبل طارق. وفي خطابه في القاهرة عام 1928، قال: “بعد وصولي إلى جبل طارق، سافرت إلى طنجة لرؤية أراضي المغرب .
رحلة عبدالله كويليام إلى طنجة
ذكر عبدالله كويليام عن رحلته إلى طنجة قائلا، عندما كنت على متن العبارة، شاهدت بعض الحجاج المغاربة يجلبون الماء من البحر ويستخدمونه بعناية في غسل أنفسهم. أدهشني الطريقة التي يؤدون بها المصلون المسلمون صلواتهم بتفان في دينهم. بمجرد مغادرة السفينة الميناء، وقف الحجاج في طابور وبدأوا في أداء الصلاة بتخشع وسكينة، دون أن تؤثر فيهم شدة الرياح العاتية أو اهتزاز السفينة .
تأثر كويليام من المغتربين الحجاج وتغير المشهد كليا فيه، فقرر التعرف على المزيد عن الإسلام عند وصوله إلى طنجة، حيث التقى رجلا مسلما وصديقا له، وتحدثا بالإنجليزية، وتبادلا الأفكار حول مبادئ الإسلام والروابط التي تجمع المسلمين، وقدم له صديقه المغربي رجلا يهوديا ليشرح له المزيد عن الإسلام بطريقة مبسطة، واستمع كويليام بعناية وأدرك أن ما سمعه كان معقولا ومنطقيا، وفي محاضرة عقدت في مركز جمعية الشباب المسلم في مصر، قال كويليام “شعرت أنها لا تتعارض مع معتقداتي .
الاعمال الادبية لعبدالله كويليام
– قام كويليام بكتابة كتيب يحمل عنوان “دين الإسلام”، وطبع 2000 نسخة من النسخة الأولى و 3000 نسخة أخرى تم نشرها في عام 1890، وكتب أيضا “الهلال” وهو سجل أسبوعي للإسلام في إنجلترا، وحرره كويليام لتمثيل المسلمين في إنجلترا بين عامي 1893 و 1908، وتعتبر هذه الوثائق الفريدة سجلا تاريخيا للوضع الإسلامي وتحولات المجتمع في عصر الاستعمار البريطاني، وتم نشرها دوليا، وكانت المجلة الشهرية التي نشرها عبدالله كويليام تحمل عنوان “العالم الإسلامي” وتم تداولها في جميع أنحاء العالم .
شيخ الجزر البريطانية
حصل عبدالله كويليام على العديد من الألقاب المهمة، بما في ذلك خليفة الإسلام، ومنحه السلطان عبد الحميد الثاني لقب شيخ الإسلام للجزر البريطانية، واعترف أمير أفغانستان بأنه شيخ المسلمين في بريطانيا، وتم تعيينه أيضا نائبا للمستشار الفارسي في ليفربول من قبل الشاه .
بناء أول مسجد في بريطانيا
في عام 1887، عاد وليام إلى ليفربول وأعلن أنه أسلم. ووفقا لجامعة كارديف، بدأ عبد الله كويليام عقد اجتماعات للراغبين في الدخول في الإسلام، وتشير هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) في أحد مقالاتها إلى أن كويليام قد تمكن من تحويل 600 شخص إلى الإسلام في جميع أنحاء المملكة المتحدة كونه واعظا، بالإضافة إلى عمله على الدفاع عن حقوق الأشخاص المختلفين والملونين في ليفربول .
وفي الواقع ، كان هذا الرجل وراء إنشاء أول مسجد في ليفربول في عام 1893 ، وقد استطاع جمع التبرعات والعثور على أماكن في بروجهام تيراس لاستخدامها في بناء مسجد وقاعة اجتماعات ، وتضمنت المنشأة مدرستين مسلمتين ، ودار للأيتام ، ومتحف للثقافة الإسلامية ، ومكتبة ومرافق تعليمية للصفوف العاملة في ليفربول .
وقد تم دعم مبادرته من قبل الإمبراطورية العثمانية بناء على سمعته في اعتناقه للإسلام وأعماله، وبعد عام واحد، تم تعيينه من قبل الإمبراطورية العثمانية كشيخ للإسلام في الجزر البريطانية، وتم ترجمة كتابه عن الإسلام، بعنوان `دين الإسلام`، إلى 13 لغة، وذلك بأوامر من الملكة فيكتوريا .
دور كويليام في نشر الاسلام في إنجلترا
تحول عدد من الشخصيات البارزة إلى الإسلام نتيجة لوعظ كويليام، وكان من بينهم الأستاذان نصر الله وارن وهاشم وايلد، وكذلك روبرت ريشيد ستانلي، وجيه بي، ورئيس بلدية ستاليبريدج السابق، وتشير التقديرات إلى أن حوالي 600 شخص اعتنقوا الإسلام في بريطانيا نتيجة مباشرة لعمل كويليام .
وفاة عبدالله كويليام
كان على كويليام أن يغادر إنجلترا في النهاية بعد مواجهة العداء والاضطهاد ، وهي أول تجربة للخوف من الإسلام في المملكة المتحدة ، وعاد في النهاية إلى المملكة المتحدة ، وتوفي في عام 1932 بالقرب من ووكينغ ، ودفن في مقبرة بروكفيلد حيث دُفن أيضًا عبدالله يوسف علي ، ومارمادوك بيكتال ، ولورد هيدلي .