يعتبر الكتان أحد أوائل المحاصيل التي عرفها الإنسان، حيث كان الهدف الرئيسي من زراعته هو الحصول على الألياف النباتية. وعندما انتشر استخدام القطن في صناعة الملابس، تراجعت زراعة الكتان، ولكن في الآونة الأخيرة أصبح الناس أكثر وعيا بالفوائد الصحية للنباتات والبذور، وأنها ليست مقتصرة على الألياف فقط. ويعد الكتان من البذور التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف والأوميغا 3، ويعتبر من الأطعمة التي تحمي من الأمراض الخطيرة مثل أمراض الكبد والسكري والسكتة الدماغية والسرطان والاكتئاب وأمراض القلب.
كيفية زراعة بذور الكتان
الكتان هو نبات رائع يمكن زراعته في حديقة المنزل، ويتميز بالعديد من الفوائد الصحية ويمكن استخراج زيت بذوره. كما أن زراعته سهلة ولا تأخذ وقتا طويلا، ويعد من النباتات الجميلة، وتتم زراعته بالطريقة التالية:
البحث عن أنواع بذور كتان مناسبة
هناك العديد من أنواع بذور الكتان في العالم، وعند زراعتها في الحديقة، يوجد نوعان من الأنواع الزرقاء المناسبة. يتشابهان كثيرا ولا يمكن للشخص العادي أن يميز بينهما، إلا إذا كان خبيرا في علم النباتات أو بستاني متخصص. أحدهما ينمو ويموت خلال عام واحد، بينما النوع الآخر هو نوع معمر، مما يعني أن جذوره تكون في حالة سكون خلال المواسم غير المناسبة، وعندما يكون المناخ مناسبا، تنمو وتزدهر وتعيش لسنوات عديدة.
تحديد موقع مناسب للزراعة
الكتان يتكيف بسهولة وينمو بسرعة، وعلى الرغم من أنه نبات بري وصحراوي، إلا أن المناطق الرطبة والحارة ليست مثالية لزراعته، ويجب أن يتعرض الموقع المزروع فيه لأشعة الشمس مباشرة لمدة لا تقل عن 6 ساعات يوميا، ولا ينبغي زراعة بذور الكتان في نفس المكان كل عام، حتى لا تتعرض للإصابة بالآفات، ويفضل زراعة نبات آخر في موقع بذور الكتان.
إعداد التربة
تعتبر التربة الطينية الرخوة هي الأفضل لزراعة الكتان، ويتم إشعال النار في السماد الطبيعي في التربة، ومن ثم يتم حراثة التربة عميقا وإزالة معظم الأعشاب الضارة، وتتحمل هذه الأنواع الزرقاء من بذور الكتان درجات الحرارة المنخفضة جدا، ولا يتم زراعتها في المناطق التي تحتوي على أعشاب المواسم الباردة مثل البرسيم والخردل البري، وبعد تحضير التربة يتم وضع البذور على سطحها وتغطيتها بطبقة خفيفة، وإذا كانت الطبقة سميكة ستغرق البذور وتموت، وتحتاج لفترة تتراوح بين أسبوعين وثلاثة أسابيع للنمو وتظهر على شكل أوراق ذات لون أخضر مزرق وتبرز من تربة الزراعة.
حصاد الكتان
عندما تكون شتلات البذور صغيرة، يجب أن يتم قطع رؤوس الحشائش حتى تصبح في نفس مستوى التربة، وحينما تصل إلى حجم مناسب وتكون الجذور قوية يمكن أن نبدأ في سحب الأعشاب التي تضر بالبذور، يجب التأكد أن الكتان ليس صغير عند اقتلاع العشب حتى لا يتم اقتلاعه معها، والمعروف عن هذه النباتات أنها ليست بحاجة للكثير من الرعاية، وبالنسبة للأنواع السنوية يجب سحبها من الأرض وألا تُترك للسنة التالية حتى لا تصاب بالأمراض، كما أن الرطوبة تسبب له فطريات، فينبغي أن يحصل على الري صباحًا لإزالة الندي الموجود في ذلك الوقت،
فوائد بذور الكتان
يعتبر بذر الكتان واحدا من النباتات التي تستخدم لأغراض متعددة، وليس مقتصرا على الغذاء فقط، فهو يستخدم كأصباغ ودهانات وعازل للمياه. ويعرف أيضا أن زيت الكتان يستخرج من بذوره، وقد تم الاعتماد عليه كحل للعديد من المشاكل الصحية، مثل الإمساك. ويتم تغذية الماشية ببقايا استخراج الزيت. وتشمل فوائد بذور الكتان ما يلي:
- تتضمن مركبات نباتية هامة: تحتوي بعض المركبات على حمض الكوماريك (p-Coumaric) ومضادات الأكسدة والفايتوستيرول (Phytosterols) ومركبات الليغنان، وهي مفيدة لصحة الجسم.
- تحتوي على الأوميغا-3: تتميز هذه البذور بغناها بأحماض أوميغا-3 المعروفة باسم حمض الألفا-لينولينيك، وتساعد هذه الأحماض في الوقاية من الأزمات القلبية وجلطات الدماغ وأمراض الكلى.
- تقليل مستوى الكوليسترول في الدم: تم اكتشاف أن بذور الكتان تقلل نسبة الكوليسترول من 6% إلى 11%، وذلك لاحتوائها على الألياف ومركبات الليغنان، والتي تعمل على نقل الأحماض الدهنية إلى الجهاز الهضمي، مما يساعد على تقليل نسبة الكوليسترول في الدم.
- تقليل مستوى ضغط الدم: أثبتت الأبحاث المجراة على أولئك الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أن استخدام بذور الكتان يقلل من هذه النسبة.
- تُحسن صحة الجهاز الهضمي: تقلل هذه البذور من احتمالية حدوث الإسهال والإمساك، وذلك نتيجة لاحتوائها على نوعين من الألياف القابلة وغير القابلة للذوبان.
- خفض فرص الإصابة بالأمراض القلبية: تشير بعض الدراسات إلى أن بذور الكتان تحتوي على حمض الألفا لينولينيك، وتفيد أيضا الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب.
- تساهم في شفاء جفاف العين: باستخدام المكملات الغذائية التي تحتوي على زيت بذور الكتان بانتظام، يمكن أن يتقلص جفاف العين والاحمرار والحرقة.
بذور الكتان للشعر
تحمل بذور الكتان العديد من الفوائد للشعر، إذ يتم استخدامها في بعض الوصفات التي تستخدمها النساء لتحسين صحة شعرهن وتمنحه نعومة وملمسا ناعما، وتشمل فوائدها في هذا المجال
- يحتوي زيت الخروع على فيتامين E ومضادات الأكسدة التي تعزز نمو الشعر وتحمي فروة الرأس، كما أنه يحسن الدورة الدموية ويحفز نمو الشعر.
- يتم إجراء توازن بين إنتاج زيوت فروة الرأس والرقم الهيدروجيني، وهما العاملان اللذان يؤثران بشكل كبير على صحة الشعر ونموه. وكذلك، تساعد هذه البذور على تهدئة الغدد الدهنية وفروة الرأس، مما يؤدي إلى إنتاج كمية كافية من الزيت لجعله صحيًا بشكل أكبر.
- تعتبر بذور الكتان الغذاء المفيد للشعر، حيث تحتوي على الأوميغا-3 الضرورية لتغذية الشعر وجعله أكثر مرونة، وتساهم في حماية بصيلات الشعر من التلف، مما يجعل الشعر أقوى وأكثر صحة.
- زيادة الرطوبة في الشعر تجعله أكثر نعومة، وتمنع المشاكل الشائعة مثل التقصف والجفاف والتجعد.
- التخلص من المشكلات التي تعاني منها فروة الرأس مثل الأكزيما التي تصيبها، قشرة الشعر، وتساقط الشعر بكثافة، وذلك نتيجة للدور الذي تلعبه في تهدئة الهيجان التي تعاني منه، ويتم ذلك عن طريق استعمال بذور الكتان بشكل منتظم دون انقطاع، أو يمكن الاستفادة منها عن طريق جعلها جزء أساسي من البرنامج الغذائي لمن بحاجة له.