شرح العلماء الفرق بين التبني ورعاية اليتيم من عدة جوانب، فالتبني هو أن يأخذ الرجل اليتيم ويضمه إلى عائلته ويكون له كأحد الأبناء ويسميه باسمه، وفي هذه الحالة لا يجوز للرجل الذي تبنى اليتيم أن يتزوج من محارم هذا اليتيم، أما الرعاية والكفالة فتختلف عن التبني؛ حيث يرعى الرجل اليتيم ويكفله ويعيش معه في بيته أو في بيت آخر، ولا يحرم عليه ما أحل الله ولا يحل له ما حرم الله، ولا يدعيه باسمه.
التبني
يتمثل التبني في إلحاق نسب الطفل المتبنى بنسب أسرته المتبنية، وإعطائه اسمه ولقبه واعتباره كابنٍ حقيقيٍ للأسرة
كانت ظاهرة التبني منتشرة في الجاهلية قبل ظهور الإسلام، حيث كان بعض الرجال ينسبون إلى أولئك الذين يتبنونهم.
كان يعرف المقداد بن عمرو بالمقداد بن الأسود نسبة إلى من تبناه
كان الصحابي زيد بن حارثة يعرف باسم زيد بن محمد، وكان لقبه يرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قبل نزول آية التحريم على التبني.
تحرم الشريعة الإسلامية التبني ولا يجوز إسناد النسب إلا لأفراد العائلة الحقيقية.
كان التبني شائعًا في العصور الرومانية والإغريقية القديمة، وكان يشبه عقدًا يتم توقيعه بين الطرفين ويتعهدان به لتحقيق أهداف معينة لكلا الطرفين
حكم التبني في الإسلام
نزل الله تعالى في كتابه الحكيم آية تحرم التبني بعد أن كان النبي صلى الله عليهوسلم يتبنى زيد بن حارثة.
– قال الله تعالى: يعتبر دعوة الأبناء لآبائهم هو الأقسى عند الله، فإن لم تعرفوا آباءهم، فإن إخوانكم في الدين ومواليكم هم أقرب لهم
كان التبني جائزًا قبل الإسلام، ولكن بعد نزول آية تحريم التبني، دُعِيَ الصحابي زيد إلى حَرَثَة، بعد أن كان يُدعى باسم زيد بن محمد.
أقرَّت الشريعة الإسلامية أن النسب ينسب الجميع فقط لأبيهم ولا يسمح بالتبني، لكن التربية والرعاية والتكفل بأي شخص يجوز ذلك.
الحكمة من تحريم التبني
حرم التبني في الإسلام للعديد من المقاصد والعبر منها:
لكي لا يأخذ الابن من التبني أحكام الابن من الصلب، سواء من الإرث أو صلة النسب
– ينتج عن التبني مخالفات شرعية، منها: الخلوة، والمصافحة، والرؤية غير المشروعة، ولذلك حرم التبني في الإسلام.
أحكام تتعلق بالتبني
يُعد أخذ اللقيط من فروض الكفاية على المسلمين، ويتم إنفاق المال عليه من بيت مال المسلمين إذا وُجِد، وإن كان اللقيط يملك مالًا فيمكن إنفاق المال عليه من المال الذي يملكه.
يجب على من يجد طفلاً أن يُسلِّمه إلى ولاة الأمر والجهات المسؤولة
إذا كانت هناك رغبة في رعاية شخص ما وإحسانه، فيجب عدم نسبه إلى الشخص الذي يرعاه، وإذا اقتضت الحاجة تسجيله وتسمية وإصدار شهادة ميلاد له، يتم ذلك باسم عام وليس بنسبته للراعي.
ينبغي التربية والرعاية للملتقط مراعاة الضوابط المحددة في الشريعة، ومنها حظر الخلوة مع زوجة أو بنات المربي.
يمكن الخروج من المخالفة الشرعية بالرضاعة، حيث يمكن لزوجة المربي أن تقوم بإرضاع الطفل ليصبح ابنها بالرضاعة، وبذلك تجوز الخلوة والرؤية.
الكفالة
– يتمثل في إحسان اليتيم وتكريمه وإنفاق المال عليه دون إلحاق نسبه بالكافل.
– قال الله سبحانه وتعالى: يُسأل عن الأنفاق، فقل: ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل، وما تفعلوا من خير، فإن الله به عليم
أشارت الآية الكريمة إلى الفئات التي يجب التركيز على إنفاق المال عليها، ومن بينها اليتيم الذي يعد خلقًا إسلاميًا حسنًا ورفيعًا، وله فائدة كبيرة تعود على فرد محتاج، ولذلك اعتبره الله سبحانه وتعالى هذا العمل من أفضل الأعمال وأقربها إلى الله.
في الحديث الشريف، قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم إنه والمكفول على اليتيم كهاتين في الجنة، وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى
يوضح هذا الحديث أهمية كفالة اليتيم وتكريمها، حيث جعلها الله من الأدوية التي تعالج الأمراض النفسية للإنسان، ليصبح المجتمع بصورته الإنسانية والأخوية الصحيحة التي أمر بها الإسلام.
شروط كفالة اليتيم
العدل والإحسان لهذا الطفل هما ما يجب أن يحصل عليه، ويجب استمرار الكفالة حتى يصبح الطفل بالغاً، وحتى تزوجت الفتاة وفقاً لقوله تعالى: (وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ).
أهمية وفضل كفالة اليتيم
من يكفل اليتيم ينول صحبة وقرب المنزلة من النبي عليه الصلاة والسلام في الجنة.
تظهر أن المسلم الصادق هو صاحب قلب رحيم وأخلاق حميدة وفطرة حسنة.
– يجب إقامة مجتمع متين يعتمد على الحب والرحمة والمودة، ويكون خال من الكراهية والحقد.
يشير تربية شخص يحمل نفس صفات النبي صلى الله عليه وسلم إلى حبه، لأنها تعكس الاهتمام بتربية نفوس صالحة تحمل قيم الإسلام والتعاطف مع شخصيات النبي الكريم
تنتج الكثير من البركة، حيث تحل البركة على كافل اليتيم وماله وأهله.
يعد بيت يتيم من أفضل بيوت المسلمين وأكثرها نعمة.
تحافظ على اليتيم من الانحراف والسلوك غير الصحيح.
كفالة اليتيم هي عبادة تؤدي لوجه الله تعالى، حيث ترفع الدرجات وتمحو السيئات وتزيد الحسنات.