صفات ام المؤمنين زينب بنت جحش
نسب زينب بنت جحش رضي الله عنها
زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدية هي ابنة عم الرسول، وأمها هي أميمة بنت عبد المطلب عم رسول الله، وولدت في السنة الثالثة والثلاثين قبل الهجرة، وقد توفيت في السنة الحادية والعشرين بعد الهجرة
زواج زينب الأول من زيد بن حارثة
كان زيد بن حارثة، الموالي للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، يحب الرسول وكان يدعى زيد بن محمد حتى نزلت الآية القرآنية الكريمة `ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله` في سورة الأحزاب. زينب هي من سادات قريش وابنة عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أراد النبي محمد عليه الصلاة والسلام أن يكرم زيدًا، لأن زيدًا كان حِبُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فزوجه من اجمل الفتيات وخيرة نساء قريش، لكن هذا الزواج كان قاسيًا على زينب التي صبرت وأطاعت رسول الله، وكانت تؤدي ما على زوجها من حقوق، إلا أنها كانت تضمر جفاءً في قلبها جعلت زيد يشعر به.
أراد زيد ان يطلق زينب، ولم يطق المكوث معها، لكن رسول الله عليه الصلاة والسلام كان يأمر زيد بالصبر، ويقول له: أمسك عليك زوجك واتق الله، فنزلت فيما بعد الآية الكريمة (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا ) سورة الأحزاب، وكان ذلك وحي إلهي يطلب من زيد ان يطلق زينب ليتزوجها رسول الله.
زواج السيدة زينب من رسول الله
كان زواج رسول الله عليه الصلاة والسلام من زينب بنت جحش امتثالا لأوامر الله، وذلك لهدف عظيم، وهو إبطال عادة التبني في الإسلام، لأن التبني كان عادة شائعة، حيث يقوم أي رجل في الجاهلية بالإعلان أن فلانا ابنه ويورثه ويعامله معاملة ابنه، وبذلك تنشأ مخاطر عديدة مثل ضياع الأنساب والتفريق بين الأبناء والمنازعة على الميراث.
كان زيد مولى رسول الله، وكان من الصعب على النبي أن يتزوج زينب في البداية، لأن نبينا الكريم كان يعامل زيد كابنه، وزيد كان أحد أعز الناس إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، ولكن الله عز وجل عاتب النبي إذا خشي من رد فعل الناس إذا تزوج زوجة زيد، ولم يخش الله في أمر قد أباحه، فأنزل الله تعالى: {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما} [الأحزاب: 40].
تم إلغاء عادة التبني، وما قيل عن حب النبي لزينب ورغبته في الزواج منها هو استخفاف شديد بحرمة نبينا الكريم، الذي لا يتحدث بحسبان الرغبة الشخصية، حيث كان الزواج يهدف إلى إلغاء عادة التبني وتنظيم العلاقات الأسرية والدم والأبوة الحقيقية.
النبي محمد صلى الله عليه وسلم على الرغم من أنه كان بشر كسائر البشر، يأكل ويشرب ويتزوج النساء، إلى أنه لم يكن يتزوج لشهوة في نفسه، إنما كان زواجه لأهداف إسلامية معينة، فقد تزوج ام حبيبة كي يقرب والدها ابي سفيان من الإسلام، كما تزوج الأرملة حفاظًا لأولادها، وإكرامًا لزوجها الذي استشهد في سبيل الله، وتزوج عائشة بنت ابي بكر، وحفصة بنت عمر إكرامًا لأبيهن، رضوان الله عليهم جميعًا
صفات أم المؤمنين زينب رضي الله عنها
- زينب كانت شابة جميلة للغاية، وهي من أتم نساء قريش وساداتها، ومن شرفاء قريش، وهي من بني أسد، وهي حفيدة عبد المطلب سيد قريش.
- صبرها وامتثالها لأوامر الله عزو وجل: كانت زينب من سادات قريش، ولكنها قبلت الزواج بزيد وهو من الرقيق امتثالا لأوامر الله، حتى لو كرهت هذا الأمر في نفسها، وقال الله تعالى في سورة الأحزاب، (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ۗ ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا)، فأطاعت زينب رسول الله على مبدأ التفاضل بالتقوى في الإسلا
- لزينب بنت جحش مناقب عظيمة وهي زواجها من النبي محمد عليه الصلاة والسلام بأمر من الله عز وجل، لأن الله هو الذي أمر بزواجها من النبي، وهذا فخر عظيم كانت السيدة زينب أم المؤمنين تفخر به، عن أنس – رضي الله عنه – قال: ( كانت زينب بنت جحش ـ رضي الله عنها ـ تفخر على أزواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتقول : زوَّجكن أهاليكن، وزوَّجني الله من فوق سبع سماوات ) ( البخاري )
- كانت تلقب بأم المساكين، لأنها كانت سخية وكثيرة الصدقة والعطاء، وتحب الخير والصيام والقيام، وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا”، فقالت زينب: “فكن يتطاولن أيتهن أطول يدا”، فكانت أطولنا يدا لأنها كانت تعمل بيدها وتصدق، ووصفتها عائشة بقولها: “ولم أر امرأة قط خيرا في الدين من زينب
فضل أم المؤمنين زينب رضي الله عنها
- كان زواجها من النبي محمد عليه الصلاة والسلام إبطالًا لعادة الجاهلية الواسعة الانتشار، وهي عادة التبني، وكان حمل النبي عليه الصلاة والسلام لزوجته زينب وزوجها السابق زيد يحمل تبعات هذه المهمة، ولكن كل ذلك كان بحكمة الله تعالى
- كان زواجها من زيد اختبارًا لإيمانها وطاعةً لأوامر الله، وذلك لتحقيق المساواة في المجتمع وإزالة الفوارق الطبقية.
- من بين مزايا رسوخ رسالتها ومنهجها العلمي ، أنها أثنت على عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك، حيث استشار النبي صلى الله عليه وسلم عائشة في هذه الحادثة، فأجابته (يا رسول الله، أحمي سمعي وبصري، والله ما علمت إلا الخير)، وأضافت عائشة (وهي التي كانت تتفوق على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم)، وعصمها الله بالورع.
- كانت سببًا لنزول الآية الكريمة ({يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا}
وفاة أم المؤمنين زينب رضي الله عنها
توفيت أول زوجات النبي عليه الصلاة والسلام بعده، وذلك في عهد خلافة عمر بن الخطاب في العام العشرين من الهجرة، عندما كانت تبلغ من العمر ثلاث وخمسين سنة.