شرح حديث تاج الوقار
تخريج حديث تاج الوقار
سنوضح الآن من رواية حديث تاج الوقار وحفظ القرآن الكريم الواردة في السنة النبوية الشريفة، ونوضح صحتها ومصدرها
- روى معاذ بن أنس الجهني رضي الله عنه أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: `من قرأ القرآن وعمل بما فيه، ألبس والداه تاجا يوم القيامة، وضوءه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا لو كانت فيكم. فما ظنكم بالذي عمل بهذا؟` وقد رواه الحديث أحمد وأبو داوود، ولكن الشيخ الألباني قد ضعفه وقال إنه حسن لغيره في كتابه `صحيح الترغيب والترهيب`، ولكن حسنه محققو المسند.
- أخبرنا أحمد (22950) عن بريدة الأسلمي رضي الله عنه أنه نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله – عن صاحب القرآن -: (يوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا، فيقولان: بم كسينا هذه؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن، ثم يقال له: اقرأ واصعد في درجة الجنة وغرفها، فهو في صعود، ما دام يقرأ هذا كان أو ترتيلا)، وقد قال محققو السند في هذا الحديث: “إسناده حسن في المتابعات والشواهد من أجل بشير بن المهاجر الغنوي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وحسنه الحافظ ابن كثير في “تفسيره” 1/62، ولبعضه شواهد يصح بها.
شرح حديث من قرأ القرآن وعمل بما فيه ألبس والداه تاجاً
قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: : يقول الحديث النبوي: “من قرأ القرآن، وتعلمه، وعمل به، فإن والداه سيكسبان تاجا من النور في يوم القيامة، وسيكسيان حلتين لا توجد في الدنيا، وعندما يسألان عن سبب ذلك، سيتم الإجابة بأنه بسبب حفظ وعمل ولدهما بالقرآن”. وقد رواه الحاكم وقال إنه حديث صحيح بشرط مسلم. ويجب أن يحفظ الولد القرآن ويتعلمه ويعمل بما يتضمنه
- قال رسولنا الكريم `من قرأ القرآن`، أي من تلاه بالترتيل، وهذا هو الذي يستحق التكريم. وقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: `ورتل القرآن ترتيلا`، ومن يقرأ القرآن بدون ترتيل فإنه يستحق الإثم.
- وقوله: يعني `وعمل بما فيه` العمل بما جاء في الأخلاق والأحكام بالإضافة إلى الآداب، فعليك بأتباع أوامره وتجنب نواهيه، والاستفادة من مواعظه.
- وقوله: تدل هذه الجملة على سعادة الإنسان وسعة ملكه في يوم القيامة، والأفضل الاحتفاظ بتاجه الذي صنع من الذهب والجواهر والمخصص للملوك.
- وقوله: وقد وصف التاج بأن ضوؤه أفضل من ضوء الشمس، وتم التعبير عن جماله وفخامته بأنه مثل الشمس، لا فقط لأنه مشرق ومضيء مثلها، وإنما أيضًا لأنه يتمتع بزخارف وزينة جميلة وأنيقة.
البس والديك تاج الوقار
حفظ القرآن هو عبادة يسعى المسلم من خلالها للتقرب إلى الله ولكسب الثواب في الحياة الآخرة. وقد اختص الله حافظ القرآن بالعديد من الخصائص في الدنيا والآخرة، مثل أنه يكسو والديه بحلتين لا يمكن لأحد أن يحصل عليهما في الدنيا وما فيها، وذلك بسبب رعاية وتعليمهما لابنهما القرآن الكريم. حتى لو كان الوالدين جاهلين، فإن الله يكرمهما بسبب ابنهما. وبالنسبة لمن يمنع ولده ويحوله عن القرآن الكريم، فإنه من المحرومين. وإحدى الأحاديث الشريفة التي تدل على أن كسوة الوقار هي تاج للوالدين
- عن أبي هريرة قال : قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “يأتي القرآن يوم القيامة مثل رجل شاحب يقول لصاحبه: هل تعرفني؟ أنا الذي كنت أسهر ليلك وأظمئ هواجرك. وإن كل تاجر يأتي بما عنده من تجارته، وأنا لك اليوم أفضل من كل تاجر. ويعطى الملك بيمينه ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والديه حلتين لا تقوم لهما الدنيا وما فيها. فيقولان: يا رب، كيف أصبح لنا هذا؟ فيقال لهما: بفضل تعليم ولدكما القرآن.” رواه الطبراني في “الأوسط.
- عن بريدة رضي الله عنه قال : قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `من قرأ القرآن وتعلمه وعمل به، سيكون لوالديه تاجا من نور يضيء مثل ضوء الشمس، وسيكون لوالديه حلتان لا تقوم لهما الدنيا، فيقولان: `بما كسينا هذا؟` فيقال: `باستحقاقكما للقرآن`، رواه الحاكم.
يُحسِّن الحفاظ على القرآن الكريم والحديث عنهما بعضهما البعض، وهناك فضائل ومزايا أخرى يمنحها الله لحفظة القرآن، وتشمل ذلك:
- يقوم بأداء الصلاة بدلا من غيره، ويكون إماما، وفي حديث عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `ليكن أقرؤهم لكتاب الله إماما للناس، فإن كانوا متساوين في القراءة، فأعلمهم بالسنة، وإن كانوا متساوين في السنة، فأقدمهم هجرة، وإن كانوا متساوين في الهجرة، فأقدمهم سلما، ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه، ولا يجلس في بيته على تكرمته إلا بإذنه.` رواه مسلم.
- يفضل حفظة القرآن على غيرهم عند الموت، أي في القبر في اتجاه القبلة، إذا احتاج الأمر إلى دفنه مع شخص آخر. وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين اللذين قتلا في معركة أحد في ثوب واحد، ثم يقول: أيهما أكثر أخذا للقرآن؟ فإذا أشير إليه، يقدمه في اللحد ويقول: أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة، ويأمر بدفنهم في دمائهم ولم يغسلوا ولم يصلوا عليهم. رواه البخاري.
- تعتبر الفوز بالأولوية في الإمارة والرئاسة هي الهدف الأسمى والأول للمتسابق.
- في الآخرة، ستكون منزلته عند آخر آية قد حفظها.
- يتمتع حافظ القرآن بمصاحبة الملائكة في منازلهم.
- يُلبس تاج الكرامة وحلة الكرامة.
حديث تاج وحلة الكرامة
إن من الخصائص والمميزات التي يتحلى بها حافظ القرآن وهي التي تم ذكرها سابقاً في هذا المقال بأنه يحصل ويُلبس تاج وحلة الكرامة حيث أنه يُخصص بهذه الخصلة وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أهمية حفظ القرآن الكريم والمداومة على تعلمه وقراءته حتى نكسب هذه الخصائص في الدنيا والآخرة، وقد ورد في السنة النبوية الشريفة حديث تاج وحلة الكرامة وهو كالتالي:
ذكر أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يأتي القرآن يوم القيامة يقول: `يا رب اجعله حلة`، فيلبس تاج الكرامة ثم يقول: `يا رب زده`، فيلبس حلة الكرامة، ثم يقول: `يا رب ارض عنه` فيرضى عنه. ثم يقال له: `اقرأ وارتق وتزاد بكل آية حسنة`. ” رواه الترمذي، وقال: “هذا حديث حسن صحيح”، وقال الألباني في “صحيح الترمذي”: حسن.