لماذا التبني حرام في الاسلام
التبني هو اعتبار الشخص الذي ليس ولدك ابنا لك، ويحدث ذلك لأسباب مختلفة بين الأشخاص، مثل عدم القدرة على الإنجاب أو الرغبة في فعل الخير أو المساعدة الإنسانية ، وكان التبني جائزا ومعروفا في الجاهلية قبل نزول الإسلام، ولكن الله حرمه في الإسلام ونزل آية قرآنية خاصة بالتبني.
حكم التبني في الإسلام
الله حرم التبني بعدما كان جائزا في الجاهلية. ودليل على ذلك هو قوله: `ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله. فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم
كانت الآية القرآنية هي السبب الذي دفع زيد بن حارثة للعودة إلى اسمه الأصلي بعد أن كان يعرف باسم زيد بن محمد، الذي كان يشير إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
الحكمة من تحريم التبني
– كان لله حكمة في تحريم التبني، منها تجنب أخذ الابن من التبني أحكام الابن من الصلب من الإرث والصلة.
يُنصح بتجنب الخلوة والمصافحة، والنظر إلى ما يخالف الشريعة الإسلامية مثل رؤية امرأة بدون حجاب وغيرها من الأمور غير المشروعة.
قصة تبني النبي صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة
كان زيد بن حارثة يعد واحدا من المقربين من الرسول قبل البعثة، وقد حدث شيء دفع الرسول إلى التفكير في تبنيه، وأطلق عليه اسم زيد بن محمد.
عندما كان زيد بن الحارثة صغيرًا، أخذته والدته معها في زيارة لأهلها، وتم اختطاف زيد خلال تلك الزيارة وبيعه كعبد في سوق عكاظ.
اشترى حكيم بن حزام الطفل الصغير زيد، ثم أعطاه لعمته السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها.
منحت السيدة خديجة، عقب زواجها من الرسول صلى الله عليه وسلم، زيدًا ليقوم بخدمته.
تعرّف عدد من أقاربه على الشخص الذي رآه، وأخبروا والده عن مكان رؤيته ليتوجه إليه بسرعة.
كان زيد يحظى بمكانة عالية عند الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فقد أحبه وعامله كولده.
والد وعم زيد ذهبا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم لاسترداده وإعادته إلى قومه.
وطلبوا ذلك من رسول الله، وقام بتخير زيد بن حارثة بينه وبين والده وعمه، واختار زيد بدون أن يفكر سيدنا محمد.
تسبب موقف زيد في غضب والده، حيث سأله عما إذا كان يفضل العبودية على الحرية، وأجاب زيد بأنه وجد هنا معاملة حسنة لم يجدها من قبل أي شخص.
فرح سيدنا محمد بموقف زيد فذهب إلى صخرة أمام الكعبة ووقف عليها قائلاً: يا أهل قريش، اشهدوا، هذا زيد ابني يرثني وأرثه.
شعر والد زيد بن حارثة وعمه بالصدق بعد سماعهم حديث سيدنا محمد ومشاهدتهم لموقفه، وعادوا إلى منزلهم بسعادة وطمأنينة.
– عقب البعثة أنزل الله الآية الكريمة التي تقول الآية الكريمة التي تقول: “ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آَبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا
تم إلغاء التبني وتحريمه بتلك الآية، مما أدى إلى عودة زيد بن محمد إلى اسمه الأصلي زيد بن حارثة، بالإضافة إلى إعادة نسب كل من تم تبنيه لأبيه الحقيقي الذي أنجبه.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم بشأن التبني: “لا يدعيرجلٌ نسبًا لغير أبيه وهو يعلم ذلك إلا كفر بالله، ومن يدعي قومًا ليس له فيهم نسبٌ فليجلس على مقعده في النار.
أحكام عن التبني
يجب مراعاة جميع الضوابط المقررة في الشريعة، ومنها تحريم الخلوة مع زوجة أو بنات المربي، باستثناء حالات الرضاعة، حيث يمكن لزوجة المربي إرضاع الطفل ليصبح ابنها بالرضاعة، مما يجعل الخلوة والرؤية مسموحة.
في حالة العثور على طفل يتم تسليمه إلى ولي الأمر.
إذا لم يرغب الشخص الذي يعتني بالطفل في الاحتفاظ به ورعايته بدون أن ينسبه لنفسه، فيجب عليه تسليم الطفل إلى الجهات المسؤولة.
الحل الآخر هو تسجيل الطفل وتسميته وإصدار شهادة ميلاد له، حتى لا يتم الربط بينه وبين شخص وجد الطفل، بل يرتبط باسم عام.
شروط التبني
يجب على المرأة الراضعة أن تمتنع عن الرضاعة من اليتيم الذي تربيه إذا كان ابنا غير من أبنائها نسبا ورضاعة، أو ترضعه أختها أو ابنتها أو أمها، حيث يصبح اليتيم خالا لها أو ابنا لأختها أو أمها بالرضاعة.
تحجب اليتيمة عن كافلها بعد بلوغ سنها، ما لم تكن من صلبها أو محارمها نسباً ورضاعة، أو ابنة زوجته المتزوج بها.
عدم نسبة الطفل اليتيم إلى كافله ينسب إلى والده الحقيقي الذي أتى من صلبه، أو أي اسم آخر غير اسم الشخص الذي قام بكفالته.